"التداول الديمقراطى للسلطة والحرية وتمكين الشباب والمرأة" لا تغيب تلك الشعارات عن خطاب أحزاب المعارضة والحركة المدنية فى كافة الفعاليات والمؤتمرات التى تنظمها، بينما تتجلى من أن لآخر تساؤلات حول مصير تلك القواعد التى تتمسك بها تيارات المعارضة داخل هياكلها وتشكيلاتها وهل تجد طريقها فى تمكين واضح للشباب والمرأة، وإلى متى ستظل النخبة هى المسيطرة على مشهد الظهور والحضور بالمنصات والفعاليات المختلفة التى تنظمها واستمرار غياب الشباب عن التمثيل حتى فى اجتماعات بحث واتخاذ القرارات.
واستنكر سياسيون، استمرار تلك الحالة فى الوقت الذى يحظى فيه الشباب والمرأة، بعصر ذهبى غير مسبوق فى ظل اهتمام الدولة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، بتمكين وتأهيل تلك الفئات والثقة فى قدراتهم على تغيير الواقع، بصفتهم شركاء الحاضر والمستقبل وأساس بناء الأمة، خاصة وأنه كان من الأولى لأن تكون تلك التيارات، نموذج مهم يمكن النظر له فى آليات التداول الديمقراطى ومنح الفرص لتلك الفئات المهمشة، واستيعاب قدرات الشباب فى مختلف الأطياف، سعيا للوصول لكوادر تنظيمية تسير فى أرضية الدولة.
ويؤكد النائب عمرو درويش، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أنه فى ظل نعيشه من تصعيد خطير فى كل الحدود فالدولة تعتمد فى قوامها الأساسى الآن على الشباب، وهناك حالة غير مسبوقة لتمكين الشباب فى مواقع القيادة، وأبلغ دليل هو تأكيد الحملة الانتخابية للمرشح عبد الفتاح السيسى أنها أساسها شباب ونرى التمكين فى حياة كريمة والبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب على القيادة، وأيضا هناك تمثيل فى المناصب القيادية بمعاونين الوزراء ونواب المحافظين.
وأضاف فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن هناك حالة من التمكين غير المسبوقة والذى انطلق منذ 6 سنوات وتواكب مع رغبة الدولة فى ضخ دماء جديدة وأن يكون هناك حالة من تواصل الأجيال وتعاقب الخبرات بين أجيال الخبرات والشباب، منوها أنه لا يوجد ذلك فى بعض التيارات التى دائما ما تنادى بالديمقراطى وتداول السلطة، معتبرا أن ذلك هو ما خلق حالة الوهن التى عليها تلك التيارات نتيجة عدم تطبيق الشعارات الديمقراطية التى يدعو إليها.
وتابع قائلا "أحزاب الحركة المدنية وغيرها من المعارضة التى تطالب بالتداول الديمقراطى لا تقوم بتمكين الشباب بل يستمر رؤساء الأحزاب فى منصبهم لهم سنوات وسنوات، مما خلق فجوة بين القيادات والقواعد الشبابية لديها فلا يوجد تواصل حقيقى ولا تداول للمواقع القيادية فيها، فنجد أن فاقد الشيء لا يعطيه".
وأشار "درويش" إلى أن الحديث عن فلسفة التمكين الذين ينادون بها، لا يطبقونها على أنفسهم فزادت الفجوة حتى أصبحت الانشقاقات، موضحا أن الأهداف التى بنيت عليها هذه التيارات والحركات تحولت إلى حبر على ورق فى أرض الواقع، ما جعل هناك انفصام ونستشعره بقوة فى لقاءاتنا وحواراتنا مع شباب هذه التيارات والأحزاب عندما نلتقى سواء فى مؤتمرات تنسيقية شباب الأحزاب أو فى أى لقاءات جماهيرية، والذين دائما ما نلتمس فى حديثهم، حالة من عدم تمكين القيادات لهم من ممارسة لحقهم الدستورى والديمقراطى.
فيما اعتبر النائب تيسير مطر، الأمين العام لتحالف الأحزاب المصرية وعضو مجلس الشيوخ ورئيس حزب إرادة جيل، أن أحزاب الحركة المدنية اعتادت التشدق بشعارات لا تمت لواقعها بصلة، والتى يغيب عنها أى وجه للديمقراطية أو الاستماع للصفوف الثانية داخلها، خاصة مع اتخاذ أى قرارات أو مواقف لها، مشددا أن تلك الكيانات عليها ضخ دماء جديدة فى مناصبها القيادية وإفساح الطريق أمام الشباب، حتى يسهم ذلك فى تطوير بنيانها وسياساتها.
وأوضح فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن تلك التيارات السياسية يغيب عنها شعاراتها التى دائما ما تنادى بها، لأنها تستهدف المعارضة من أجل المعارضة فقط، بل هى دائما تتخذ القرارات بشكل منفرد وتدير كياناتها داخليا بشكل ديكتاتورى دون النظر لآراء اعضائها أو الاستماع إليها "، مؤكدا أن مشاهد مؤتمراتها واجتماعاتها تعكس تهميش حقيقى لعناصرها الشبابية.
وأشار "مطر" إلى أن ذلك يكشف عن ازدواجية معاييرها وتضاربها مع شعارات الحرية والديمقراطية التى دائما ما تتشدق بها، لافتا إلى أنها لا تحرص على الدفع بشبابها وتدريبهم للمشاركة فى الفعاليات التى تنظمها بل تكتفى بوجوه نمطية وتقليدية اعتدنا عليها لسنوات كثيرة تتصدر المشهد والحديث عنها.