ما بين أحلام وأمال وطموحات بعد سنوات من الحرمان وقسوة الجهل ومرارة الأيام، خرج شاب من قرية كوم غريب التابعة لمركز طما بمحافظة سوهاج ليكتب لنفسه قصة نجاح جديدة بعدما قهر الجهل الذى عانى منه سنوات استشعر خلالها الألم والحزن، ودبت فى جسده العزيمة والإصرار رغم الظروف القهرية التى مر بها لينتهى به الأمر إلى تحقيق أحلامه والحصول على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية بعد حصوله على شهادة محو الأمية لينير طريقه من جديد.
الشاب ياسر بهجت ثابت 37 سنة من قرية كوم غريب مركز طما بمحافظة سوهاج عانى كثيرا فى بداية حياته وعند وصوله سن الـ 12 عاما قرر أن يخرج من حياة الجهل التى ألمت به لم يلق خلالها حظا من التعليم ولكنه كان لديه شعور داخلى بأنه سيتغير إلى الأفضل ليعرف طريق العلم وخاصة وأنه كان يعمل فى الارض الزراعية عامل باليومية إلى أن جاء اليوم الذى يشق فيه طريقه نحو النجاح بعدما شاهد زميل له يدرس فى فصول محو الأمية، فقرر وقتها أن يلتحق بالفصل ويبدأ رحلته من جديد بعد معاناة سنوات طويلة حتى حقق هدفه بالحصول على المؤهل الدراسى الجامعى وسط سعادة أسرته.
التقى "اليوم السابع" الشاب ياسر فى فرع محو الأمية وتعليم الكبار برئاسة محمد الدالى مدير عام الفرع، ليروى قصة كفاحه ومعاناته طوال سنوات مضت، وقال فى البداية إن لديه 4 أشقاء خرجوا من التعليم مبكرا، فقررت أسرته عدم تعليمه والعمل فى الارض الزراعية حتى تقابل مع زميل له كان يذهب إلى فصول محو الامية وكان وقتها لديه الرغبة والعزيمة أن بتعلم وعرض على أسرته الالتحاق بفصول محو الأمية فى قريته ورحبوا بذلك وكانت بداية بادرة الأمل لديه أن يخرج إلى النور وبالفعل حصل على شهادة محو الأمية عام 2001 من فرع الهيئة بمحافظة سوهاج برئاسة محمد الدالى مدير عام فرع محو الأمية.
ويكمل ياسر حديثه أنه بعدها التحق بالمدرسة الإعدادية وهى مدرسة الحديقة المشتركة وسط تشجيع من أسرته وخاصة بعدما ترك أشقائه التعليم وعانى كثيرا فى هذه المرحلة لصعوبة الظروف المادية فكان يمشى نصف ساعة يوميا سيرا على قدميه للوصول إلى مدرسته وبعدها كان بقوم بالعمل باليومية فى الارض الزراعية للحصول لى القليل من الجنيهات لينفق على نفسه، وكانت تقوم احدى الجمعيات بمساعدته فى الحصول على فصول التقوية وحصل على الشهادة الإعدادية بمجموع 78 %.
ويواصل الشاب ياسر حديثه عن رحلة كفاحه أن التحق بعدها بالمرحلة الثانوية بمدرسة أم دومة الثانوية المشتركة وكان الوضع لا يختلف كثير عن معاناته المستمرة حيث واجهته بعض العقبات بسبب كبر سنه واللوائح التى تمنع الالتحاق بالثانوى فى سن معين إلا أن تعدى هذه الصعوبات حيث أن هناك ميزة للمتحررين من الامية تتيح لهم مواصلة التعليم وفقا لأحكام القانون والتحق بالفعل وكان يقوم بالعمل فى يوم الاجازة باليومية ليسدد المصاريف المطلوبة وينفق على نفسه وواصل المرحلة الثانوية فى معاناة شديدة حتى حصل على مجموع 75% ليلتحق بعدها بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة أسيوط.
ويكمل ياسر حديثه قائلا إن هذه المرحلة كانت أصعب المراحل حيث يحتاج إلى المسكن الخارجى فى محافظة أسيوط بالإضافة إلى مصاريف الجامعة وكان وقتها قد حصل على تأجيل من التجنيد حتى ينتهى من الكلية فكان أيضا يعمل عامل ثلاثة أيام فى الأسبوع ليوفر النقود وشراء الكتب الجامعية ودفع مصاريف السكن وكان ذلك بالنسبة إليه "المعاناة اللذيذة" حيث كان يشعر بالسعادة الكبيرة وتحقيق ذاته بعد حرمانه من التعليم حتى انتهى من الحصول على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية عام 2011 وفكر بعدها فى الحصول على الدراسات العليا لتنتهى قصة كفاحه بعد معاناة وصبر وحرمان سنوات طويلة، وينصح ياسر الشباب والفتيات بالتعليم وعدم الاستسلام للظروف الصعبة فأهم شىء هو تحقيق الإنسان لذاته وطموحه وأحلامه.
مدير-فرع-محو-الامية-بسوهاج-مع-ياسر
مراسل-اليوم-السابع-مع-ياسر
شهادات-محو-الامية
مدير-فرع-محو-الامية-يسلم-ياسر-هدية-تقديرية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة