موجة من الاحتجاجات والمسيرات والدعم الشعبي للفلسطينيين تجتاح دول العالم مع استمرار المجازر الإسرائيلية والقصف الوحشي على قطاع غزة وتزايد أعداد الضحايا المدنيين، حيث تطالب الشعوب حكوماتها بالضغط لوقف إطلاق النار، وإنهاء الحرب المستمرة منذ حوالي شهر ونصف.
في المملكة المتحدة يخطط المنظمون لمسيرات دعم فلسطين لتنظيم أكثر من 100 حدث خلال عطلة نهاية الأسبوع للمطالبة بوقف إطلاق النار في القطاع، وفقا لصحيفة الجارديان البريطانية.
قال منظمو المسيرات المؤيدة لفلسطين والتي اجتذبت مئات الآلاف من الأشخاص لشوارع لندن السبت الماضي، إنه جار العمل على تنظيم العديد من الاحتجاجات الأصغر حجما في مدن وبلدات مختلفة بدلا من مسيرة وطنية واحد يوم السبت، مشيرين إلى التحديات المتمثلة في تنسيق المسيرات الأسبوعية، وأضافوا ان المسيرة الوطنية الضخمة ستكون في 25 نوفمبر.
وقال بن جمال، مدير حملة التضامن مع فلسطين، وهي المنظمة الرئيسية للمسيرة: "هذا السبت، سيخرج الناس العاديون في جميع أنحاء المملكة المتحدة مرة أخرى لإظهار أن الغالبية العظمى منهم تدعم وقف إطلاق النار".
ومن المتوقع أن يشارك عشرات الآلاف من الأشخاص في الوقفات الاحتجاجية والعرائض وجمع التبرعات والمسيرات في جميع أنحاء أحياء ومدن لندن بما في ذلك برمنجهام وكامبريدج وليفربول وأماكن أخرى يوم السبت، وفقًا للمنظمين.
وقال جمال: "سوف يظهرون تضامنهم مع الفلسطينيين الذين يعانون من ضرر لا يمكن تصوره. وسيطالبون أيضًا بعدم نسيان الأسباب الجذرية المتضمنة الاحتلال العسكري الإسرائيلي المستمر منذ عقود للأراضي الفلسطينية ونظام الفصل العنصري الذي تتبعه ضد الفلسطينيين"
وأضاف أن الدعم الذي قدمه القادة السياسيون في المملكة المتحدة لإسرائيل كان "مخزيا وغير مبرر". وقال: "إننا نطالب بالعدالة للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير والعيش في حرية وأمان وبحقوق الإنسان الكاملة".
ومن المقرر أن تستأنف المسيرة الوطنية، التي نظمها مجلس السلم والأمن جنبًا إلى جنب مع أوقفوا الحرب، والجمعية الإسلامية البريطانية، وأصدقاء الأقصى وآخرين، في لندن في 25 نوفمبر حيث يقول المنظمون إنهم سيستمرون حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وقال حسن قاسم، مسؤول اتصالات التضامن مع فلسطين في كينت: "أعتقد أن المحادثة تخترق مناطق من البلاد وتركيبات سكانية مختلفة بطريقة لم نشهدها من قبل".
اشعل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الغضب حول العالم وترجم هذا في مسيرات مؤيده للفلسطينيين وقدم مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها (ACLED)، بيانات عن طبيعة تلك الاحتجاجات.
غطت البيانات المظاهرات التي خرجت بين السابع و27 أكتوبر، مبينة أن معظمها كانت سلمية، لكن حوالي 5 بالمئة منها تحولت إلى أعمال عنف، أو تم تفريقها من قبل الشرطة أو الأجهزة الأمنية الأخرى.
وشهد العالم نحو 3700 مؤيدة للفلسطينيين، في حين أخذت نحو 100 تظاهرة موقف الحياد، داعية إلى السلام، من دون اتخاذ موقف صريح مؤيد لإسرائيل أم للفلسطينيين.
وتوزعت التظاهرات على 600 في الولايات المتحدة، و170 في ألمانيا، و1400 في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكان أكبر عدد من المظاهرات التي سجلت على مستوى العالم خرجت كرد فعل على أوامر الجيش الإسرائيلي لسكان غزة بإخلاء النصف الشمالي من القطاع في 13 أكتوبر.
ونظم المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين احتجاجات في لندن وبرلين وباريس وواشنطن في الأسابيع الماضية، مطالبين بوقف إطلاق النار بعد القصف الإسرائيلي المكثف والغزو البري.
في برلين، أفادت بيانات ACLED باعتقال مئات المتظاهرين خلال احتجاجات متعددة خلال شهر أكتوبر، حيث اشتبك المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين مع الشرطة، ووسط باريس، سار الآلاف في الرابع من نوفمبر للمطالبة بوقف إطلاق النار رافعين لافتات كتب عليها "أوقفوا دائرة العنف" و"عدم القيام بأي شيء، عدم قول أي شيء يعني التواطؤ".
وفقا لبيانات ACLED، شهدت الولايات المتحدة أكبر عدد من المظاهرات المضادة التي شهدت معارضة المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل والمؤيدين لفلسطين، وكانت المسيرات المؤيدة للفلسطينيين في واشنطن من بين أكبر المسيرات على الإطلاق في السنوات الأخيرة.
وتستمر المظاهرات الداعمة لفلسطين في الجامعات الامريكية، واجهت مجموعات متنافسة من الطلاب المتظاهرين بعضها البعض في مشاهد متوترة، وكانت هناك تقارير عن مضايقات واعتداءات على الطلاب المؤيدين لإسرائيل والمؤيدين للفلسطينيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة