ـ مدير قطاع مستشفيات غزة: مصير المرضى والطواقم الطبية بـ"الشفاء" مجهول..الهلال الأحمر الفلسطيني: الدبابات تحاصر المستشفى المعمدانى وفقدنا الاتصال مع الطواقم الطبية
ـ الإعلام الحكومى بـ"غزة": خروج 25 مستشفى و56 مركزا طبيا من الخدمة منذ بدء الحرب
ـ "الصحة العالمية": لا يمكن للعالم أن يقف صامتا ومستشفيات غزة تتحول إلى مشاهد الموت
بعد مضى42 يوما من الحصار المدقع الذى فرضته قوى الاحتلال الإسرائيلي الغاشم على أبناء قطاع غزة، مصوبًة مدافعها نحو المستشفيات وأَسرة الجرحى، وحضانات حديثى الولادة، ممن لا حول لهم ولا قوة سوى صرخات مُنهكة قد تُنتزع قبل أن تصل إلى آذان أمهاتهم الثُكلى وآبائهم العاجزين عن إنقاذهم.
وداخل هذا المشهد الدامى، وسعت قوى الاحتلال الغاشم دائرة عدوانها على المستشفيات لتشمل الضفة الغربية ، حيث حاصرت قوات الجيش الإسرائيلي، فجر الجمعة، مستشفى بمدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، في إجراء مماثل لما يقوم به الجيش في قطاع غزة، حيث يخوض حربا منذ 42 يوما.
وأجبرت قوى الاحتلال الغاشم الطواقم الطبية في مستشفى "ابن سينا" بمدينة جنين شمال الضفة الغربية، الجمعة، على مغادرته بعد أن أطبقت الحصار على لمستشفى وطالبت عبر مكبرات الصوت بإخلائه بشكل فورى.
وأظهرت مقاطع فيديو إجبار قوات الاحتلال عددا من المُسعفين على إخلاء المستشفى رافعين أيديهم، وقيامها بتفتيشهم في ساحة المستشفى واعتقالها عدد منهم.
ومن جانبه، أكد مدير عام وزارة الصحة في جنين الدكتور وسام صبيحات، أن قوات الاحتلال حاصرت مستشفى ابن سينا ومنعت مركبات الإسعاف، وحتى الحالات المرضية، من الوصول إليه، وتقوم بتفتيش سيارات الإسعاف في محيطه، وطالبت عبر مكبرات الصوت بإخلاء المستشفى، فيما أكد الهلال الأحمر الفلسطيني "أن قوات الاحتلال احتجزت طواقمه أمام مستشفى ابن سينا".
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت مدينة ومخيم جنين من عدة محاور، ما أدى إلى سقوط 3 شهداء ووقوع 9 إصابات واعتقال 7 أشخاص، إضافة إلى تفجير عدد من السيارات.
يأتي هذا بالتزامن مع حملة اعتقالات شنتها قوات الاحتلال بحق أكثر من 1750 فلسطينيا منذ بداية الحرب.
دبابات الاحتلال تقتحم مستشفى ابن سينا فى جنين
25 مستشفى خارج الخدمة
فيما أكد الإعلام الحكومى بـ"غزة"، أن القصف الإسرائيلي منذ بدايته حتى الآن، أخرج 25 مستشفى و56 مركزا طبيا من الخدمة.
ولفت المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الدكتور عبد الجليل حنجل إلى تعطل 15 سيارة إسعاف من أصل 20 في غزة ، مما يدفع إلى انهيار المنظومة الصحية وسط انقطاع الاتصالات مع الكوادر الطبية للوقوف على آخر تطور الأوضاع داخل مستشفيات شمال القطاع.
قصف أبنية "الشفاء"
وسط هذا المشهد القاسى تُصر قوى الشر المتجسدة في القوات الإسرائيلية على استهداف المؤسسات الطبية، فبعد مضى ساعات قليلة على قصف المستشفى الميدانى الأردني وإصابة 7 من طاقمه الطبي، وهى الجريمة التي قوبلت بوابل من الإدانات العربية والدولية ، دمرت آليات الاحتلال الإسرائيلي 3 أبنية تابعة لمستشفى الشفاء بغزة، وفق وكالة "وفا" الفلسطينية.
الشفاء
ومن جانبه أشار الدكتور محمد زقوت مدير عام المستشفيات في قطاع غزة، إلى انقطاع الاتصال مع مجمع الشفاء الطبي، وأضاف زقوت أن كل محاولات التواصل مع الطواقم الطبية باءت بالفشل، مشيرا إلى أن مصير المرضى والطواقم الطبية مجهول، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي عاود اقتحام المستشفى مساء الأربعاء، وشرع بعمليات تجريف داخله.
ونوه زقوت إلى أنه يجري بحث إمكانية نقل المرضى لمكان آخر، إلا أن كل المستشفيات في قطاع غزة مليئة بالمرضى، فيما أعلن "الهلال الأحمر الفلسطيني" فقدان الاتصال مع الطواقم الطبية في مستشفى المعمدانى بغزة، في ظل حاصرة الدبابات الإسرائيلية للمستشفى .
وعلى الصعيد نفسه أكد رئيس البعثة الطبية النرويجية فقدنا الاتصال بالكوادر الطبية العاملة في مستشفى الشفاء. ومن جانبها أكدت منظمة"الأونروا"، أن قوات الاحتلال منعت استخدام كمية الوقود التي دخلت في المستشفيات .
أطفال ينتظرون الإنقاذ فى مستشفيات غزة
توقف "الإندونيسى"
في هذا السياق ، أعلن مدير مستشفى الإندونيسي الدكتور عاطف الكحلوت توقف المستشفى عن العمل بشكل كلي، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وحصاره.
وأفادت مصادر إعلامية فلسطينية، بأن الوضع كارثي في المستشفى بسبب نقص الوقود والمواد الطبية"، لافتة الى أن "الأعداد المهولة من الإصابات تصل المستشفى من مناطق مختلفة بقطاع غزة، خاصةً مع توقف مستشفيات محافظة غزة، مشيرة إلى أن المصابين والضحايا في الممرات وألا متسع في المستشفى لتلقي المزيد من الإصابات.
المستشفى الإندونيسى
نفاد الوقود
وعلى صعيد متصل للأزمة، أكد الدكتور عبدالجليل حنجل المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى الحاجة الضرورية والماسة لضمان وصول الوقود والمساعدات الطبية بشكل آمن وعاجل إلى مستشفيات غزة.
وقال حنجل : "إن الأوضاع الراهنة داخل المراكز الطبية ومستشفيات غزة صعبة للغاية وكارثية في ظل عجز كافة الكوادر الطبية في تقديم خدماتها للمرضى والجرحى بسبب نقص المستلزمات والأدوية وانقطاع الكهرباء عن كافة الأجهزة جراء نفاد الوقود المشغل لها".
وأشار إلى انقطاع الاتصال بشكل كامل مع الكوادر الطبية في مستشفى الشفاء عقب اقتحام قوات الاحتلال المستشفى التي تعد من أكبر المراكز الطبية داخل غزة، موضحا أن المرضى والجرحى والنساء الحوامل هم الأكثر تضررا من الأحداث الراهنة في القطاع.
وحذر من عواقب وخيمة جراء خروج مستشفى الأمل في مدينة خانيونس جنوبي القطاع عن الخدمة نتيجة توقف المولدات الكهربائية، مما يهدد حياة الجرحى والمرضى للخطر والموت البطيء.
وقال "إن المساعدات الإنسانية لا تصل بشكل نهائي إلى شمال وجنوب القطاع بسبب تردي حالة الطرق ونفاد الوقود وسط الانتهاكات المتواصلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف كافة المناطق بما فيها المستشفيات والقوافل الطبية والشاحنات الإغاثية في غزة".
جراحة بأضواء"الموبايل"
وفى السياق نفسه، قال الدكتور أحمد الدخيري المدير الإقليمي لأطباء بلا حدود، إن الوضع في مستشفيات غزة مأساة ووثيقة إعدام بحق الفلسطينيين، مؤكدا تعرض المدنيين والمستشفيات في غزة للقصف المستمر والغير المقبول والذى يتعارض مع القانون الإنساني، مشيرا إلى أن مستشفيات غزة تجرى العمليات تحت أضواء الهواتف المحمولة.
وطالب المدير الإقليمي لأطباء بلا حدود بإيقاف فوري لإطلاق النار في غزة وتوفير ممر آمن لسيارات الإسعاف لنقل المرضى وتسهيل وصول الوقود، مناشدا توفير المياه والمواد اللازمة لتنقية المياه غير الصالحة للاستخدام في القطاع.
ومن جانبها تابعت الدكتورة مى الكيلة، أنه تم إخراج المرضى بالقوة من مستشفى الرنتيسي والنصر، ومستشفى الشفاء محاصر بالدبابات، والطاقم الطبي لا يستطيع أن ينظر حتى من الشباك، ولا يوجد طعام ولا شراب.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية، إن هناك أطفال في العناية المركزة حياتهم مهددة لنقص الوقود، وهناك جثامين شهداء تتحلل في ساحات المستشفيات، والكلاب تنهشها، وناشدنا الصليب الأحمر لدفن الجثث الموجودة في ساحة مستشفى الشفاء، فيما طالب الدكتور تيدروس أدهانوم جيبرييسوس مدير عام منظمة الصحة العالمية بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، قائلا : لا يمكن للعالم أن يقف صامتا ومستشفيات غزة تتحول إلى مشاهد الموت والدمار واليأس.