اعتاد الأهالى فى فلسطين كل يوم على توديع واحد من أفراد أسرتهم أو أصدقائهم أو حتى جيرانهم الذين استشهدوا بعد قتلهم برصاص أو غارة من غارات الاحتلال الإسرائيلى، ولعل الفترة الأخيرة ومنذ إعلان الاحتلال الحرب على غزة، والتى نتج عنها تشريد العائلات واستشهاد العديد من كبار السن والشباب والأطفال.
المشهد المتداول للأب المكلوم
وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعى فى الفترة الأخيرة بمجموعة من الصور والفيديوهات عن الأطفال الذين استشهدوا خلال فترة الحرب ولحظات توديع أهاليهم لهم، ولعل أبرزها لحظة توديع أب فلسطينى لابنته الطفلة التى ظل يحتضنها ويقبلها وهو يرفض الاعتراف باستشهادها أو أنه لن يراها مرة أخرى أو يحتضنها أو يلعب معها مثلما اعتاد كل يوم.
أب يودع أبنته
وظهر فى مقطع الفيديو المتداول له وهو يحتضنها ويتحدث مع من حوله بأنها كانت أول شخص يراه فى يومه، وجميع طلباتها كانت بمثابة أمر له، ويحاول من حوله أن يقنعوه بضرورة الاستسلام للأمر الواقع ويسلم جثتها لدفنها لكنه مازال يرفض أن يستسلم لحقيقة الأمر بأنها رحلت ولن تعد مرة أخرى أو تلعب معه أو تذهب إليه كل صباح لتيقظه من نومه.
لوحة عن لحظة وداع الأب لأبنته
وحاول الأب أن يتحدث معها لعلها تجاريه فى الحديث ويكتشف بأن ما عاشه من لحظات فقدانها ما هو إلا كابوس حلم به متأثراً لما يراه من مشاهد مأساوية كل يوم، لكن بعد محاولاته الكثيرة والتى لم تنتج عن شىء استسلم الأب للواقع المرير الذى عاشه وهو فقدانه لطفلته.
لوحة فنية أخرى
وتعاطف الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعى مع الأب المكلوم وشاركوا فى نشر مقطع الفيديو، وبات الرسامين يرسمون لوحات فنية عن هذا المشهد وأطلقوا عليه اسم "روح الروح" مثلما كان ينادى الأب طفلته الشهيدة.
لوحة فنية عن أب يودع ابنته