توجه الناخبون في الأرجنتين إلى صناديق الاقتراع، اليوم الأحد، للإدلاء بأصواتهم في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة لاختيار رئيس جديد للبلاد من بين المتنافسين اللذين وصلا إلى هذه الجولة وهما وزير الاقتصاد الحالي سيرجيو ماسا (51 عاما)، واليميني خافيير ميلي (53 عاما).
ووفقا للمؤشرات؛ فإن أصوات الناخبين المترددين (الذين لم يؤيدوا مرشحا بعينه إلى الآن) ويقدرون بحوالي 10% من 35 مليون ناخب سيلعبون دورا حاسما في نتائج جولة الإعادة.
ويحظى خافيير ميلي، الذي حل ثانيا في الجولة الأولى من الانتخابات بنسبة 30% من الأصوات بعد وزير الاقتصاد سيرجيو ماسا، بدعم ومساندة الرئيس اليميني السابق ماوريسيو ماكري.
وبحسب صحيفة "ليزيكو" الفرنسية، فإن هذا الدعم يهدف بشكل خاص إلى طمأنة الناخبين لقدرات خافيير ميلي، المرشح الحالم والمبتدئ سياسيا، إزاء تولي مقاليد الحكم حال فوزه (في جولة الإعادة)، كما يسمح له هذا الدعم بتأهله للحاق بركب منافسه في هذه المعركة لاستقطاب الناخبين المتوجهين إلى مراكز الاقتراع.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفروق الضئيلة التي تفصل بين الرجلين في استطلاعات الرأي والأقل من هوامش الخطأ في هذه الاستطلاعات؛ أيقظت الناخبين المؤيدين نوعا ما لسيرجيو ماسا والسلبيين للغاية حتى الآن.
وأضافت أن هناك دعوات من الأوساط السياسية والصحفية والفنية والرياضية رافضة لميلي ولليمين المتطرف تضاعفت خلال الأيام القليلة الماضية.
ومع وصول معدل التضخم السنوي إلى 142.7%، ومعاناة أربعة من كل عشرة أرجنتينيين من الفقر في ضوء انخفاض قيمة عملة البيزو مقابل الدولار، يقدم المرشحان خططاً مختلفة تماماً لحل مشاكل البلاد.. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أيا منهما لم يحصل على دعم صادق من الأرجنتينيين المتضررين من الأزمة قبل بدء الجولة الثانية من التصويت.
وأوضحت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية - في سياق تعليق خبري نشرته عبر موقعها الإلكتروني حول هذا الشأن - أن ماسا الناشط السياسي، الذي ينتمي إلى الجناح المعتدل في الحركة البيرونية الشعبوية التي تنتمي إلى يسار الوسط، والتي حكمت الأرجنتين طوال معظم السنوات الأربعين الماضية، تعهد بتشكيل حكومة وحدة مع شخصيات معارضة.. مشيرة إلى اعتماده بصفته وزيرا للاقتصاد على ضوابط صارمة على العملة وطباعة النقود لتمويل الإنفاق، لكنه وعد بالتحول نحو السياسة التقليدية مع حماية شبكة الأمان الاجتماعي التي بناها البيرونيون.
ويقول مايلي - المعلق التلفزيوني السابق المعروف بتصريحاته الغاضبة ضد النخبة السياسية في الأرجنتين - "إن الصدمة هي الحل".. ووعد باتباع نهج "الصدمات الكهربائية" لخفض الإنفاق بنسبة تصل إلى 15 % من الناتج المحلي الإجمالي واستبدال البيزو بالدولار الأمريكي.
وحظى مايلي بتأييد الرئيس السابق من يمين الوسط ماوريسيو ماكري، وباتريشيا بولريتش، المرشحة الرئاسية عن ائتلاف ماكري "جونتوس من أجل كامبيو"، الذي تم إقصاؤه في الجولة الأولى من التصويت في أكتوبر الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن الجولة الأولى من الاقتراع الرئاسي في الأرجنتين جرت في شهر أكتوبر الماضي وشهدت تقدم وزير الاقتصاد الأرجنيتيني سيرجيو ماسا، الذي فاز بحوالي 36% من أصوات الناخبين رغم ارتفاع نسب التضخم والفقر في عهده، فيما حل ثانيا الخبير الاقتصادي ومرشح اليمين المتطرف خافيير ميلي، الذي حصل على نحو 30% من الأصوات رغم تنبؤ استطلاعات الرأي بتقدمه في هذه الجولة.
وكان ميلي متقدما في استطلاعات الرأي في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وينظر إليه على أنه المرشح الأوفر حظا أمام ماسا الذي بلغ التضخم في عهد توليه وزارة الاقتصاد نحو 140%، فيما وصل معدل الفقر إلى 40% وباتت الطبقة المتوسطة شبه معدومة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة