انطلقت فعاليات النسخة الثالثة من مبادرة "تراثى المصرى القبطى" بالعاصمة الفرنسية باريس، وذلك تحت رعاية السفير علاء يوسف سفير جمهورية مصر العربية لدى فرنسا ومندوبها الدائم لدى منظمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو".
وتسلط النسخة الثالثة من المبادرة الضوء على القيمة العالمية لهذا التراث الخاص برحلة العائلة المقدسة إلى مصر، وخاصة بالتزامن مع إحياء ذكرى تسجيل ملف الاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة في مصر على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية في نوفمبر 2022.
وألقى السفير علاء يوسف كلمة بهذه المناسبة أكد - خلالها - أهمية الطابع العالمي لرحلة العائلة المقدسة في مصر والذي خصص لنسخة المبادرة لهذا العام والتي تأتي بالتزامن مع إحياء ذكرى إدراج ملف الاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة في مصر على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، مؤكدا أن هذا التسجيل يعكس بشكل ملموس التزام الحكومة المصرية القوي تجاه الحفاظ على تراثها الثقافي.
وأشار إلى أن هذا الجزء ذا الأهمية الخاصة من تاريخنا عن رحلة العائلة المقدسة إلى مصر هو بمثابة قصة مقدسة يتردد صداها عبر العصور، قصة مرتبطة بتراثنا الثقافي وتشهد على التعايش المتناغم بين الطوائف الدينية المختلفة في مصر.
وأضاف: "نشعر بالفخر بمشاركة مسار رحلة العائلة المقدسة مع العالم أجمع وتقديمها كحلقة وصل تربط بين الحضارات ووسيلة لتعزيز الاحترام والتفاهم المتبادل".
كما توجه بالشكر والتقدير لكل من ساهم في تنظيم هذه المبادرة التي انطلقت في عام 2021، آملا في أن تساهم في تعزيز روح التسامح من خلال الحوار بين الثقافات وتعزيز الصداقة بين الأمم والاحترام والتعايش الديني السلمي بين الشعوب، خاصة في هذه الأوقات الصعبة التي يمر بها العالم حاليا.
بدوره، قال ماهر حنين، أحد منسقي المبادرة، إن هذه الرحلة المقدسة وضعت المواقع الأثرية والتراثية المصرية على خريطة السياحة العالمية.. موضحا أن المبادرة تخصص نسخة هذا العام للطابع والقيمة العالمية لهذا التراث.
بعد ذلك، استعرضت خبيرة علم القبطيات في فرنسا الأستاذة الدكتورة آن بودأور مسار العائلة المقدسة في مصر وخاصة في منطقة جبل الطير، شرق النيل بمركز سمالوط (شمال المنيا)، حيث تضم المنطقة مغارة مكثت فيها العائلة المقدسة (السيد المسيح وأمه السيدة مريم العذراء والقديس يوسف النجار) لمدة ثلاثة أيام.. وقدمت الدكتورة آن بودأور عرضا يحتوي على عدد من الصور والمخطوطات والبرديات القبطية لمسار العائلة المقدسة في جبل الطير.
أما المحاضر الفرنسي كورشي دوسو، فقد كشف عن أسرار طرق العلاج الشعبي في مصر خلال العصور الوسطى أثناء مسار العائلة المقدسة.
وتم عرض فيلم وثائقي عن رحلة العائلة المقدسة والتي امتدت لنحو 350 كيلومترا وتضمنت عشرات المواقع التراثية من كهوف مكثوا فيها كملاذ لهم وكنائس مختلفة تم بناؤها إحياء لذكرى مسارهم المقدس.
حضر الاحتفالية عدد من السفراء والمندوبين الدائمين لدى اليونسكو، وخبراء دوليون من اليونسكو وأعضاء أمانة المنظمة، وممثلو الكنيسة الأرثوذوكسية والكاثوليكية، فضلا عن أساتذة علم المصريات البارزين، وعلم القبطيات وعلم البرديات في فرنسا وأوروبا، وأعضاء من الاتحاد الوطني للمرشدين، وأيضا عدد من الشخصيات العامة والخبراء المعنيين بالتراث والثقافة.
وتم إطلاق مبادرة "تراثي المصري القبطي" في عام 2021، بهدف توعية الأجيال الجديدة بتراثهم وتاريخهم ولهذا اتخذت المبادرة من مسار العائلة المقدسة رمزا لها.
وتهدف المبادرة أيضا إلى تعزيز سبل التعاون وعلاقات الصداقة مع الشعب الفرنسي ومؤسسات الدولة الفرنسية التي تعود تاريخها إلى أكثر من مائتي عام مع كتاب "وصف مصر" وفك رموز حجر رشيد الذي كشف كنوز الحضارة المصرية القديمة إلى العالم أجمع. كما تهدف إلى رفع مستوى الوعي بين أفراد الجالية المصرية في الخارج بهذا التراث، كأداة لتوطيد العلاقات مع الوطن الأم مصر، وخاصة بين الشباب والأجيال الحديثة.