الاحتلال والصحفيون .. جرائم تصفية وصلت ذروتها في حرب غزة.. تقارير غربية ترصد استهداف آلة القتل الإسرائيلية للإعلاميين.. وتؤكد: أكثر من 50 استشهدوا فى 6 أسابيع مقارنة بـ15 قتلوا خلال عامين من حرب أوكرانيا

الأربعاء، 22 نوفمبر 2023 04:00 م
الاحتلال والصحفيون .. جرائم تصفية وصلت ذروتها في حرب غزة.. تقارير غربية ترصد استهداف آلة القتل الإسرائيلية للإعلاميين.. وتؤكد: أكثر من 50 استشهدوا فى 6 أسابيع مقارنة بـ15 قتلوا خلال عامين من حرب أوكرانيا الصحفيون في غزة
كتبت: نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

استهداف متعمد مارسته قوات الاحتلال الإسرائيلية علي مدار أكثر من شهر ونصف الشهر منذ بدء الحرب علي قطاع غزة، للصحفيين والإعلاميين ، في محاولة من حكومة بنيامين نتنياهو لطمس الحقائق، وإرهاب من يوثقون بالصوت والصورة انتهاكات جيش الاحتلال بحق المدنيين والأطفال في القطاع الذي دفع ضريبة العدوان غالياً بما يقرب من 14 ألف شهيد.

وبحسب وسائل إعلام عالمية من بينها صحيفة جارديان البريطانية وشبكة إية بي سي نيوز الأمريكية ، قتلت قوات الاحتلال أكثر من 50 صحفياً منذ بدء العدوان، حيث وصفته لجنة حماية الصحفيين الدولية بـ"الهجوم الأكثر دموية" تجاه الإعلاميين خلال العقود الثلاثة الأخيرة ، لمحاولة فرض تعتيم اعلامي علي القطاع المحاصر.

وصفت اللجنة الشهر الأول في حرب غزة انه الأكثر فتكا الذي عاني الصحفيون منه منذ عام 1992 ، وقارنت عدد القتلى المتزايد على مدى ستة أسابيع مع 42 صحفياً قتلوا في جميع أنحاء العالم في عام 2022 بأكمله، بما في ذلك 15 ماتوا أثناء تغطية الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي يعتبر على نطاق واسع صراعاً خطيراً للغاية بالنسبة لوسائل الإعلام الإخبارية.

وأصدرت المنظمة نداءً عاجلاً إلى إسرائيل وحلفائها الغربيين لإصلاح قواعد الاشتباك التي يطبقها جيش الدفاع الإسرائيلي لمنع استخدام القوة المميتة ضد الصحفيين الذين يحملون شارات صحفية.

وقال شريف منصور، منسق اللجنة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن العدد المتزايد من القتلى الإعلاميين، إلى جانب الانقطاعات المتعاقبة لشبكات الإنترنت والهاتف، وتشديد الرقابة، يفرض تعتيم إعلامي على غزة، وأضاف أن ذلك يعني ندرة المعلومات بالنسبة للسكان المحاصرين لمعرفة مكان الحصول على الغذاء والوقود والمياه النظيفة.

وقال منصور: "لقد أصبحت تغطية الصراع أكثر خطورة بسبب المخاطر الهائلة التي يتعرض لها الصحفيون الفلسطينيون المحليون الموجودون على خط المواجهة وليس لديهم ملاذ آمن ولا مخرج .. كما رفض الجيش الإسرائيلي تحمل أي مسؤولية عن عمليات القتل، قائلاً للمؤسسات الإعلامية الدولية إنه لا يستطيع ضمان سلامة وسائل الإعلام أو موظفيها".

وأضاف: "قلنا، خاصة بعد استهداف الجيش لمنشآت الاتصالات، إننا وصلنا إلى تعتيم إعلامي. لدينا أيضًا مشاكل تتعلق بالرقابة والاعتداءات والاعتقالات في الضفة الغربية"، وأشار الى ان 90% من الصحفيين الشهداء فلسطينيين وغالبيتهم من الصحفيين والمصورين المستقلين.

وأشار التقرير الى انه تم اعتقال ثلاثة عشر شخصاً كجزء مما يوصف بأنه نظام الرقابة الإسرائيلي الذي تم تطبيقه بموجب قانون الطوارئ الذي يجعل من الإضرار بالمعنويات الوطنية أو الأمن القومي، جريمة في نظر حكومة نتنياهو.

ودفعت هذه الحصيلة المروعة اللجنة إلى تجديد النداءات التي أطلقتها في البداية قبل اندلاع الأعمال العدائية الأخيرة لإسرائيل لإصلاح قواعد الاشتباك الخاصة بها بحيث يتم حماية الصحفيين المحددين بوضوح.

واستشهد منصور، بتقرير سابق للجنة حماية الصحفيين بعنوان "النمط المميت"، والذي ذكر أن 13 من أصل 20 صحفياً قتلوا في عام 2016.

وقال: "في شهر مايو الماضي، قلنا إن على الجيش الإسرائيلي أن يغير قواعد الاشتباك الخاصة به لوقف إطلاق العنان لاستخدام القوات المميتة ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية". وكانت غزة قبل الحرب الحالية ترتدي أو تحمل علامات صحفية في ذلك الوقت"

وتابع: "لم نر أي مؤشر على أن هذا قد تم القيام به. ولذلك، طالبنا هذه المرة أيضًا حلفاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية أخرى، بالضغط عليها لوقف أي استخدام للقوة المميتة ضد الصحفيين"

 

الاحتلال والصحفيين .. ملاحقات قائمة قبل الحرب

ولا تقتصر ممارسات الاحتلال تجاه الصحفيين علي وقت الحرب ، وإنما الاستهداف نهجاً ثابتا منذ سنوات، حيث نشرت لجنة حماية الصحفيين تقريرا في مايو يوضح ما وصفته بـ "النمط القاتل" للصحفيين الذين استشهدوا على يد القوات الإسرائيلية على مدى العقدين الماضيين، وقال منصور إن التقرير وثق 20 حالة مقتل صحفيين بنيران الجيش الإسرائيلي منذ عام 2001، غالبيتهم من الفلسطينيين، من بينهم 13 استشهدوا في غزة.

وجاء في التقرير: "لقد فشلت إسرائيل في إجراء تحقيق كامل في عمليات القتل هذه، ولم تطلق تحقيقات أعمق إلا عندما يكون الضحية أجنبياً أو لديه صاحب عمل رفيع المستوى. وحتى ذلك الحين، تستمر التحقيقات لأشهر أو سنوات وتنتهي بتبرئة أولئك الذين أطلقوا النار".

وقالت المجموعة أيضًا إنها تحقق في العديد من التقارير عن مقتل صحفيين آخرين أو فقدهم أو احتجازهم أو إصابتهم أو تهديدهم منذ 7 أكتوبر.

وقال منصور إنه باستثناء صحفي إسرائيلي واحد قُتل أثناء تغطيته للاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي ولبنان بالقرب من الحدود في عام 1999، لم يتم تسجيل أي حالة وفاة لصحفيين إسرائيليين قبل عملية طوفان الأقصى.

وتابع: "هذا يؤثر بشكل غير متناسب على الصحفيين الفلسطينيين لأن غالبية وسائل الإعلام الدولية والصحفيين الدوليين يتضاءلون في غزة بسبب المخاطر العالية ولأنه لم تتم محاسبة أي شخص ليس فقط على حالات مقتل الصحفيين، ولكن أيضًا قصف المكاتب الإعلامية قبل عامين"، واضاف منصور: "أكثر من أي شيء آخر، ما رأيناه في هذا الصراع هو نفس النمط الذي يزداد سوءاً".

وقال منصور إنه منذ أكثر من 15 عاما، لم يسمح للصحفيين الإسرائيليين بدخول غزة، كما أن الجيش الإسرائيلي لا يشجع وسائل الإعلام الدولية على الذهاب إلى غزة.

وأكد تيم داوسون، نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أيضًا أن إسرائيل لديها "سجل طويل في مهاجمة الصحفيين الفلسطينيين وقتلهم"، مضيفًا: "أعتقد أن الجميع يعرف شيرين أبو عاقلة".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة