كشف الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، خلال مؤتمر صحفى اليوم الأربعاء، الإنسانية تمر بأزمة حقيقية وأدى لارتفاع في ازهاق الأرواح بغض النظر من هي النفس البشرية، وهناك اهدار للوقت، والمال والانفس بسبب هذه الصراعات، وهذا يؤخر التقدم.
وأوضح، أنه لم تعد هناك بقعة واحدة آمنة للمدنيين في غزة اليوم، بمن فيهم زملاؤنا في المنظمة وسائر الزملاء في الأمم المتحدة، الذين يفقدون حياتهم وهو يحتمون بجدران منازلهم، وفي المخيمات، والملاجئ، والمدارس، بل وحتى أثناء تلقي الرعاية في المستشفيات.
وقال، إنه يجب أن يتوقف قتل المدنيين الأبرياء والتمثيل بهم، بمن فيهم النساء والأطفال الذين فاقت أعدادهم نصف عدد القتلى، فهؤلاء لم يرتكبوا إثمًا ليستحقوا تلك المحن التي لم يختاروها ولا يمكن لعقل أن يتصورها.
وأضاف، إنه في حين استشعرنا قدرًا من الحماس نتيجة الإعلان المفاجئ عن وقف إطلاق النار المُرتبط بإطلاق سراح الرهائن والسجناء، نرى أن ما يحتاجه شعبا غزة هو وقف دائم لإطلاق النار، وما نحتاج إليه هو أن يضع قادة الجانبيْن وقواتهما المتحاربة صحة وعافية شعبيْهما في المقام الأول من الاهتمام.
وقال، إنه في غزة يُحرم الناس من الحصول على الغذاء، والماء النظيف، والرعاية الصحية، والمأوى، والحماية. وقد نزح ما يقرب من ثلاثة أرباع مجموع السكان داخليًّا، بعد محاولات متكررة للتنقُّل فرارًا من الصراع الدائر، بل إن حتى المستشفيات - أكثر الملاذات أمنًا - لم تسلم من تلك الفظائع، وقد وثقت المنظمة وقوع 178 هجومًا استهدف المرافق الصحية في قطاع غزة، وأسفر عن وفاة 553 شخصًا وإصابة 696 آخرين، بما في ذلك 22 وفاة و48 إصابة في صفوف العاملين في مجال الرعاية الصحية أثناء قيامهم بمهامهم.
وأضاف:" لقد أثَّرت الهجمات على 44 مرفقًا من مرافق الرعاية الصحية، بما في ذلك 24 مستشفى تعرضت لأضرار، كما أثَّرت على 40 سيارة إسعاف، منها 32 سيارة لحقت بها أضرار، ومع توقُّف المرافق الصحية عن العمل بسبب الصراع أو نقص الموارد، تتضاءل قدرتنا على تقديم الرعاية الصحية للسكان، في الوقت الذي ترتفع فيه احتياجاتهم الصحية حدَّ السماء، وقد أدى تباطؤ الإمداد بالأدوية والمستلزمات، ونقص الوقود والمياه المأمونة، وتدمير البنية الأساسية، وفقدان الموظفين إلى إجبار 27 مستشفى من أصل 36 مستشفى، ومركزيْن متخصصيْن، و47 عيادة من أصل 72 عيادة للرعاية الصحية الأولية في غزة على الإغلاق.
واستكمل:" تتعرض المستشفيات القليلة المتبقية التي تعمل فقط بصورة جزئية لضغوط هائلة، وتُقدِّم خدمات طارئة محدودة، الأمر الذي يترك آلاف المرضى عُرضة للأمراض التي يمكن توقيها نتيجة انقطاع خدمات الرعاية الصحية المُنقِذة للحياة، وما زال الأطفال الخُدَّج يواجهون الموت مع توقف نُظُم دعم الحياة عن العمل، ويواجه مرضى السرطان، ومرضى الكُلى والقلب والأوعية الدموية والسكري مخاطر جمَّة نتيجة انقطاع العلاج، وبدون الحصول على المياه النظيفة، أو ممارسة التصحُّح بشكل مناسب، أو التخلص الآمن من نفايات الصرف الصحي، يزداد تعرُّض الأشخاص الذين يعيشون في أماكن مكتظة للإصابة، ونحن نشهد بالفعل زيادة في معدلات الإسهال، والعدوى التنفسية، واليرقان والعدوى الجلدية، وعدوى مرحلة الطفولة، بما في ذلك الحصبة.
واستطرد:" قد بذلنا كل ما في وسعنا لتزويد سكان غزة بخدمات الرعاية الصحية المُنقذة للحياة التي هم بأمس الحاجة إليها، لكن هذا الصراع السياسي يحتاج إلى حل سياسي، وينبغي الارتقاء بوتيرة تقديم المساعدات الإنسانية الإضافية إلى مستويات تفوق بكثير ما وصلت إليه حتى الآن، ويجب السماح للمستشفيات بأن تسد النقص في الموارد التي تحتاج إليها لمواصلة عملها. ولا بد أن يتوقف القتال حتى نتمكن من تسريع وتيرة استجابتنا داخل غزة والتصدي للمخاطر، فلا يمكننا الاستمرار في تقديم قطرات من المعونة لتلبية محيط من الاحتياجات، وندعو، مرة أخرى، إلى إنهاء الصراع، وحماية العاملين الصحيين والمرضى والمرافق الصحية، والإفراج غير المشروط عن الرهائن، والسماح الدائم بدخول المساعدات الصحية المنقذة للأرواح إلى غزة دون عوائق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة