على الرغم من ادعائها الزائف بالديمقراطية واحترام الرأى الآخر، إلا أن إسرائيل فى سبيل محوها لأى حقائق تعارض روايتها للأحداث الجارية بدءا من عملية طوفان الاقصى التى بدأت فى السابع من أكتوبر الماضى وما تلاها من عدوان وحشى على قطاع غزة.
ولا تجد الحكومة الإسرائيلية، خاصة وزراء اليمين المتشدد فيها، حرجا فى مهاجمة كل من يشكك فيما تقوله، أو حتى يحاول أن يظهر جانب مختلف لما يحدث. وكان أحدث مثال على ذلك مقترح طرح على حكومة إسرائيل من قبل أحد الوزراء يدعوى لمعاقبة واحدة من أشهر الصحف فى الدولة العبرية لمجرد أنها نشرت تقريرا كشف أنمروحية إسرائيلية تورطت فى قتل الإسرائيليين المشاركين فى حفل موسيقى فى السابع من أكتوبر.
وقدم وزير الاتصالات الإسرائيلى شلومو كرعي، اقتراحا إلى الحكومة بمعاقبة صحيفة "هآرتس" ووقف الاشتراكات معها بداعى "نشر الدعاية الانهزامية والكاذبة والتحريض ضد دولة إسرائيل".
وقال مكتب وزير الاتصالات الإسرائيلي، شلومو كرعي، في بيان، إنه "قدم اقتراحا إلى الحكومة لوقف نشر الإعلانات الحكومية في الصحيفة ووقف الاشتراكات فيها"، وبرر كرعي القرار بما أسماه "النشر المستمر للدعاية الانهزامية والكاذبة والتحريض ضد دولة إسرائيل أثناء الحرب، في صحيفة هآرتس".
وكانت الصحيفة قد نشرت تقريرا، أوضحت فيه أن مروحية عسكرية إسرائيلية أطلقت النيران على مشاركين في مهرجان "نوفا" الموسيقي الذي أقيم بجوار كيبوتس "رعيم".
وأوضح كرعى أنه "قدم للحكومة اقتراحا لاتخاذ قرار بوقف تمويل مؤسسة صحيفة هآرتس، ووقف الإعلانات ورسوم الاشتراك لجميع مستخدمي الدولة، بما في ذلك الجيش الإسرائيلي، والشرطة، وجهاز الأمن العام الشاباك، والوزارات، وأي شركة حكومية".
كما أضاف أن "وقف شراء خدمات صحيفة هآرتس من قبل الهيئات الحكومية سيقلل من الضرر الشديد الذي يشعر به المواطنون الإسرائيليون ليس فقط من المنشورات في الصحيفة، ولكن أيضا من حقيقة أنهم مجبرون على دفع ثمنها من أموال الضرائب".
ووجه الاتهام للصحيفة بـ"الدعاية، مع تقديم الأكاذيب، واستخدام المصطلحات المناهضة للصهيونية والمعادية لإسرائيل".
ولم يتضح بعد إذا كانت الحكومة الإسرائيلية ستقبل بهذا الطلب.
ولم تكن هذه المرة الوحيدة التى تهاجم فيها إسرائيل الصحافة التى تنشر حقائق تسعى لطمسها. ففى وقت سابق هذا الشهر، اتهمت الحكومة الإسرائيلية المصورين العاملين لدى العديد من المؤسسات الإخبارية الكبرى بأنهم "متواطئون" في قتل واختطاف جنود ومدنيين إسرائيليين على يد الفصائل الفلسطينية.
واستغلت حكومة نتنياهو تقريرا صادرا عن مجموعة مراقبة وسائل الإعلام المؤيدة لإسرائيل، "Honest Reporting"، والتي اتهمت منذ فترة طويلة العديد من المؤسسات الإخبارية بالتحيز ضد إسرائيل في تغطيتها للصراع الإسرائيلى مع الفلسطينيين.
وقالت إدارة الدبلوماسية العامة في مكتب نتنياهو إن "هؤلاء الصحفيين كانوا شركاء في جرائم ضد الإنسانية، أفعالهم كانت مخالفة لأخلاقيات المهنة".
ولا يقتصر الأمر على الصحافة. فقد هاجمت حكومة إسرائيل برلمان بلجيكا بعدما رفض أن يعرض فيلما أعده جيش الاحتلال عن الحرب، وهو القرار الذى جاء بناء على اعتراض بعد أعضاء البرلمان.
وزعم وزير الخارجية الإسرائيلى إيلى كوهين أن قرار رئيسة البرلمان البلجيكى عدم عرض الفيلم هو غض طرف عما أسماه "جرائم ضد الإنسانية من قبل حماس".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة