بعد عام استغرقه الإعداد لهذا الاجتماع، التقى الرئيس الأمريكى جو بايدن بنظيره الصينى شى جينبينج أمس، الأربعاء، فى مدينة سان فرانسيسكو، على هامش اجتماع قادة الأسيان فى قمتهم السنوية. وقالت وكالة أسوشيتدبرس أنه مضى عام تقريبا منذ آخر لقاء جمع الرئيسين فى بالى بإندونيسيا على هامش قمة عالمية أخرى.
وإلى جانب اللقاء الرسمى الثنائى، تناول بايدن وشى الغذاء مع كبار مستشاريهم، وتنزها فى المقر الفخم الذى عقد فيه الاجتماع.
وقالت أسوشيتدبرس إنه لم يكن هناك حدث عما إذا كانت الباندا الصينية ستعود إلى حديقة الحيوان بواشنطن، إلا أن بايدن قال إن الاجتماع شمل بعض أكثر المناقشات المثمرة والبناءة بينهما، وستؤدى إلى حوار أقوى بين الرئيسين. وأشار بايدن إلى أن خطوط الاتصال لا تزال مفتوحة، وأن شى مستعد لالتقاط سماعة الهاتف.
بينما أشار شى إلى أن الصين سترسل باندا جديدة إلى الولايات المتحدة، ووصفهم بمبعوثى الصداقة بين الشعبين الصينى والأمريكى. وأضاف شى فى خطاب ألقاه أثناء عشاء مع قادة الأعمال: مستعدون لمواصلة التعاون مع الولايات المتحدة فى الحفاظ على الباندا، ونبذل قصارى جهدنا لتحقيق رغبات سكان كاليفورنيا، ومن ثم تعميق العلاقات الودية بين شعبينا.
وعن أبرز ما توصل إليه الاجتماع، أوضحت الوكالة أن بايدن خرج من اللقاء بالتزامات حول قضايا رئيسية. فقد وافق شى على الحد من إنتاج الفنتانيل غير الشرعى، الذى يعد مكونا قاتلا فى المخدرات المباعة بالولايات المتحدة. وقال مسئول بالإدارة الأمريكية رفض الكشف عن هويته إن التحول سيكون انتكاسة لتجار المخدرات من أمريكا اللاتينية.
كما توصل بايدن وشى إلى اتفاق بشأن استئناف المحادثات والاتصالات العسكرية، وهو ما يعنى أن وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن سيتحدث مع نظيره الصينى عندما يتم اختيار أحد للمنصب، بحسب المسئول الأمريكى.
وقال المسئول إن بايدن كان واضح ا للغاية مع شى بأن مثل هذه الاتصالات بين بكين وواشنطن ينبغى أن تكون مؤسسية، وألا تحدث كهدية أو كمعروف من أيا من الجانبين.
كما قال بايدن إلى الولايات المتحدة والصين سيتحدثان عن الذكاء الاصطناعى أيضا.
من ناحية أخرى، أجرى بايدن وشى مناقشة واضحة وغير ساخنة حول تايوان، والتي تعد الموضوع الأكثر حساسية فى العلاقية بين القوتين العظمتين. وقال بايدن إن أكد على سياسة واشنطن الملتزمة بـ " الصين الواحدة" واعتقادها بأن أي حل يجل أن يكون سليما.
لكنه قال أيضا إن الولايات المتحدة ستواصل تسليح تايوان كرادع ضد أي محاولة من جانب الصين لاستخدام القوة لإعادة التوحيد مع الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.
وبالرغم من الأجواء الودية التي سادت القمة، إلا أن الرئيس بايدن أعاد وصف نظيره الصينى بالديكتاتور، وهو التصريح الذى سبق وأغضب الحكومة الصينية.
وبحسب ما ذكرت شبكة فوكس نيوز، فإن تصريحات بايدن جاءت فى مؤتمره الصحفى فى ختام قمة الولايات المتحدة والصين فى سان فرانسيسكو، عندما سأل صحفى الرئيس الأمريكى عما إذا كان لا يزال يشير إلى شى بوصف الديكتاتور، الذى سبق أن استخدمه لأول مرة فى يونيو الماضى.
فأجاب قائلا: حسنا، انظر إنه كذلك. هو ديكتاتور من حيث كونه الرجل الذى يدير بلد شيوعيا، وترتكز على شكل من الحكم يختلف تماما عن الشكل الأمريكي.
وكان بايدن قد وصف شى بالديكتاتور لأول مرة بعد رصد المنطاد الصينى فى الأجواء الأمريكية، والذى تسبب فى حالة من الغضب، بعد أن انتظر الرئيس الأمريكى دخول إلى ساحل كارولينا الجنوبية قبل أن يصدر أمرا بإسقاطه.
وقال بايدن حينئذ إن السبب الذى جعل شى غاضبا للغاية، فيما يتعلق بقرارى إسقاط المنطاد المحمل بصندوقين ممتلئين بمعدات التجسس، هو أنه لم يكن يعلم بوجوده هناك، وهذا إحراج كبير للحاكم المستبدين ألا يعرفوا بما يحدث.
وتسببت تصريحات بايدن فى هذا الوقت فى إثارة غضب الحكومة الصينية، التي اعتبرتها سخيفة للغاية وغير مسئولة.
وفى ظل قمة شى وبايدن الأربعاء، أصدرت المتحدثة باسم الخارجية الصينية تحذيرا بشأن العلاقات الودية لأمريكا مع تايوان، وأشارت إلى قضية تايوان، باعتباره القضية الأكثر أهمية وحساسية فى العلاقات الأمريكية الصينية.
وكتبت على حسابها على منصة إكس تقول: الجانب الأمريكي ينبغي أن تتخذ إجراءات حقيقية لإثبات التزامه بعدم دعم استقلال تايوان، والتوقف عن تسليح تايوان، ودعم إعادة توحيد الصين السلمى. ستحقق الصين إعادة التوحيد، فهذا أمر لا يتوقف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة