قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن رؤيته لأزمة فى الشرق الأوسط والحرب الدائرة من جانب إسرائيل على قطاع غزة والتي أكملت ست أسابيع، وقال بايدن إنه يجب أن يكون هناك دولة مستقلة للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن حل الدولتين هو السبيل لتحقيق السلام.
وأشار بايدن فى مقال له بصحيفة واشنطن بوست إن العالم يواجه اليوم، نقطة اشتعال، حيث أن القرارات التي سيتم اتخاذها فى أوروبا والشرق الأوسط ستحدد اتجاه مستقبلنا لأجيال قادمة.
وقال بايدن إن الشعب الفلسطيني يستحق أن يكون له دولته الخاصة ومستقبل بلا حماس، وأضاف أنه يشعر بالحزب العميق للصور الآتية من غزة وموت عدة آلاف من المدنيين بينهم أطفال. الأطفال الفلسطينيون يبكون على آبائهم الذين فقدوهم والآباء يكتبون اسم الطفل على يده أو ساقه أو أى مكان حتى يمكن تحديد هويته فى حال حدوث الأسوأ. والأطباء والتمريض الفلسطينى يحاولون بأقصى جهدهم إنقاذ كل حياة بقدر إمكانهم بلا موارد تذكر. وكل فلسطيني بريء أزهقت روحه مأساة تمزق العائلات والمجتمعات.
لكن استطرد قائلا: هدفنا لا ينبغى أن يكون وقف الحرب اليوم فقط، ولكن ينبغي أن يكون إنهاء الحرب إلى الأبد وكسر دائرة العنف الذى لا يتوقف وبناء شىء أقوى فى غزة والشرق الأوسط حتى لا يظل التاريخ يكرر نفسه.
وقال بايدن إن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان الأمن على المدى الطويل لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين. وعلى الرغم من أنه قد يبدو فى الوقت الراهن وكأن المستقبل لم يكن بعيدا بهذا القدر، فإن الأزمة قد جعلته أكثر إلحاحا.
وأضاف بايدن إن حل الدولتين، وأن يعيش الشعبين بجوار بعهم البعض بإجراءات متساوية من الحرية والفرصة والكرامة، هو الذى يجب أن يؤدى إليه طريق السلام. والتوصل إليه ينبغي أن يتطلب التزاما من الإسرائيليين والفلسطينيين، وأيضا من الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركائها. وهذا العمل يجب أن يبدأ الآن.
ولتحقيق تلك الغاية، فإن الولايات المتحدة تقترح مبادئ أساسية للكيفية التي تمضى بها من هذه الأزمة، وأن تقدم للعالم أساس للبناء عليه.
وفى البداية، تابع بايدن، يجب ألا تستخدم غزة أبدا كمنصة للإرهاب، على حد قوله. ولا ينبغى أن يكون هناك تهجيرا قسريا للفلسطيين من غزة أو إعادة احتلال أو حصار أو خفض فى الأرضى. وبعد أن تنتهى هذه الحرب، فإن أصوت الشعب الفلسطيني وتطلعاته يجب ان تكون فى قلب الحكم فى غزة فى فترة ما بعد الأزمة.
وسعيا لتحقيق السلام، ينبغى أن يعاد توحيد غزة والضفة الغربية مجددا تحت هيكل حكم واحد، فى النهاية تحت سلطة فلسطينية يعاد إحيائها، مع عمل الجميع من أجل حل الدولتين.
وقال بايدن إنه أكد لقادة إسرائيل أن العنف المسلح ضد الفلسطينيين يجب أن يتوقف، وأن هؤلاء الذين يرتكبون العنف ينبغي محاسبتهم. والولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ خطواته من جانبها، تشمل منع إصدار تأشيرات السفر ضد المتطرفين الذين يهاجمون المدنيين فى الضفة الغربية.
وبجب أن يوفر المجتمع الدولى الموارد لدعم شعب غزة فى أعقاب هذه الأزمة مباشرة، بما فى ذلك إجراءات أمنية مؤقتة وتأسيس آلية لإعادة الإعمار لتلبية احتياجات غزة على المدى الطويل بشكل مستدام.
وتحدث بايدن أيضا عن تأثير الحرب على غزة على الداخل الأمريكي، وقال إنه فى لحظات الخوف والشك والغضب القوية، علينا أن نعمل بقوة أكبر من أجل التمسك بالقيم التي تجعلنا ما نحن عليه. فنحن أمة الحرية الدينية وحرية التعبير. ولدينا جميعا الحق فى النقاش والاختلاف والاحتجاج السلمى لكن بدون خوف أن يتم استهدافها فى المدارس أو أماكن العبادة او أي مكان فى مجتمعاتنا.
وفى السنوات الأخيرة، انتعشت الكراهية بشكل كبير فأشعلت العنصرية أدت إلى صعود مقلق فى العداء للسامية فى أمريكا، وزاد الأمر فى أعقاب عملية السابع من أكتوبر. وفى الوقت نفسه، فإن العديد من الأمريكيين المسلمين أو العرب او الفلسطينيين، والعديد من المجتمعات الأخرى غاضبة وتشعر بالأذى، وتخشى من عودة ظهور الإسلاموفوبيا وانعدام الثقة مثلما حدث فى أعقاب 11 سبتمبر.
وأكد بايدن أنه لا يمكن الوقوف مكتوفى الأيدى عندما تطل الكراهية برأسها، وقال: يجب أن ندين دون لبس معاداة السامية والإسلاموفوبيا وغيرها من أشكال الكراهية والانحياز، ويجب أن ننظر إلى بعضنا البعض ليس كأعداء، ولكن كمواطنين أمريكيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة