انطلقت أعمال الدورة الثالثة من المؤتمر الدولي حول مكافحة التطرف العنيف،اليوم الثلاثاء، التى تعقدها منظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالشراكة مع المرصد المغربى حول التطرف والعنف، وبالتعاون مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج المغربية، والرابطة المحمدية للعلماء، ومركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، بحضور رفيع المستوى من مسؤولين وممثلين عن منظمات دولية وإقليمية، بالإضافة إلى نخبة من الخبراء والباحثين في مجال مواجهة التطرف.
وأكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، في كلمته أمام المؤتمر الذي يستمر يومين بمقر المنظمة بالمغرب تحت عنوان"المعرفة العلمية في مسار مواجهة التطرف العنيف"، أن التطرف العنيف لم ينشأ من فراغ بل له أسباب عديدة، وأن مواجهة هذه الظاهرة تنطلق من خلال القضاء على هذه المسببات في مهدها، مشيرا إلى أن التطرف لا يقتصر على عقيدة دون أخرى، ولا على منطقة أو جنسية محددة.
وحذر من تنامي استفادة تيارات التطرف العنيف من التطور الاتصالي الهائل، وبخاصة تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتأثر شريحة الأطفال بعواقب التطرف من خلال تغذية السلوك العنيف لديهم وترسيخه في نفوسهم عبر الألعاب الإلكترونية، هو ما يسهل عملية تجنيدهم مستقبلا، مختتما كلمته بإدانة العدوان الإسرائيلي الغاشم على الأراضي الفلسطينية الذي ضرب بعرض الحائط جميع القوانين والأعراف الدولية.
وفي كلمته.. أكد عبد اللطيف وهبي وزير العدل المغربي، أن المعرفة العلمية قادرة على تحصين الأشخاص ضد الأفكار المتطرفة، مشيرا إلى حرص المغرب على نهج مقاربة وطنية في مجال التصدي للإرهاب، وأن هذه المقاربة تعمل على مجابهة أسباب الفكر المتطرف.
وأوضح نائب المدير التنفيذي للأمم المتحدة ويشيونغ تشن -اللجنة التنفيذية لمكافحة الإرهاب لدى مجلس الأمن- أن الجماعات الإرهابية والمتطرفة العنيفة تعمل على استغلال الأزمات البيئية والفقر وضعف الإدارة وانتهاكات حقوق الإنسان لتجنيد المزيد من الأعضاء.
من جانبها أكدت رئيسة المجلس الوطني المغربي لحقوق الإنسان آمنة بوعياش، أن ظاهرة التطرف العنيف تعرض نظم القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان لخطر حقيقي.
وناقشت الجلسة الأولى للمؤتمر الجوانب السلوكية والنفسية المتعلقة بالتجنيد ونبذ التطرف، وناقشت الجلسة الثانية دور المعرفة في مواجهة التطرف، ويتضمن جدول أعمال المؤتمر في يومه الثاني: تبادل التجارب والخبرات الوطنية والدولية حول برامج نبذ التطرف، وخطورة استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في التطرف، وتبادل التجارب والممارسات الجيدة في عودة المقاتلين الأجانب وأسرهم.