تستهدف القوات الإسرائيلية فى القصف المتكرر على قطاع غزة مبانى مخصصة لأغراض إنسانية من ضمنها مستشفيات ومدارس ومساجد ومنشآت تابعة لجماعات الإغاثة أو المنظمات الدولية بشكل متزايد بدعوى أن فصائل المقاومة يحتمون فى تلك المبانى.
ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن المبانى المذكورة كانت فى مرمى النيران بشكل متزايد مع التركيز على البنية التحتية التى تعتمد عليها فصائل المقاومة فى الجزء الشمالى من القطاع.
وقال مدحت عباس، المتحدث باسم وزارة الصحة فى غزة، الاثنين، إن 32 شخصا على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال من وحدة العناية المركزة، توفوا خلال الأيام الثلاثة الماضية فى مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى فى غزة، والذى تحاصره القوات الإسرائيلية.
وقال إن ما لا يقل عن 100 جثة كانت متحللة فى مجمع المستشفى مع حوالى 50 داخل المستشفى و60 آخرين فى المشارح التى لا توجد بها كهرباء وأن الوزارة لم تتمكن من تحديث عدد القتلى لأنها لا تستطيع الوصول إلى وسائل الاتصال بالمستشفيات فى قطاع غزة.
قالت نيبال فرسخ، المتحدثة باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى، إن القوات الإسرائيلية حاصرت مستشفى القدس، ثانى أكبر مستشفى فى القطاع، يوم الاثنين ولم يتمكن من إجلاء المرضى والعاملين الطبيين المتبقين فيه البالغ عددهم 300 بسبب القصف الإسرائيلى وإطلاق النار
على الجانب الآخر، ادعى الجيش الإسرائيلى فى بيان له أن الوضع كان نتيجة لسلسلة من الأحداث التى تحصنت فيها مجموعة إرهابية فى منطقة مستشفى القدس، وأطلقت النار من مدخل المستشفى على جنود جيش الدفاع الإسرائيلى، وتم القضاء عليها بعد ذلك.
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني: "إن تجاهل حماية البنية التحتية المدنية بما فى ذلك مرافق الأمم المتحدة والمستشفيات والمدارس والملاجئ وأماكن العبادة هو شهادة على مستوى الرعب الذى يعيشه المدنيون فى غزة كل يوم".
وقال أحد العاملين بوزارة الصحة فى غزة إن مستشفى الشفاء تحت الحصار الكامل، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 100 جثة ملقاة على الأرض وبدأت فى التحلل، ما يحول المستشفى إلى مكان خطير من الناحية الوبائية.
وأضاف أن المستشفى لا يزال يؤوى 8000 نازح وأن الإمدادات الغذائية تتضاءل. وقال إنه على الرغم من أن الجيش الإسرائيلى أبلغ الناس بأنه سيتم ضمان مرورهم الآمن على طريق معين تم تطهيره من الدبابات، إلا أن الطائرات تستهدف أى شخص يحاول مغادرة المستشفى.
وقال العاملون فى المجال الطبى أن المجمع الكبير لا يضم سوى العدد المتزايد من الجرحى من سكان غزة، الذين يكافح الأطباء الذين يعانون من ضائقة مالية من أجل توفير العلاج المنقذ للحياة لهم.
وفى الشهر الماضى، ادعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى دانييل هاجارى للصحفيين أن المقاومة الفلسطينية تستخدم مجمع المستشفى كمركز قيادة رئيسى لإيواء كبار قادتها وترساناتها وتستخدم 4000 موظف فى المركز كدرع بشرى.
ويعتبر المستشفى، بحسب الجيش الإسرائيلى، نقطة محورية استراتيجية فى الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال فرسخ أن خطة إخلاء المستشفى تتضمن قافلة من ست مركبات، اثنتان منها من سيارات الإسعاف، حيث تضاءل الأسطول بسبب نقص الوقود والإضرابات. وأضافت أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر شاركت فى عملية الإجلاء.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى فى تغريدة سابقة على تويتر: “لا تزال القافلة تنتظر استقرار الأوضاع فى المنطقة المحيطة بالمستشفى لتتمكن من الوصول إليه لبدء عملية الإخلاء”.
وقالت فرسخ أن آلاف النازحين من غزة فروا سيرا على الأقدام من المستشفى فى الأيام الأخيرة مع تزايد حدة القتال فى مكان قريب وتناقص الإمدادات. وحتى الأسبوع الماضى، كان المستشفى يؤوى ما لا يقل عن 12 ألف شخص.
وقال منير البرش، مدير عام وزارة الصحة بغزة، أن 200 أسرة فى محيط مستشفى الشفاء لا تستطيع التحرك من منازلها، وأن 36 طفلاً خديجًا فى مجمع الشفاء يعانون من مضاعفات صحية خطيرة.
وأضاف أن ثلاثة أطفال رضع توفوا يوم الأحد فى وحدة العناية المركزة بعد غارات إسرائيلية استهدفت مولدات كهربائية وآبار مياه وجزءا من وحدة العناية المركزة.
اشارت واشنطن بوست إلى انه منذ بدء التحركات العسكرية البرية للجيش الإسرائيلى فى قطاع غزة منذ 27 أكتوبر، استشهد أكثر من 11180 شخص فى غزة مع الاخذ فى الاعتبار أن الرقم لم يتم تحديثه رسميا منذ يوم الجمعة
أصبحت المستشفيات رمزاً فى الحرب لعدم إنسانية العدو حيث تتردد اتهامات للجيش الإسرائيلى باستخدام حرب المدن القاتلة للانتقام من السكان المدنيين.
وجاء فى التقرير أن المبانى المدنية الأخرى أيضاً أصبحت مستهدفة مع احتدام القتال المباشر، وفى بيان له يوم السبت، نشر برنامج الأمم المتحدة الإنمائى تقارير عن قصف مجمعه فى مدينة غزة. وأضاف أن المنشأة كانت تخضع لإدارة برنامجها لمساعدة الشعب الفلسطينى حتى 13 أكتوبر، عندما أخلى موظفو الأمم المتحدة الموقع.
وليلة الاثنين، واصل الجيش الإسرائيلى تنفيذ غارات على مشارف مخيم الشاطئ للاجئين القريب، حيث قال أن المقاومة الفلسطينية قامت بإخفاء احتياطيات كبيرة من الأسلحة والعبوات الناسفة داخل مسجد أبو بكر وداخل غرفة أطفال فى منزل يملكه أحد كبار السن.