قبل أكثر من عام لم يكن للعالم أن يسمع عن مطار العريش الدولى، أو معبر رفح البرى، إلا عن طريق ما يتم ضدهم من أعمال عدائية واستهداف، كما أن المسافة بين مطار العريش ومعبر رفح والتى تقارب 45 كيلو متر تقريبا، لم يكن لأى بشر أن يمر عليها بدون حراسة وحماية، وعناصر من الخبراء فى كشف المفرقعات والمفخخات، وحتى نصل لتلك المرحلة من الأمان والطمأنينة كان لزاما على الدولة المصرية التضحية بالدماء والأموال لتطهير الأرض وفرض السيطرة، وهو ما تم حرفيا وبكل ما تعنيه الكلمة،
فسيناء مدينة خالية من الإرهاب لم تكن كلمة وشعارا، بل هى حقيقة على الأرض، ولذلك عادت سيناء أرض الفيروز منطقة آمنة تحت السيادة الوطنية بالكامل، وفى حماية مؤسسات الدولة وأجهزتها المعنية، لكن رحلة الوصول لتلك المرحلة لم تكن سهلة على الإطلاق.
الإخوان.. الأباء المؤسسون للإرهاب والتطرف
"فى اليوم الذى سيعود فيه مرسى للحكم.. سيتوقف الارهاب فى سيناء"، بتلك الكلمات التى نطقها محمد البلتاجي القيادى السابق فى جماعة الإخوان الإرهابية، كشف تفاصيل ما يجرى على أرض سيناء منذ 2013، بحيث صارت مستهدفا رئيسيا للجماعات الإرهابية، بهدف نزعها عن سياقها المصرى، ومحاولة استغلالها كى تكون بؤرة إرهابية تنطلق منها الجماعات المسلحة بعد ذلك فى كافة ربوع مصر، ويتذكر الشعب المصرى جيدا أن الرئيس السيسى طوال فترة قيادته لوزارة الدفاع المصرية، أوضح كيفية الدفاع عن سيناء، وأن الجيش المصرى والشرطة المدنية، قررا أن يتلقى الضربات بديلا عن الشعب المصرى، وحتى تنجح مصر فى النهاية، وهى الضريبة التى دفعها الجيش المصرى والشرطة من دماء أبنائهم بالآلاف على مدار سنوات كانت تستهدف مصر كليا.
السيسى.. سيناء خالية من الإرهاب
منذ عدة شهور أعلن الرئيس السيسى أن سيناء خالية من الارهاب، وهى الكلمة التى لم تكن سهلة على الإطلاق أن يطلقها رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولكن الوصول لتلك الكلمة أيضا كان عبر رحلة طويلة من الدماء والتضحيات، وكانت فيها القوات المسلحة والشرطة وأبناء سيناء الشرفاء فى مقدمة صفوف المضحين لكى تصبح سيناء خالية من الإرهاب، واستطاعت مصر أن تواجه مخططات شيطانية من كل الأطراف مجتمعين، كانوا يسعون للوصول إلى سيناء وتحويلها لبؤرة إرهابية كما ذكر الرئيس السيسى فى عدة مناسبات، ويتذكر المواطنون الأحداث التى وقعت عام 2015، حينما تم الهجوم على عدد من الكمائن فى وقت واحد لإعلان تشكيل إمارة إرهابية، وهى اللحظة الأخطر فى تاريخ المواجهات، واستطاعت مصر وقتها أن تواجه ذلك المخطط بكل قوة وحسم وبسط السيطرة، بل وتطوير خططها للتعامل مع كافة الأطراف الساعية لتأجيج الأوضاع فى سيناء، وجاءت لغة الخطاب المصرى قوية وحاسمة، تناظر قوة فرض السيطرة ميدانيا، وهو ما تحقق بنسبة 100% على كل شبر من أرض الفيروز.
سيناء.. تدمير آلاف الأنفاق للحفاظ على السيادة الوطنية
قبل عامين تقريبا كان الشعب المصرى يستيقظ على عمليات إرهابية تجرى على أرض سيناء، وكما كان يتابع إعلان القوات المسلحة المصرية بطولاتها فى المواجهات والتطهير، وكانت الحرب بالفعل دائرة على أرض شمال سيناء، مع جماعات التكفير والإرهاب، واستطاعت القوات المسلحة المصرية فى تطهير شمال سيناء بالكامل، خاصة مدن العريش ورفح والشيخ زويد، ودمرت آلاف الآنفاق على الحدود، بالإضافة لتدمير العبوات المفخخة، وغيرها من أشكال الاستهداف التى كانت تلجأ إليها العناصر الارهابية، واستطاعت القوات المسلحة واداراتها المختلفة فى تطوير أدواتها وطرق تعاملها، وذلك حتى تصل لأفضل الوسائل الممكنة للتعامل مع العدائيات المختلفة، خاصة العبوات الناسفة، والأنفاق التى كانت تمتد لمسافات طويلة نسبيا، كان يستخدم بعضها لأعمال التهريب، والبعض الآخر فى العمليات الإرهابية.
قيادة شرق القناة.. تطوير فى التعامل مع العناصر الإرهابية
لم تكن سيناء قبل عشر سنوات، مدينة وردية، بل كان تتعاظم فيها التهديدات والعدائيات، وهو ما استلزم تطوير كامل فى كافة تحركات الجيش المصرى، وأنشئ فى عهد الرئيس السيسى قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب، والتى حملت تغييرا كبيرا فى شكل المعارك وإدارتها، كما تقع فى موقع محصن للغاية، كما قامت القوات المسلحة المصرية بتطوير شامل فى تعاملها مع العناصر التكفيرية والإرهابية، وهو السياق الذى ساعد أن تنجح فى عملية التطهير الكامل لكافة العناصر، واعلان سيناء خالية من الإرهاب، كما قامت مصر بتعديل بعض الأمور القانونية بهدف زيادة القوات على أرض سيناء، بالتنسيق مع الأطراف الأممية المعنية، وحتى يتحقق مفهوم السيادة على كل شبر فى سيناء، و تم لها ما أرادت، استطاعت مصر أن تطهر الأرض بالكامل، بالاضافة للتواجد الطبيعى لقوات الجيش الثانى والثالث الميدانيين، والأفرع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية، والأجهزة المعنية بفرض السيطرة، ومتابعة الأوضاع، وكلها فى منظومة عمل متكاملة هدفها الأول والأخير حماية أرض مصر مهما كانت العدائيات والتحديات.
الرئيس السيسى.. اللى حصل فى السنوات الماضية لا يقل عن انتصار أكتوبر
فى زيارة سابقة للرئيس السيسى لأرض الفيروز أكد أن المكان اللي ارتوى بدماء المصريين سواء كان من أبناء القوات المسلحة أو الشرطة أو أجهزة الدولة حتى من أبناء شعب مصر اللي في سيناء، لابد أن يكون هناك احتفال يواكب ما تم، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن القتال الذي تم على أرض سيناء ضد الإرهاب، لا يقل عن أي قتال قامت به مصر في معارك سابقة واللي اتعمل في الحرب دي لا يقل عن انتصار أكتوبر".
و فى تلك الحرب التى استمرت على مدار سنوات، قدمت مصر أكثر من 90 مليار جنيه فى الحرب على الارهاب، بواقع مليار جنيه شهريا على مدار 90 شهر، كما أن عمليات التنمية لم تنقطع على الاطلاق، وخصصت مصر ميزانية لسيناء تعدت 610 مليار جنيه، وهى الأرقام الأضخم فى تاريخ المواجهة والتعمير فى سيناء على مدار تاريخها.
أهالى سيناء.. رفقاء الحرب والتنمية
العلاقة بين الجيش المصرى وقبائل سيناء ممتدة لا تنقطع، منذ بدء العمليات الفدائية على أرض سيناء قبل 1948، وهناك تنسيق وتضافر تام بين الأجهزة المعنية وبين مشايخ قبائل سيناء وشبابها، وهو الأمر الذى واصلت القيادة السياسية الحالية دعمه، حيث أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن جميع اللقاءات التي جمعته بشيوخ القبائل بسيناء كانت لقاءات إيجابية للغاية، مؤكدا التزامه وعهده مع أهالي سيناء ببذل المزيد والمزيد من الجهود لتنمية سيناء تنمية شاملة، كما أكد الرئيس السيسى دوما على ضرورة أن تتواصل العلاقة بين المشايخ وبين المسئولين والمؤسسات فى الدولة، ودعم دورهم، وهو الأمر الذى يؤكد أن مصر تستوعب الشرفاء والأمناء من ابنائها، ولذلك كان الاعتماد عليهم فى عمليات التنمية والتعمير التى تتم على كل شبر فى أرض الفيروز.