أثار موقف رئيس وزراء بريطانيا الداعم للجرائم التي ترتكبها قولت الاحتلال الإسرائيلي يوميا في قطاع غزة غضب الكثير في المملكة المتحدة، على المستوى الرسمي وجهت دعوات لداونينج ستريت للمطالبة بوقف اطلاق النار في القطاع ووقف قتل المدنيين المستمر منذ السابع من أكتوبر، وخرج آلاف المتظاهرين في مسيرات بلندن يطالبون بانهاء الحرب التي يدعمها سوناك.
أحدث الدعوات كانت طلب زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي ستيفن فلين من رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك ان يعترف الأخير بدولة فلسطين خلال جلسة رسمية في البرلمان.
بعد تكرار الدعوات لمجلس العموم لدعم وقف اطلاق النار في غزة، طلب فلين من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وضع الأسس لحل الدولتين من خلال الاعتراف رسميا بفلسطين كدولة ذات سيادة في حد ذاتها.
وفقا لموقع ذا ناشيونال، يأتي ذلك بعد أن توصلت إسرائيل وحماس إلى اتفاق لإطلاق سراح 50 رهينة محتجزين في غزة خلال هدنة مدتها أربعة أيام.
منذ إعلان الاستقلال الفلسطيني في عام 1988، اعترفت أكثر من 100 دولة عضو في الأمم المتحدة بدولة فلسطين، لكن المملكة المتحدة لم تعترف بذلك، وفي فبراير 2021، قالت وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية: "ستعترف المملكة المتحدة بالدولة الفلسطينية في الوقت الذي نختاره، وعندما يخدم هدف السلام على أفضل وجه".
سأل فلين سوناك في استجواب المجلس: "في نهاية المطاف، ليس ما نحتاج إليه هو وقفة في قتل الأطفال، بل نهاية لقتل الأطفال الذين نحتاجهم .. لا أستطيع أن أفكر في وقت أفضل من الآن لرئيس الوزراء للدعوة إلى وقف إطلاق النار الدائم. ولكن بما أنه لن يفعل ذلك حاليًا، فهل سيضع بدلاً من ذلك الأسس لحل الدولتين من خلال الاعتراف أخيرًا بدولة فلسطين؟" "
على الجانب الآخر، قال سوناك إن موقف المملكة المتحدة ظل كما كان قبل عامين، وأضاف: "إننا نؤيد التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض تؤدي إلى قيام إسرائيل آمنة ومأمونة تعيش إلى جانب دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة"
وتابع: "لقد تحدثت مع الرئيس محمود عباس والتقيت به لمناقشة هذه القضية، ونحن واضحون بشأن تعزيز السلطة الفلسطينية وإعادة تنشيط الجهود لإيجاد حل الدولتين .. موقفنا الثابت هو أننا سنعترف بدولة فلسطين عندما يخدم ذلك مصالح السلام على أفضل وجه".
هذه ليست الدعوة الأولى لسوناك للاعتراف بسيادة فلسطين، فيوم الثلاثاء، كتب الوزير الأول حمزة يوسف إلى سوناك وكير ستارمر زعيم حزب العمال يطلب منهما الاعتراف بدولة فلسطين ويوضح للحكومة الإسرائيلية أن "الفلسطينيين فقط هم من يمكنهم الحصول على السلطة في غزة".
وبعد أسئلة المجلس، أضاف فلين: "من المخيب للآمال للغاية أن ريشي سوناك رفض الوقوف في مجلس العموم اليوم والاعتراف بدولة فلسطين - وفشل مرة أخرى في دعم وقف دائم لإطلاق النار يقول رئيس الوزراء إنه سيعترف بفلسطين كدولة عندما يحين الوقت المناسب - الوقت المناسب هو الآن."
وشدد فلين أيضًا على أن التوقف البسيط للقتال في الشرق الأوسط ليس كافيًا ويجب على الحكومة الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار، وقال محدثا سوناك: " أعتقد أننا جميعًا في القاعة متحدون في ارتياحنا للتقارير التي تفيد بأن حماس من المقرر أن تطلق سراح الرهائن في غزة، لكن لا يمكننا أن نغفل ما يأتي على الجانب الآخر من التوقف المؤقت"
وتساءل: "في نهاية أربعة أيام، هل نشهد ببساطة العودة إلى قتل أطفال غزة كل 10 دقائق، أم نختار في هذا المجلس دعم وقف دائم لإطلاق النار؟"
تمسك رئيس وزراء بريطانيا بقراره وقال انه ليسن من الصواب الدعوة لوقف اطلاق النار على الرغم من تصويت برلماني اسكتلندا وويلز الآن لصالح ذلك، وقال: "نحن نرحب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين عشية وضحاها، وهذا شيء دفعنا باستمرار من أجله. بالطبع، نريد أن نرى إطلاق سراح جميع الرهائن بما في ذلك المواطنين البريطانيين، وأحث جميع الأطراف المعنية على تنفيذ الاتفاق بالكامل".
وتابع: "إن ما تم التوصل إليه في الاتفاق يوضح أنه لم يكن من الصواب التوصل إلى وقف لإطلاق النار من جانب واحد. والصواب هو أن نفعل كما فعلنا، وأن نضغط باستمرار من أجل وقف مؤقت لا يسمح فقط بوصول المساعدات إلى الناس في غزة، ولكن أيضًا من أجل إطلاق سراح الرهائن".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة