محمد عفيفى مطر.. قصائد مغايرة لشاعر "الجوع والقمر"

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2023 01:00 م
محمد عفيفى مطر.. قصائد مغايرة لشاعر "الجوع والقمر" محمد عفيفى مطر
كتب عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعتبر محمد عفيفى مطر من أبرز شعراء جيل الستينيات في مصر، وقد تنوعت مجالات عطائه بين الشعر والمقالات النقدية وقصص الأطفال وترجمة الشعر، وفاز بجوائز عديدة منها جائزة سلطان العويس في 1999، ومن دواوين عفيفي مطر "الجوع والقمر" الذي صدر في دمشق عام 1972، "ويتحدث الطمي" الذي صدر في القاهرة عام 1977، ورباعية الفرح، وصدر في لندن عام 1990، واحتفالية المومياء المتوحشة، وصدر في القاهرة عام 1992م.

ولد محمد عفيفي مطر في قرية رملة الأنجب بمحافظة المنوفية في عام 1935م، وتخرج في كلية الآداب قسم الفلسفة، وعمل مدرسًا، حصل على جائزة الدولة التشجعية في الشعر عام 1989م،وحصل على التقديرية 2006 م، وصدرت أعماله الكاملة عن دار الشروق عام 2000م.

له بخلاف الشعر كتب للأطفال منها "مسامرات للأطفال كى لا يناموا"، فضلاً عن كتاب عن محمود سامى البارودى "الشاعر الفارس"، وكتاب عن "قصيدة الحرب فى الشعر العربى"، وعدد من الترجمات للشاعر اليونانى إيليتس والشاعرة إديث سودرجران.

وقد امتاز محمد عفيفى مطر بقصائد مغايرة اتسمت بطول الجملة الشعرية والصور الملتفة الممتدة التى يمكن أن تمتد على مدى سطور شعرية ومن قصائده قصيدة هذا الليل التى يقول فيها:

هذا الليل يبدأ

دهر من الظلمات أم هي ليلة جمعت سواد

الكحل والقطران من رهج الفواجع في الدهور

عيناك تحت عصابة عقدت وساخت في

عظام الرأس عقدتها

وأنت مجندل يا آخر الأسرى

ولست بمفتدى

فبلادك انعصفت وسيق هواؤها وترابها سبياً

وهذا الليل يبدأ

تحت جفنيك البلاد تكومت كرتين من ملح الصديد

الليل يبدأ

والشموس شظية البرق الذي يهوي إلى

عينيك من ملكوته العالي

فتصرخ، لا تغاث بغير أن ينحل وجهك جيفة

تعلو روائحها فتعرف أن هذا الليل يبدأ

لست تحصي من دقائقه سوى عشر استغاثات

لفجر ضائع تعلو بهن الريح جلجلة

لدمع الله في الآفاق

هذا الليل يبدأ

فابتدئ موتا لحلمك وابتدع حلما لموتك

أيها الجسد الصبور

الخوف أقسى ما تخاف.. ألم تقل؟

فابدأ مقام الكشف للرهبوت

وانخل من رمادك، وانكشف عنك

اصطف الآفاق مما يبدع الرخ الجسور

وفى قصيدة أخرى بعنوان هلاوس ليلة الظمأ يقول:

غبشُ يبلله دخول الليل، والغيطان تسحب

من بدايات النعاس تنفس الإيقاع منتظمًا على

مد الحصيرة والمواويل.

الزمان كأنه فجر قديم مستعاد

قد كنت مضطجعا أعابث شعر بنتىَّ الصغيرة أفزعتها

قشرة الدم والصديد على عظام الأنف

أهذى أم هى الزنزانة انفتحت على زمانين واتسعت على هول المكان؟

ريق وجمرة حنظل، تتشقق الشفتان:

يا عبد العليم

ما للجرار ادحرجت والقلة الفخار عفرها الرماد

والملح، والنهر القريب مشقق، ما للتحاريق ارتعت

بالجمر والنسج المهلهل أعظمى وأديم هذا الليل

يا عبد العليم!!

أهذى وألهث أم هى البنت الصغيرة من ظلام الغيم

تخرج فى يديها الكوز والإبريق تلمع فى نحاسهما الزخارف

بالعناقيد المندّاة؟!

التفت.. فراعها أن القيود تعض لحم المعصمين

فيرشح الدم

فاستدارت وارتمت فى عثرة الرهبوت

قد نبهت رحمة أن يكون الماء والفخار مشمولين

بالسعد المفوح واللبان

قال المخنث للمخنث: إن هذا الأهبل المجنون يهرف بالكلام

فعرفت أنهما هما..

والجسر بين الصالحية والرشيد مرجِّعٌ

للبلغم الدهنى فى صوتيهما

قال المخنث للمخنث:

إن نوبة نومى اقتربت

فأخرس صوته بعصاك

فانفجرت برأسى الصاعقة

كان الصدى متشظيا بدم الهلاوس

آه يا عبد العليم

لم يترك الأهلون من نبل العصا فى لعبة التحطيب ميراثا

بأوغاد الزمان النذل

هل رجل وضربته تجىء من الوراء!!

أدرك دمى بالبن بعد الماء يا عبد العليم










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة