فرضت أزمة غزة والانتهاكات الإسرائيلية بحق الأبرياء، نفسها على طاولة نقاشات قمة "حوار المنامة" فى نسختها التاسعة عشرة التى امتدت لثلاثة أيام بالبحرين، حيث تختتم فعالياتها اليوم الأحد، وقد حظيت جلسات القمة بمشاركة 450 شخصية ومسئول يمثلون 40 دولة، فى مقدمتهم مصر، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ،وافتتح القمة والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالبحرين.
شدد ممثلو الدول المشاركون فى قمة "حوار المنامة" ـ والتي تعتبر منصة دولية رفيعة تبحث الرؤى حيال القضايا والتحديات الأمنية في إطار تعزيز العمل المشترك لترسيخ الأمن الإقليمي والسلام العالمي ـ على التزام بلادهم بالمساهمة فى حفظ الأمن بالمنطقة والسلم الدولى أيضا، فيما أكدوا رفضهم مخططات التهجير القسرى للفلسطينيين .
كما طرحت القمة قضايا ، أمن الطاقة ، و"الأشكال الجديدة للتعاون الاستراتيجي"، و "مستقبل الشرق الأوسط وأمنه"، و "الحرب والدبلوماسية والتخفيف من حدة التوتر" و "مبادرات جديدة للسلام الإقليمي".
الأديان تُحرم القتل
من جانبه، قال قال ولي عهد البحرين في كلمته أمام النسخة التاسعة عشرة من قمة "حوار المنامة": "من الصعب الحديث عن الأوضاع في غزة لكنه لا يمكن أن يكون أكثر صعوبة من العيش تحت القصف المستمر في القطاع". وأضاف الأمير سلمان بن حمد قائلا: "القران الكريم والتوراة وجميع الكتب السماوية حرمت قتل المدنيين والأبرياء".
طالب ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إلى "وضع خطوط حمراء لا يتم تجاوزها" في الأزمة الحالية في قطاع غزة.
تحذيرات من "التهجير القسرى"
من جانبه، حذر أبو الغيط مجدداً من مخاطر كافة أشكال التهجير والنفي والترحيل التي ما زالت السياسة الإسرائيلية تدفع إليها، مُعتبراً أن ذلك السيناريو يُمثل خطاً أحمر عربياً، ووصفة لنشر الفوضى وانعدام الاستقرار في المنطقة، مؤكدا أن الحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل ضد غزة، هي في واقع الأمر الجولة الخامسة منذ انفصال إسرائيل أحاديا عن القطاع، من دون اتفاق سلام ينهي النزاع مع الفلسطينيين، محذرا من أن جولات العنف قد تتكرر إذا لم يتم كسر هذه الدائرة الجهنمية عبر عملية سلمية تفضي إلى انهاء الاحتلال.
الصفدى: إسرائيل فوق القانون !
ومن جانبه، وصف وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الهجوم الإسرائيلي على غزة بـ"العدوان الغاشم"، مؤكدا أنه "ليس دفاعا عن النفس"، وذلك في كلمته أمام قمة "حوار المنامة".
ودعا الصفدي إلى وقف الحرب على غزة فورا وحماية المدنيين، متهما إسرائيل بارتكاب "جرائم حرب" في غزة. وقال الصفدي إن "إسرائيل تضع نفسها فوق القانون».
وحذر الصفدي من أن الحرب في غزة قد تؤدي إلى توسع الصراع، وأشار إلى أن بلاده حذرت مرارا وتكرارا على مدار سنوات "من عدم وجود أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية». وقال: هناك احتلال لم ينته ولا يبدو في الأفق نهاية له.
ورفض الصفدي فكرة إرسال قوات عربية إلى غزة، وأشار إلى أنه تحدث مع نظرائه العرب عن الأمر، وقال: «لن نرسل قوات عربية إلى غزة».
وأكد الصفدي أن الأولوية الآن هي: «وقف الحرب والعدوان وقتل المدنيين والنساء والأطفال، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية فورا، ثم إيجاد طريقة لإنهاء الصراع للأبد بناء على حل الدولتين»، محذرا من أنه بدون ذلك «سيتكرر العنف مجددا ومجددا".
ترسيخ الأمن
وتطرقت جلسات "سياسات أمن الطاقة" إلى مساعٍ لتعزيز التعاون في مواجهة التحديات وبناء الفهم المشترك لحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
ومن جانبه ، قال كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت مكغورك، كان قد قال بدوره إن إطلاق سراح المحتجزين لدى "حماس" سيؤدي إلى زيادة توصيل المساعدات الإنسانية وتوقف مؤثر للقتال في غزة.
وأعلن أنور قرقاش، مستشار السياية الخارجية لرئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال مداخلة في "حوار المنامة"، إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول وجود على المدى الطويل في غزة مثيرة للقلق.، مؤكداً ضرورة العودة إلى حل الدولتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة