نجحت الجهود المصرية والقطرية في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار مؤقت في قطاع غزة وإعلان هدنة إنسانية لمدة أربع أيام قابلة للتمديد، وذلك بعد اتصالات وتحركات مكثفة جرت خلال الأسابيع الماضية من أجل خفض التصعيد وإدخال الجانب المصري للمساعدات الإنسانية والغذائية والطبية العاجلة إلى قطاع غزة.
يعد الاتفاق الذى جرى التوصل إليه بداية حقيقية في خطوات وجهود خفض التصعيد الجاري بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وقد يدفع جميع الأطراف للوصول بأن يتبعه هدن إنسانية وصفقات أخرى لتبادل الأسرى والمحتجزين.
وعملت الجهود الأمريكية والمصرية والقطرية على مدى أكثر من أسبوعين للتوصل لهذا الاتفاق والصفقة، حيث جرت جولات مكوكية من المباحثات والاجتماعات شهدتها القاهرة سواء مع مسئولين إسرائيليين أو قيادة حركة حماس بتنسيق كامل مع الطرف الأمريكي بهدف تذليل كافة العقبات أمام إتمام اتفاق الهدنة وصفقة تبادل الأسرى.
وتمتلك مصر تراكم كبير وخبرات واسعة في ملف الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية، وانحيازها الكامل للحق الفلسطيني لم يمنع أن يراها الجميع وسيط نزيه وموثوق فيه، ويمثل الاتفاق أول انفراجة حقيقية في الصراع القائم في قطاع غزة وسيشجع كافة الأطراف الإقليمية والدولية على دعم هذا المسار لوقف كامل لإطلاق النار، وهو التحرك الذي تحركت مصر لتفعيله منذ الأيام الأولى للعدوان وتمثلت في التحركات السياسية والدبلوماسية واحتضان قمة القاهرة للسلام.
ويعد الجزء الأكبر في أهمية اتفاق الهدنة وصفقة تبادل الأسرى، هو أنه سيسمح بنفاذ كافة المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى كافة مناطق قطاع غزة بما فيها شمال القطاع والذي كانت ترفض إسرائيل وصول أي مساعدات له، وسيخفف كثيرا من معاناة مئات الآلاف من الفلسطينيين ممن ظلوا في الشمال ورفضوا النزوح للجنوب.
الاتفاق يتضمن تدفق السولار والغاز إلى كافة مناطق قطاع غزة، ويعد هذا تقدم ملموس خاصة وأن إسرائيل كانت ترفض خلال الأيام الماضية وصول شاحنات الوقود لشمال القطاع اللازم لتشغيل المخابز ومحطات الكهرباء ومحطات تحلية المياه والمستشفيات وكل القطاعات المدنية، بجانب تغطية كافة احتياجات المنظمات الأممية كالأونروا.
وبذلت مصر جهود سياسية ودبلوماسية وأمنية مكثفة خلال الأسابيع الماضية لمنع تفاقم الصراع والقيام بدور الوساطة للتوصل لاتفاق هدنة وصفقة تبادل أسرى تهدف مصر من خلالها أن تسهم في خفض حدة التصعيد يعقبها هدن أخرى ثم وقف دائم لإطلاق النار، ولعبت القاهرة دورا رئيسيا ومحوريا خلال الحروب السابقة على غزة في الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار بوساطة مصرية.
وتنسق مصر مع الولايات المتحدة الأمريكية والتعاون بمشاركة قطر لإنجاح هذه الصفقة التي يعد الجانب الأمريكي هو الضامن لها كونه يمتلك أدوات الضغط اللازمة على الجانب الإسرائيلي للالتزام ببنود الاتفاق التي جرى الاتفاق عليها.
ونجحت الجهود المصرية والقطرية في التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مؤقت لمدة أربع أيام يتم بموجبه إبرام صفقة لتبادل الأسرى بين حركة حماس والجانب الإسرائيلي، ووقف كافة الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في كافة مناطق غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في القطاع، وذلك بحسب ما أعلنته حركة حماس في بيان صحفي لها فجر الأربعاء.
وأشادت حركة حماس بالجهود المصرية والقطرية في التوصل للاتفاق من خلال الجهود الحثيثة والمقدرة من قيادة الحركة للبلدين، مؤكدة أن الاتفاق يشمل إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود، إلى كل مناطق قطاع غزة، بلا استثناء شمالاً وجنوباً، وإطلاق سراح 50 من محتجزي الاحتلال من النساء والأطفال دون سن 19 عام، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من أبناء الشعب الفلسطيني من سجون الاحتلال الاسرائيلي دون سن 19 عاماً وذلك كله حسب الأقدمية.
وبحسب حماس، يشمل الاتفاق وقف حركة الطيران في جنوب غزة على مدار الأربعة أيام، وقف حركة الطيران في شمال القطاع لمدة 6 ساعات يوميا من الساعة 10:00 صباحا حتى الساعة 4:00 مساء.
وأكدت حماس أنه خلال فترة الهدنة يلتزم الاحتلال الإسرائيلي بعدم التعرض لأحد أو اعتقال أحد في كل مناطق قطاع غزة، ضمان حرية حركة الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه على طول شارع صلاح الدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة