لكل تقويم حكاية وسبب تسمية.. "توت وبابة وهاتور وكيهك وطوبة وأمشير" أسماء شهور قبطية ربطها المصريون بالأمثال الشعبية.. معهد الفلك: هناك تقاويم تعتمد حساباتها على دوران الأرض حول الشمس وأخرى وفق حسابات قمرية

الثلاثاء، 14 نوفمبر 2023 09:00 ص
لكل تقويم حكاية وسبب تسمية.. "توت وبابة وهاتور وكيهك وطوبة وأمشير" أسماء شهور قبطية ربطها المصريون بالأمثال الشعبية.. معهد الفلك: هناك تقاويم تعتمد حساباتها على دوران الأرض حول الشمس وأخرى وفق حسابات قمرية شهور السنة القبطية - أرشيفية
كتب محمود راغب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو حد سألك إحنا فى شهر كام فى التقويم القبطى هتعرف ؟، طيب تعرف إيه عن التقويم القبطى، وهل تعلم أننا فى شهر يسمى "هاتور" فى التقويم القبطى، مسميات ارتبطت لدى المصريين بأمثلة شعبية ربطوا من خلالها حالة الطقس باسم الشهر واشتهرت لدى الكثيرين وأصبح يرددها مع بداية كل شهر.

الأشهر التى عرفها المصريون وارتبطت لديهم بأمثال شعبية يرددونها حتى يومنا هذا، هي: توت - بابة - هاتور - كيهك - طوبة - أمشير - برمهات - برمودة - بشنس - بوؤنة - أبييب - مسرى، وهذه الأشهر عرفها التقويم القبطى.

 الإنسان منذ القدم اتخذ الحسابات لتحديد التقويم، وتقويم هى الترجمة العربية للكلمة اللاتينية calendar أى أول يوم من الشهر، ولقد اتخذت شعوب كثيرة تقاويم خاصة بها ومن أمثلة هذه التقاويم، والتقويم المصرى الفرعونى - القبطى، والتقويم الميلادى اليوليانى - الجريجورى، والتقويم العبرى، والتقويم السريانى، والتقويم الرومانى، والتقويم الفارسى، والتقويم الإغريقى، والتقويم البابلى، والتقويم الهجرى.

المعهد القومى للبحوث الفلكية، قال فى تقرير له، أن هذه التقاويم، وإن اختلفت فى خصائصها الدقيقة بعضها عن بعض، فإنه يمكن إجمالها عموماً فى نوعين رئيسين، أحدهما شمسي؛ أساسه دوران الأرض حول الشمس، والآخر قمري؛ أساسه دوران القمر حول الأرض، وثالث مختلط يجمع بين التقويمين الشمسى والقمرى، وسوف نشرح بشيء من التفصيل ملامح.

وأشار التقرير إلى أن النوع الأول ممثلاً فى تقويمين، أحدهما التقويم القبطى، باعتباره التقويم الرسمى لطائفة الأقباط الأرثوذكس المعتمد حتى اليوم فى عباداتهم ومناسباتهم الدينية، وكذلك لاستخدام فلاحى مصر له فى الزراعة، والثانى هو التقويم الميلادى (الجريجوري) نظرا إلى شيوعه فى الحياة المدنية والاقتصادية فى معظم دول العالم.

وتابع التقرير: أما النوع الثانى من أنواع التقاويم فهو،قمرى، ممثلا فى التقويم الهجرى، لما له من أهمية خاصة فى حياة المسلمين بالنسبة إلى عباداتهم ومناسباتهم الدينية.

 

 التقويم القبطي
 

وفيما يتعلق بالتقويم القبطى، أوضح التقرير أن لقب الأقباط (أو القبط) فى الأصل كان يُطلق على سكان مصر بوجه عام، منذ العصور الفرعونية، وقد عُرفوا بهذا الاسم نسبة إلى مدينة جيط (جبيتيو) عاصمة مقاطعة نتروى بصعيد مصر، والمعروفة حالياً باسم قفط، وعندما فتح العرب المسلمون مصر عرف سكانها بالقبط، تجاوباً مع اللقب الشائع لمصر آنذاك. ولما كان المصريون حينئذ يعتنقون الديانة المسيحية فقد أصبح لقب القبط خاصاً بمن يعتنق المسيحية من المصريين دون غيرهم، وقد احتفظ الأقباط بالنظام الفرعونى للتقويم المصرى على أساس السنة الشمسية ذات الأشهر الاثنى عشر، كل منها ثلاثون يوماً، يلحق بها أيام النسيء ؛ وعددها خمسة أيام فى السنين البسيطة، وستة أيام فى السنين الكبيسة، ولتحديد السنين الكبيسة، قسمت السنوات القبطية إلى وحدات، كل منها 28 سنة.

وتعتبر السنوات التى يكون أرقام الآحاد والعشرات فيها (۳، ۷، ۱۱، ١٥، ۱۹، ۲۳، ۲۷) فى كل وحدة سنوات كبيسة مقدار النسيء فى كل منها ٦ أيام، وما عداها تعتبر سنوات بسيطة مدة النسيء فى كل منها خمسة أيام هذا، ولم يأخذ التقويم القبطى بتصحيح التقويم الجريجورى للتقويم الميلادى (كما سيأتى ذكره لاحقاً)، ما جعل ميلاد المسيح يوافق 7 يناير فى التقويم القبطى (25 ديسمبر فى التقويم الجريجوري).

وأشار التقرير إلى أن التقويم القبطى احتفظ بأسماء الشهور القديمة التى عرف بها التقويم الفرعونى منذ الأسرة الخامسة والعشرين فى عهد الاحتلال الفارسى لمصر، وهذه الأشهر هي: (۱) توت (۲) بابة (۳) هاتور ( ٤ ) كيهك (٥) طوبة (٦) أمشير (۷) برمهات (۸) برمودة (۹) بشنس (۱۰) بوؤنة (۱۱) أبييب (۱۲) مسرى

ويعتبر التقويم القبطى التقويم الدينى الرسمى لطائفة الأقباط فى مصر حتى والجدير بالذكر أنه اعتبر تاريخ ولاية الإمبراطور الرومانى دقلديانوس حكم 29 ذلك بهم مصر بداية للتقويم القبطى، وذلك تخليدا لشهداء الأقباط، الذى ذكل الإمبراطور الوثنى لتمسكهم بعقيدتهم المسيحية، ورفضهم تأليهه وعبادته، وتخليدا لهذا العهد الدموى الرهيب فقد أطلقوا عليه "عصر الشهداء" وعرفوا تقويمهم القبطى بتقويم الشهداء، وقد تحددت بداية التقويم القبطى على هذا الأساس بيوم ٢٩ أغسطس من عام ۲۸٤ ميلادية ويقابل أول توت من ذلك التقويم، وبعد تصحيحات عدة فى التقويم الميلادى فى منتصف القرن السادس عشر صار ۱۱ سبتمبر يقابل بداية السنة القبطية.

 

 التقويم الميلادى ( الجريجورى )
 

و يعتبر هذا التقويم فى الحقيقة تعديلاً للتقويم اليوليانى بقصد إصلاح الخطأ الذى به، فالسنة اليوليانية ٣٦٥,٢٥ يوماً فى حين أن السنة الشمسية تبلغ ٣٦٥٠٢٤٢٢ يوماً. فالأولى تزيد على الثانية بمقدار ۰۰۷۸,. من اليوم أى بنحو ۱۱ دقيقة و١٤ ثانية، وبتوالى السنين يزداد هذا الفرق فلا يتفق مبدأ السنة المدنية مع مبدأ السنة الشمسية وتصبح مواعيد الفصول فى السنة المدنية على غير حقيقتها

وفى سنة ١٥٨٢م لاحظ البابا جريجور الثالث عشر بابا الفاتيكان أن الاعتدال الربيعى الحقيقى وقع فى يوم ۱۱ مارس وليس ۲۱ مارس حسب النتيجة اليوليانية أى أن هناك خطأ بلغ عشرة أيام فى الفترة مابين سنتى ٣٢٥م، ١٥٨٢م، ولهذا استدعى البابا جريجورى الثالث عشر الراهب كريستوفر وعهد إليه مهمة تصحيح هذا الخطأ.

قام الراهب كريستوفر بإجراء التعديلين الآتيين: وفق الخطأ بين السنتين اليوليانية والشمسية فوجده يبلغ نحو ثلاثة أيام كل ٤٠٠ سنة ( ۰,۰۰۷۸٤٠٠) = ۳,۱۲ والأيام الثلاثة هى زيادة السنين اليوليانية على السنين الشمسية فى هذه الفترة، ولهذا قرر كريستوفر أن يستقطع ثلاثة أيام كل سنة وذلك باعتبار السنين المئوية بسيطة إلا ما كان منها قابلاً للقسمة على٤٠٠ فتكون كبيسة.

ولتصحيح موقع الاعتدال الربيعى فى النتيجة وجعله يوم ۲۱ مارس بدلاً من ۱۱ مارس قرر كريستوفر أن يستقطع عشرة أيام من سنة ١٥٨٢م حيث أزاح الأيام بمقدار 10 أيام إلى الأمام واعتبر يوم الجمعة ٥ أكتوبر سنة ١٥٨٢م يوليانية هو الجمعة ١٥ أكتوبر سنة ١٥٨٢م جريجورية.

 وابتداء العمل بالتقويم الجريجورى من هذا التاريخ وكان اليوم التالى لعيد القديس فرنسيس. وبادرت بعض الدول فقلدت روما فى استعماله ابتداء من سنة ١٥٨٢م مثل فرنسا وأسبانيا والبرتغال، بينما أحجمت دول أخرى عن اتباعه فى أول الأمر، ولكنها طبقته فيما بعد، ففى إنجلترا بدأ استعماله فى سنة ١٧٥٢م، وفى اليابان سنة ۱۸۷۲م، وفى الصين سنة ۱۹۱۲م، وفى روسيا سنة ١٩١٧م، وفى اليونان ورومانيا سنة ۱۹۳۲م، أما فى مصر فقد طبق فى عهد الخديوى إسماعيل.

وفى عصرنا الحالى أصبح التقويم الجريجورى هو التقويم الشمسى الشائع فى معظم دول العالم سواء فى حساب مواقيته أو الأسماء الإفرنجية التى عرفت بها أشهره، ولكن بعض الكنائس الشرقية مازالت تستخدم التقويم اليوليانى فى حساب تواريخ أعيادها رغبة منها فى الاحتفاظ بالقديم واحتراماً لما اتبعه السلف من رجال الدين، ويسمى التقويم الجريجورى بالطراز الحديث والتقويم اليوليانى بالطراز القديم أو العتيق والسنة فى التقويم الجريجورى ۱۲ شهراً، وأسماء الأشهر فى التقويم الجريجورى رومانية وهذه الأشهر وما يقابلها باللغة السريانية هى :- (1) يناير (كانون ثان) (۲) فبراير (شباط) (۳) مارس (آذار) (٤) أبريل (نيسان) (5) مايو (أيار) (٦) يونيه (حزيران) (۷) يوليه (تموز) (۸) أغسطس (آب) (۹) سبتمبر (أيلول) (١٠) أكتوبر (تشرين أول) (۱۱) نوفمبر (تشرين ثان) (۱۲) ديسمبر (كانون أول)

 وطول الأشهر الفردية من الشهر الأول وحتى الشهر السابع وكذلك الأشهر الزوجية من الشهر الثامن وحتى الثانى عشر ۳۱ يوماً، أما الشهر الثانى ( فبراير ) فهو ۲۸ يوماً فى السنة البسيطة ) أو ۲۹ يوماً ( فى السنة الكبيسة ). وجدير بالذكر أن التقويم الجريجورى حتى على هذا الأساس لم يستوف الدقة الفلكية الكاملة لأنه جعل السنين الكبيسة فى كل 400 سنة ٩٧ سنة فيكون متوسط طول السنة 97 الجريجورية 365 يوماً أى ٣٦٥,٢٤٢٥ يوماً. وهذا يساوى ٣٦٥ يوماً وه 400 ساعات و٤٩ دقيقة و۱۲ ثانية، فالسنة الجريجورية تزيد على السنة الشمسية بمقدار ٢٦ ثانية أى ٣٦٥٢٤٢٥ - ٣٦٥٢٤٢٢ = ۰۰۰,. من اليوم ويتكون من هذا الفرق يوم كامل فى نحو ٣٣٠٠ سنة وينبغى علاجه بإنقاص يوم كامل من هذه الفترة أو إجراء تعديل يفى بهذا الغرض فى المستقبل، وأفضل طريقة لتحقيق ذلك هو أن تجعل سنة ٤٠٠٠ بسيطة.

 

 التقويم الهجري
 

 أما التقويم الهجرى، فكان العرب قبل الإسلام يستخدمون تقاويم مختلفة ترتبط بأحداث مهمة، فقد كانوا يؤرخون الحوادث بالنسبة إلى العام الذى بنيت فيه الكعبة (١٨٥٥ ق.م) ولما أصبح هذا التاريخ موغلاً فى القدم أخذوا يؤرخون بحادث انهيار سد مأرب باليمن (۱۲۰ ق.م) ثم أخذوا يؤرخون الحوادث بعام الفيل (٥٧١م)، وقبل ظهور الإسلام بفترة قصيرة أخذوا يؤرخون بعام تجديد الكعبة ( ٦٠٥ م)، والملاحظ هنا أن جميع تلك التقاويم كانت مبنية على حركة القمر الشهرية.

 واشتهر قوم من بنى كنانة فى مسألة نسيء أو كبس الشهور، لكى تتوافق السنة القمرية مع السنة الشمسية، ليكفلوا التوافق بين الشهور والفصول، لتكون مواسمهم فى الفصول المناسبة لإقامتها.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة