"الكوفية، الشال، الحَطّة"، كلها أسماء تطلق على الشال الفلسطيني، الذي عرفناه؛ بسبب ارتداء رموز المقاومة الفلسطينية له، فما قصته؟
يعتبر الشال الفلسطيني جزء لا يتجزأ من زي المواطن الريفي والبدوي في فلسطين.. إلا أنه تحول مع اندلاع ثورة 1936؛ ليصبح رمزًا للمقاومة الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني على فلسطين، وذلك بعد انطلاق شرارة الثورة الأولى، على يد الفلاحين.
وأوردت الكتب والروايات التاريخية: أن قادة الثورة قاموا بتوجيه نداء إلى كافة فئات الشعب الفلسطيني، بتعميم ارتداء الشال الفلسطيني "الحَطَّة" والعقال؛ ليتعذر على حكومة الانتداب البريطاني القبض على الثواروكانت الاستجابات سريعة.. من قِبَل الجميع.
ومن هنا.. تحول الشال الفلسطيني، من مجرد غطاء للرأس في المناطق الريفية والبدوية في الشرق العربي، إلى رمز للمقاومة السياسية في أثناء ثورة 1936، والتي استمرت حتى 1939، إلا أنها لعبت دورًا مهما، في حياة فلسطين، بريفها.. وحضَرها.
وكان من أبرز أفراد المقاومة آنذاك: عبد القادر الحسيني، وعبد الرحيم الحاج محمد، وغيرهم من أبطال فلسطين.
ولاحقًا تحول الشال الفلسطيني في فترة الستينيات، إلى رمز وطني فلسطيني، مع ظهور حركة المقاومة الحديثة، حيث حرص الزعيم الراحل ياسر عرفات، على الظهور به في كافة المناسبات والمحافل الدولية.
ومع الوقت، ارتبط الشال الفلسطيني في أذهان العالم، بنضال الشعب الفلسطيني، حيث ارتداه الفدائيون والمتظاهرون، داخل فلسطين وخارجها.
كما انتشرت صورة المناضلة الفلسطينية ليلى خالد في إحدى الصحف العالمية بعد عمليتي اختطاف طائرتين، وهي ترتدي الكوفية الفلسطينية، وتحمل البندقية.
يتميز الشال الفلسطيني بتصميمه الرفيع، الذي يعبر كل جزء منه، عن عراقة وأصالة الشعب الفلسطيني.
ويرمز اللونان الأبيض والأسود مثلا، إلى تناغم بين الأرض والطبيعة، كما تعبر كل غرزة مرسومة عليه، عن مدى حفاظ الفلسطينيين، على هويتهم، وتراثهم، وثقافتهم، فورقة الزيتون مثلاً، ترمز إلى المثابرة والقوة، حيث يعتبر شجر الزيتون أساس الأراضي الفلسطينية، كما ترمز غرزة الشبك في الشال، إلى شبكة صيد الأسماك، كعلامة على قرب فلسطين من البحر.
وبهذا يوضح كل جزء من أجزاء الشال، أبرز المهن التي يُزاولها الفلسطينيون، كالصيد، والزراعة، والتجارة.