تتعدد القطع الأثرية التي تنتمي إلى المتاحف، لكنه ربما لم يصادف أحد من العاملين في الآثار قط زجاجة كحول مملوءة بالبول أو سم النمل الملوث بالزرنيخ.
وقد كشف عالمان أمريكيان عن نتائج السنوات التي قضاها في فهرسة "المواد الغريبة" من مجموعات الآثار في جميع أنحاء الولايات المتحدة في دراسة نشرت في مجلة Advances in Archaeological Practice، حيث قام عالم الآثار "مارك س. وارنر" بجامعة أيداهو وزميله الكيميائي "راي واندرزوسكا"، بتلخيص السنوات الخمس عشرة التي قضوها في تحديد واختبار المواد الغريبة بالمتاحف الأثرية.
بدأ بحثهما عن أغرب الأشياء الكامنة في المتاحف عندما كشفت عملية تنقيب كبيرة في بلدة ساندبوينت التي تعود إلى القرن التاسع عشر في شمال أيداهو في عام 2008 عن زجاجات زجاجية مختومة تحتوي على محتويات غامضة من بين ما يقرب من 600 ألف قطعة أثرية أخرى.
تعاون وارنر وفون واندروسزكا للتعرف على ما بداخلهما وعثروا على أمثلة على الكريمات والمراهم، ومنشط الحديد، وقطران الخشب في الحاويات المغلقة، إلى جانب زجاجات فارغة مكتوب عليها "سم"، ورصاص يحتوي على بارود، وحتى سن بشري محشو بالزنك.
كما عثر علماء الآثار في الموقع على زجاجة من "كريم يسمى جورو" وتبين أن المادة البيضاء الكريمية هي كلوريد الزئبق، الذي يسمى أيضًا كالوميل، والذي تم استخدامه طوال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في كل شيء بدءًا من الوقاية من حب الشباب إلى علاج الحمى الصفراء، حتى أدرك الأطباء أن الزئبق كان في الواقع سامًا تمامًا.
ويعد النص بأن المنتج "يزيل السمرة والبثور والنمش وبقع العث والطفح الجلدي والأمراض الجلدية وكل عيب في الجمال وقد جاء على العلبة :"لقد صمدت أمام اختبار ثلاثين عامًا، وهي غير ضارة لدرجة أننا نتذوقها للتأكد من أن تحضيرها تم بشكل صحيح" وظهر الإعلان، في جريدة فرانك ليزلي المصورة.
ومن موقع في كاليفورنيا، اختبر الباحثون أيضًا جرة صغيرة من معجون النمل التي صنعتها شركة كيلوج في أوائل القرن العشرين، ووجدوا أنها لا تزال تحتوي على الزرنيخ كما عثروا على أمبولة من مبيدات القوارض السامة القائمة على الفوسفور من مستشفى قديم في نيو إنجلاند وأقراص فوسفيد الألومنيوم من موقع مدرسة في فلوريدا.
ملصق كريم من القرن التاسع عشر