واصلت الصفحة الرسمية لقناة "الوثائقية"، عرض أجزاء من وصية الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل، المكونة من عشر صفحات، والمقرر تناولها في الجزء الثالث من الفيلم الوثائقي "هيكل.. سيرة الأستاذ"، الذي أنتجته القناة، وعرضت الجزأين الأول والثاني منه، بينما ستعرض الجزء الثالث يوم الأربعاء المقبل.
وفي ثاني أجزاء الوصية، يتحدث الأستاذ هيكل عن لحظة الموت التي يصفها بـ"لحظة النوم العميق"، ويحدد أسماء ثلاثة قراء يطلب أن يُقرأ القرآن بصوت أحدهم عندما تحين تلك اللحظة.. وإلى نص الوصية:
أكتب هذه السطور على عجل، أسارع بها قبل أن تسبقني الأيام، راجيًا أن تعتبر جزءًا أو مقدمة لوصية آمل أن تتاح لي فرصة أوسع لكتابتها بالتفصيل لكِ، ولأولادنا، وأحفادنا، وهم التجسيد الفعلي لاستمرار الحياة وانفصالها.
هدايت؛
أعود الآن إلى ما أريد قوله بشأن تلك اللحظة التي أنتظرها، وأعيد عليك مرة أخرى أنني أريدها لحظة جليلة محصنة بالكبرياء وليس بالتكبر، وتلك هي الأمانة التي أحفظها بين يديكِ وبين يدي أبنائنا الثلاثة:
- عندما يحين وقت النوم العميق فإني أريدها أن تكون لحظة حافظة لكرامتها وقيمتها، وأعرف أن الأحزان في تلك اللحظات إنسانية، لكنك تعرفين رأيي أن الأحزان أعمق وأصدق إذا حفظ الوقار قدرها.
- إنني لا أعرف أين تحين تلك اللحظة التي أتمناها جليلة، وسواء جاءت في بيتي، أو جاءت خارجه (وذلك ما لا أتمناه) فإني أطلب في ساعات الانتظار قبل التوجه إلى المرثى الأخير أن أكون في غرفة، وعلى سرير، وأن تكون هناك شمعة وحيدة موقدة، وأن يتردد في الغرفة، وبصوت خفيف، رنين قرآن مسجل بصوت أحد المقرئين الذين أحببت الاستماع إليهم في الأيام السابقة (الشيخ محمد رفعت، أو الشيخ مصطفى إسماعيل، أو الشيخ عبد الباسط عبد الصمد).