فى النوبة، تجد كل وسائل راحة النفس وبث الطمأنينة والطقس الصافى وغير ذلك، فهى قطعة بيئية لا مثيل لها فى أقصى جنوب مصر، والنوبة واحدة من السياحة البيئية التى يفضلها الكثيرون من السائحين الأجانب وحتى المصريين الزائرين لأسوان خلال فصل الشتاء.
وعندما تضع قدميك فى أراضى النوبة والقرى الخاصة بها، تجد البيوت النوبية المصممة على شكل قباب، ذات ألوان مبهجة مطلة على النيل مباشرة، وتجد السيدات ترتدى الجرجار النوبى، والأسواق مليئة بالمنتجات والحرف البيئية التى صنعوها بأيدهم كما كان يفعل آبائهم وأجدادهم.
ويحرص أبناء النوبة، كما تحكى فنانة الجداريات مها جميل لـ"اليوم السابع"، على إبراز الهوية النوبية وإضفاء التراث النوبى ذات الطابع المميز على الجدران الخارجية والداخلية للبيوت والمحال والأسوار فى القرية من خلال رسم الجداريات التى تعبر عن ذلك، وتحكى هذه الجداريات عن فنون وألوان نوبية مختلفة تعكس التراث والعادات والتقاليد التى يعيش عليها أبناء النوبة منذ الزمن القديم وحتى عصرنا هذا، حتى وإن قلت بعض العادات حالياً إلا أن النوبة لازالت تحافظ على تماسكها البيئى وتراثها المتنوع.
وأشارت الفنانة مها جميل، إلى إنها ترسم جداريات فى القرى النوبية على جدران المنازل والمحلات والكافيهات فى الشوارع والأسواق، وكل رسمه تعبر عن لون من ألوان النوبة، وبعض هذه الرسومات تبرز ملامح أبناءها خاصة وجوه الأطفال ذوى البشرة السمراء والضحكات البيضاء والشعر المميز والبراءة التى تظهر فى تفاصيل الوجه.
وتابعت الفنانة الأسوانية، أن بعض الجداريات تحكى عن كرم أهل النوبة وحسن ضيافتهم وتعاملهم الراقى مع الغريب حين يزور بلادهم وتمتع بالأجواء البيئية الخلابة فى القرى المطلة على النيل، وقضاء وقت ممتع بين أحضان الطبيعة الصافية وكرم الضيافة وإعداد المشروبات والمأكولات المميزة التى يتفرد بها أهل النوبة وتوارثوها عن الآباء والأجداد.
وأضافت، أن الجداريات لا يمكن أن تغفل جانب الزى النوبى الذى يرتديه الرجال والسيدات فى النوبة من جلباب أبيض وعمة بيضاء أيضاً للرجال تعكس النظافة التى عليها أهل النوبة، والجرجار النوبى الأسود للسيدات ذى التصميم الخاص والذى يعكس وقار وبراعة النوبة فى تصميم ملابس السيدات ويمكن استخدامه فى المناسبات المختلفة.
وأوضحت جميل، أن هناك بعض التفاصيل الأخرى التى تظهر فى الجداريات المرسومة وتعكس طبيعة أهل النوبة، مثل إبراز حلق السيدات ذو الشكل الكبير المميز والعقد الذهبى على رقبة الفتيات والسيدات فى النوبة، بجانب إبراز الألوان المبهجة المختلفة ذات الشكل المثلثى التى تزين جوانب البيوت، بالإضافة إلى الأوانى الفخارية التى يوضع فيها الأكل وتقدم للضيوف، والمميز قبل كل ذلك هو إبراز الطبيعة والهوية التى عليها بلاد النوبة المطلة على النيل وفيها الأراضى الخضراء والرمال الذهبية الصفراء.
وتحدثت الفنانة التشكيلية عن نفسها قائلةً: "اسمى مها جميل وعندى 32 سنة، متزوجة من على عبد الفتاح فنان تشكيلى كان زميلها فى كلية الفنون الجميلة"، لافتةً إلى أنهما توسعا في فن الجداريات، وأظهرت الفنانة الشابة بمساعدة زوجها الفنان الشاب، رسومات مميزة تعكس الطابع والفن النوبى وهو ما جعل الكثير من الناس يعتقدون بأن أصول صحابة الرسومات هى "النوبة" بسبب الاهتمام بهذا الطابع الفنى المنتشر في أسوان، ويأتى ذلك نظراً لحب شريحة كبيرة من المواطنين للفن النوبى.
وقالت إنها تميل إلى رسم البشرة السمراء والعناية بدرجات الألوان فيها خاصة في أطفال النوبة، مؤكدة أنه لا توجد رسمه واحدة من رسوماتها إلا وكانت فيها فكرة معبرة عن شيئ ما وليس مجرد رسومات فقط، وأى نقطة ترسم على الجدارية لابد أن يكون لها مدلول لأنها تؤثر على الفن المقدم.
أطفال النوبة على الجداريات
البيوت النوبية
الجرجار النوبى وحلق السيدات
الفن النوبى على الجداريات
القرية النوبية_1
جداريات السيدات فى النوبة
قرى النوبة
كرم الضيافة فى النوبة