مصريان ضمن الفائزين بالدورة الأولى من جائزة سرد الذهب من مركز أبوظبى للغة العربية

الأربعاء، 15 نوفمبر 2023 09:38 م
مصريان ضمن الفائزين بالدورة الأولى من جائزة سرد الذهب من مركز أبوظبى للغة العربية مركز أبو ظبى للغة العربية
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعلن مركز أبوظبي للغة العربية أسماء الفائزين بالدورة الأولى من جائزة "سرد الذهب" التي أطلقها لتكريم رواة السير والآداب والسرود الشعبية محلياً وعربياً وعالمياً.

وفاز عن فرع القصة القصيرة للأعمال السردية غير المنشورة أربعة أعمال وذلك بناءً على قرار اللجنة نظراً لما تتمتع به هذه الأعمال من جودة ومستوى فني متميّز، وهي، "زلزال"، للقاصّ عبدالرحيم سليلي من المغرب، "ابن عروس، المتاهة والخلاص"، للكاتب محمود سعيد محمد من مصر، "ما بين شقي رحى"، للكاتبة رانيا أحمد هلال كامل من مصر، "مرثية العطر والبحر"، للكاتبة هدى الشماشي من المغرب.

تناولت قصة "زلزال"، للقاصّ عبدالرحيم سليلي من المغرب، الزلزال الذي ضرب المغرب من بداية أعراضه إلى ما تولّد عنه من خلال أحد عشر مقطعاً تنساب وتتوالى في عرض المشاعر التي صاحبته عبر التركيز على شخصية الجدة التي توصي الراوي أن يوقظها لصلاة الفجر فلم يتحقق لها أداؤها. لغة القصة مكثفة وذات مسحة شعرية ترصد تفاصيل دقيقة وتنقل التحولات على نحو تدريجي، كما أنها تمزج بين الحدث والمشاعر بطريقة مرهفة تعكس حجم المأساة.

وترصد قصة "ابن عروس، المتاهة والخلاص"، للكاتب محمود سعيد محمد من مصر تحولات أحمد المنصور من شخصية متمردة تقطع الطريق وتعترض القوافل إلى شاعر بعد أن أرهفت مشاعره عروس فاتنة الجمال تعرّض لقافلتها، فجعلته شاعراً رقيق المشاعر، أما موسيقى أحد أتباعه فجعلته يستيقظ على الجانب الإنساني المغيب. استثمر القاص السرد التاريخي فقدم تجربة حياتية تطورت فيها الأحداث بكيفية ملائمة، ولغة جميلة، وسرد محكم.

وفي قصة "ما بين شقي رحى"، عرفت الكاتبة رانيا أحمد هلال كامل من مصر بالرحى القديمة التي كانت جزءاً أساسياً من حياة القرية التي تعدها الأم في هذه القصة أهم شيء في وجودها. وتحرص على إرجاعها متى اقترض أحد منها، لكنّ الرحى تعرضت للتلف في نهاية المطاف . أحسنت القاصة توظيف الرحى بذكاء لوصف أجواء القرية وبناء عالمها، وهي تلتف حول الرحى، وقد تم ذلك بلغة دقيقة وبتقنية تزاوج بين السرد والوصف والحوار، لإبراز علاقة وطيدة بين الرحى والأم توازي بين النهاية المأساوية لكل منهما.

وتناولت قصة "مرثية العطر والبحر"، للكاتبة هدى الشماشي من المغرب، مرثية العطر ذي الأصول الأندلسية، والبحر المتوسط. وهي عبارة عن مزاوجة جميلة بين الطرد من الأندلس في الماضي والهجرة السرية إلى إسبانيا في الحاضر . حيث أرادت المعلمة أن تكتب رواية عن القرية التي انتقلت إليها، فوجدت نفسها تحب شاباً يفكر في الهجرة. ولتقدم من خلالها وصفاً دقيقاً لحياة القرية والانتقال بين التاريخ والحاضر لتقديم نص تتعدد فيه الأصوات وتتجاوز حوار الحب والهجرة والموت. تقنية موفقة في تقديم عوالم متناقضة.

وعن فرع القصة القصيرة للأعمال السردية المنشورة، فازت الكاتبة الإماراتية لولوة المنصوري عن عملها "عندما كانت الأرض مربعة"، الصادر عن اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، 2020 والتي استلهمت من خلاله البيئة المحلية الإماراتية، لكن هذا الاستلهام لا يتجلى على نحو مباشر، بل على نحو يكون بمثابة إعادة إنتاج تبتعد المجموعة فيه عن المنظور الوصفي وتذهب إلى المنظور التعبيري الذي يعيد بناء الأشياء والرموز والمعطيات، في المجموعة رغبة في تجاوز المنطق إلى اللامعقول أحيانا، مع المحافظة على سلاسة البناء والتنقل بين عوالم الدهشة.

ونال الجائزة عن فرع السرود الشعبية: المجموعة الحكائية "بنات واق واق" وحكايات أخرى، للدكتور عبدالعزيز المسلّم من الإمارات، الصادرة عن معهد الشارقة للتراث، 2023، حيث أعاد المؤلف في هذه المجموعة التي يبلغ عددها ثلاثين حكاية شعبيّة إنتاج هذه الحكايات الشعبيّة وروايتها بصيغة جديدة وسعى إعادة إحياء الموروث القصصي الشعبي الإماراتي والعربي واستنطاقه من جديد لدى ذاكرة الأجيال الجديدة حفاظًا على هويتها الثقافيّة. ويكون المؤلّف هو الراوي الجديد الذي استطاع إعادة سرد عدد من الحكايات الشعبيّة العربيّة، وبعضها مأخوذ ومستوحى من حكايات ألف ليلة وليلة خاصة حكاية "بنات واق واق". إنَّ أهمية هذه المجموعة الحكائيّة الشعبيّة تصدر عن كونها احتفاءً بالموروث الثقافي الشعبي الإماراتي والعربي وإعادة إحيائه وتقديمه إلى الأجيال الجديدة في صورة جاذبة.

وحصد جائزة فرع السرد البصري من الإمارات محمد حسن أحمد، وذلك عن عمله الفني "الزهرة التي لا تموت" وهو عمل فني سينمائي ، فكرته عميقة ومبتكرة، و تصويره ساحر وشاعري، وحواراته مقتضبة، وبلا هوامش. كما أن فيه طابعاً سردياً بصرياً ذا خصوصية محلية وإنسانية، وعلى الرغم من كون الزهرة التي لا تموت، هي نقوش على الأبواب، والأثواب والنوافذ، لكن رائحة الزهرة في هذا الفيلم التسجيلي تسبقنا أو تتبعنا. العمل متكامل الجوانب، غاص بفكرته الفلسفية البسيطة غير المسبوقة إلى أعماق المعاني الإنسانية.

أما فرع الرواة فذهب للمؤلفة الدكتورة نجيمة طايطاي غزالي من المغرب، التي استطاعت أن تحافظ في روايتها  للحكايات الموروثة على لغة الحكاية الأصلية، وتقدمها بأسلوب يعتمد التشويق الذي يتلاءم مع أجواء الحكاية، مما يجعل طريقة أدائها واختيارها للحكايات دليلاً على الحرص على الحفاظ على هذا التراث، وتقديمه بشكل جديد وعصري يستجيب للمتلقي المعاصر.

وعن فرع السردية الإماراتية حصدت رواية "Le Faucon - الصقر"، الصادرة باللغة الفرنسية، للمؤلف جيلبيرت سينويه من فرنسا، عن دار النشر الفرنسية غاليمار ، 2020، التي تدور أحداثها حول شخصية القائد المؤسِّس لاتحاد دولة الإمارات العربيّة المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، لقد وظَّف سينويه خطابًا سرديًا قائمًا على رواية السرد  السير الذاتي على لسان شخصية الشيخ زايد في مساراته المفصلية في مراحل بناء الدولة. ويتقاطع في هذا السَّرد  منظور الدولة الحديثة بتفاصيلها من السياسي والثقافي إلى سرد تفاصيل العائلة الواحدة.  قد أمسك سينويه ببراعة بهذه المفاصل والمفاتيح السردية في شخصية القائد المؤسِّس وانطلق من الذاتي إلى بناء الدولة الطموحة بإنجازاتها الكبرى الفارقة، وإيمانها بقيم الانفتاح على الآخر والتسامح الثقافي. تتشكل هذه الرواية من خلال سرد توثيقي لحياة الشخصية المركزية وهي شخصية الأب المؤسِّس في تلك المجازية الرمزية التي يتماهى فيها مع الصقر بصفاته جميعها من الأصالة والقوة والحكمة وبعد النظر والطموح في التحليق إلى الأعالي. وتسرد هذه الرواية المحطات التاريخية الفارقة في حياة الشيخ زايد التي تتوازى وتتماهى مع سردية الإمارات العربية المتحدة الحديثة.

وفي تصريح له قال سعود عبد العزيز الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي:" نعتزّ بمواصلة العمل على إثراء المكتبة العربية بكلّ ما هو جديد ونوعي من الإصدارات السردية التي تعكس الإرث الغني الذي تملكه الدولة على صعيد هذا الفنّ الأدبي، وتترجم المكانة التي تحظى بها إمارة أبوظبي التي باتت اليوم مركزاً حضارياً، واشعاعاً ثقافياً ينطلق من المنطقة للعالم، وهذا ما يحققه وجود مثل هذه الجوائز  التي تقدّر الإبداع ورواده، وتترجم الجهود الرامية لأن يحظى فنّ السرد بمناخ متطور يرعى جودته وأصالته ونوعيته ونثمّن الجهود التي اضطلع بها القائمون على الجائزة في الارتقاء بالمشهد الثقافي والأدبي محلياً وعربياً".

ومن جهته قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية:" تتواصل جهود المركز في توثيق كنوز اللغة العربية وإبداعاتها والاحتفاء بالمشاريع الجديدة والنوعية التي من شأنها أن ترفد المكتبات العربية بمضامين جديدة ترتقي بفكر ووعي المجتمع لهذا حرصنا من خلال هذه الجائزة على أن نسلّط الضوء على فنّ السرد الذي يعد الركيزة الأساسية في ميدان الإبداع الأدبي، وعندما نتحدّث عن السرد نقف على حدود بلاغة اللغة، وجزالتها، وعمق الصور التي تطرحها الكلمات والأبعاد العاطفية والمادّية التي تقدّمها للقرّاء. ونحن نحتفي اليوم من خلال جائزة سرد الذهب بأسماء استطاعت أن تتجاوز بإبداعاتها السردية الراهن التقليدي وقدّمت مضامين جديدة ونوعية، ومما لا شكّ فيه بأن اللغة العربية امتلكت على امتداد تاريخ طويل، إرثاً سردياً مهماً بات من الضروري اليوم أن نقف عليه وننطلق منه ونراكم الخبرات من أجل ضمان استمراريته وديمومته".

بدوره أكد عبد الله ماجد آل علي، رئيس اللجنة العليا للجائزة، المدير العام للأرشيف والمكتبة الوطنية: أن الجائزة "تُمثّل خطوة جديدة في مسيرة أبوظبي الحضارية لتكريم المُبدعين في شتّى المجالات، وتسلّط الضوء على الأعمال الإبداعية في فنون الحكاية الشعبية والسردية الإماراتية والتي رصدت تاريخ ومسيرة تطور الإمارات على مرّ العقود جمعاً، ودراسةً محلياً، وعربياً، وعالمياً، واليوم نحتفي بالفائزين بالدورة الأولى للجائزة التي حققت نجاحاً لافتاً كماً ونوعاً، حيث تميزت أعمال الفائزين بتنوعها الكبير وأظهرت مدى ارتباطها بفنون السرد المتأصلة جذورها في الثقافة الإماراتية والعربية. ونحن على يقين بأن الجائزة ستسهم من خلال دوراتها المقبلة في رفد المشهد الثقافي المحلي والعالمي بأعمال نوعية جديدة ذات قيمة فنية عالية".

وتعتزم اللجنة المنظمة العليا للجائزة تنظيم حفل تكريم خاص للفائزين يوم الأربعاء السادس من ديسمبر المقبل، في حصن الظفرة عند 6:30 مساءً تزامناً مع فعاليات مهرجان الظفرة للكتاب.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة