منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، شهدت صحيفة نيويورك تايمز استقالات عدد من الكتاب والصحفيين لأسباب متعلقة بتغطية الصحيفة للحرب، أو حتى تعرضوا لضغوط لمجرد إبداء اعتراضهم على الحرب والمطالبة بوقف إطلاق النار.
وكانت أحدث الاستقالات للكاتبة آن بوير، كاتبة الشعر فى مجلة نيويورك تايمز التي استقالت الأسبوع الماضى احتجاجا على الحرب والأكاذيب الإسرائيلية، والتي أسمتها "آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة من أمريكا ضد شهب غزة".
وسردت بوير أسباب استقالتها فى منشور على مواقع التواصل قائلة: استقلت من منصبي كمحررة الشعر في مجلة نيويورك تايمز.. إن الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة ضد شعب غزة ليست حربًا لأحد.. ليس هناك أمان فيها أو منها، لا لإسرائيل، ولا للولايات المتحدة أو أوروبا، وخاصة للشعب اليهودي .. انها افتراءات من يزعمون كذبا أنهم يقاتلون باسمهم وربحها الوحيد هو الربح القاتل لمصالح النفط ومصنعي الأسلحة"، وقالت بوير إن الفلسطينيين قاوموا خلال عقود من الاحتلال والتهجير القسري والحرمان والمراقبة والحصار والسجن والتعذيب.
وتابعت: "نظرًا لأن الوضع الراهن لدينا هو التعبير عن الذات، فإن الطريقة الأكثر فعالية للاحتجاج بالنسبة للفنانين هي الرفض في بعض الأحيان لا أستطيع أن أكتب عن الشعر وسط النغمات "المعقولة" لأولئك الذين يهدفون إلى جعلنا متأقلمين مع هذه المعاناة غير المعقولة. لا مزيد من العبارات الملطفة المروعة. لا مزيد من مناظر الجحيم .. لا مزيد من الأكاذيب المثيرة للحرب."
وأضافت: "إذا تركت هذه الاستقالة فجوة في الأخبار بحجم الشعر، فهذا هو الشكل الحقيقي للحاضر".
وفى مطلع نوفمبر، اضطرت كاتبة بمجلة نيويورك تايمز إلى الاستقالة بعد أن وقعت على خطاب مفتوح يتهم إسرائيل بارتكاب الإبادة الجماعية، وانتقادها أيضا لافتتاحية الصحيفة التى أكدت فيها حق الدولة العبرية فى الدفاع عن نفسها.
وبحسب ما ذكرت فوكس نيوز، فإن الكاتبة جازماين هيوز، التى كانت تكتب فى مجلة نيويورك تايمز، قد تركت الشركة الإعلامية الأمريكية، وفقا لما جاء فى بريد إلكترونى داخلى.
وقال رئيس تحرير مجلة نيويورك تايمز جيك سيلفرشتايين إن هيوز انتهكت سياسة الشركة بشأن الاحتجاج العام. وكتب يقول : فى حين أننى أحترم أن لديها قناعات قوية، فإن هذا كان انتهاكا واضحا لسياسة التايمز حول الاحتجاج العام، وهذه السياسة التى أدعمها تماما، جزء مهم من التزامنا بالاستقلالية.
وتابع رئيس تجرير المجلة قائلا: تناقشت أنا وهى فى أن رغبتها فى التعبير عن هذا النوع من الموقف العام والمشاركة فى احتجاجات عامة لا يتوافق مع كونها صحفية فى التايمز، وخلص كلانا إلى ضرورة أن تستقيل.
وكانت هيوز قد وقعت فى 26 أكتوبر الماضى على خطاب بعنوان " كتاب ضد الحرب فى غزة"، والذى اتهم إسرائيل مباشرة بالإبادة الجماعية للفلسطينيين.
وقالل الخطاب إن حرب إسرائيل ضد غزة هى محاولة لإجراء إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطينى. هذه الحرب لم تبدأ فى السابع من أكتوبر. لكن فى الأيام الـ 19 الأخيرة، قتل الجيش الإسرائيلى أكثر من 6500 فلسطينى، بينهم أكثر من 2500 طفلا وأصيب أكثر من 17 ألف آخرين. وانتقد الخطاب نيويورك تايمز بشكل خاص لكتابتها افتتاحية قالت فيها إن ما تقاتل إسرائيل للدفاع عنه هو مجتمع يقدر الحياة الإنسانية وحكم القانون.
وفى إطار الاعتراض على التغطية الصحفية للحرب على غزة، قالت المصورة نان جولدين، إنها ألغت مشروعًا لمجلة نيويورك تايمز، متهمة إياها بالتحيز لصالح إسرائيل فى تقاريرها عن غزة.
وكتبت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى إنستجرام: "ألغيت عملاً كبيرًا في مجلة نيويورك تايمز بسبب تقرير نيويورك تايمز عن الحرب على غزة، والذي يظهر التواطؤ مع إسرائيل.. وعلى ما ينقلونه وما لا ينشرونه، وكيف يشككون في صحة أي شيء يقوله الفلسطينيون".
وكتبت أيضًا: أشعر بالأسى على عشرات الصحفيين الفلسطينيين الذين تم استهدافهم وقتلهم في الأسابيع الماضية، وطالما أن سكان غزة يصرخون، فنحن بحاجة إلى الصراخ بصوت أعلى حتى يتمكنوا من سماعنا، بغض النظر عمن يحاول إسكاتنا.
وقامت المصورة نان جولدين برفع شعار "ضد الحرب على غزة"، وهذا الشعار يرفعه مجموعة من الصحفيين والنقاد وغيرهم ممن التزموا بالتضامن وبالتحرير للشعب الفلسطينى".