رحلة ابن جبير إلى مصر.. ماذا قال الرحالة الشهير عن أسيوط؟

السبت، 25 نوفمبر 2023 08:00 م
رحلة ابن جبير إلى مصر.. ماذا قال الرحالة الشهير عن أسيوط؟ ابن جبير
عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

زار الرحالة المعروف ابن جبير مصر خلال رحلة شهيرة له سجل فيها مشاهداته في كتاب "رحلة ابن جبير" وقد أتى على ذكر صعيد مصر ومدنه وحواضره فقال: من المواضع التي اجتزنا عليها في الصعيد بعد جبل المقلة الذي ذكرنا أنه نصف الطريق من مصر قوص، حسبما تقدم ذكره، موضع يعرف بمنفلوط بمقربة من الشط الغربى ميامنًا للصاعد في النيل، فيه الأسواق وسائر ماتحتاج إليه من المرافق، وهي بلدة في نهاية من الطيب ليس في الصعيد مثلها، وقمحها بجلب مصر لطيبه ورزانة حبته، قد اشتهر عندهم بذلك. فالتجار يصعدون في المراكب لاستجلابه.

ومنها مدينة أسيوط، وهي من مدن الصعيد الشهيرة، بينها وبين الشط الغربي من النيل مقدار ثلاثة أميال. وهي جميلة المنظر، حولها بساتين النخل، وسورها سور عتيق.

ومنها موضع يعرف بأبي تيج، وهو بلد فيه الأسواق وسائر مرافق المدن، وهو في الشط الغربي من النيل، ومنها مدينة أخميم،وهي أيضاَ من مدن الصعيد الشهيرة المذكورة بشرقي النيل وبشطه، قديمة الاختطاط عتيقة الوضع،فيها مسجد ذي النون المصري، ومسجد داود أحد الصالحين المشتهرين بالخير والزهادة، وهما مسجدان موسومان بالبركة، دخلنا إليها متبركين بالصلاة فيهما، وذلك يوم السبت التاسع عشر لمحرم المذكور.

ويهذه المدينة المذكورة آثار ومصانع من بنيان القبط وكنائس معمورة الآن بالمعاهدين من نصارى القبط.

ومن أعظم الهياكل المتحدث بغرائبها في الدنيا هيكل عظيم في شرقي المدينة المذكورة وتحت سورها، طوله مئتا ذراع وعشرون ذراعاً، وستعه مئة وستون ذراعاً، يعرف عند أهل هذه الجهة بالبربا وكذلك يعرف كل هيكل عندهم وكل مصنع قديم.

 قد قام هذا الهيكل العظيم على أربعين سارية، حاشا حيطانه، دور كل سارية منها خمسون شبراً، وبين كل سارية وسارية ثلاثون شبراً، ورؤوسها في نهاية من العظم والإتقان قد نحتت نحتاً غريباً فجاءت مركنة بديعة الشكل كأن الخراطين تناولوها، وهي كلها مرقشة بأنواع الأصبغة اللازوردية وسواها، والسواري كلها منقوشة من أسفلها أعلاها، وقد انتصب على رأس كل سارية منها رأس صاحبتها التى تليها لوح عظيم من الحجر المنحوت، من أعظمها ما كلنا فيه ستة وخمسين شبراً طولاً وعشرة أشبار عرضاً وثمانية أشبار ارتفاعاً وسقف هذا الهيكل كله من ألواح الحجارة المنتظمة ببديع الإلصاق، فجاءت كأنها فرش واحد، وقد انتظمت جميعه التصاوير البديعة والأصبغة الغريبة، حتى يخيل للناظر فيها أنها سقف من الخشب المنقوش.

وزار ابن جبير القاهرة حيث قصد مسجد الحسين ومسجد الشافعي والقرافة والمدرسة الناصرية والتقى بشيوخ وعلماء وتحدث عن صلاح الدين وعن بعض الرجال الذين أسسوا الدولة الايوبية، وشاهد قلعة الجبل ولم يكن اكتمل بنائها بعد، كما عاين سور القاهرة والخندف والقناطر التي بناها صلاح الدين، وزار أيضا أهرام الجيزة الثلاثة ووصفها، كما وصف مارستان أحمد بن طولون ومصر القديمة وكان جامع بن طولون قد تحول إلى مأوى للغرباء من أهل المغرب حيث يعقدون فيه الدرس ويسكنون به ثم أكمل سفره إلى الصعيد وشاهد المدن الواقعة على النيل.

يذكر أن جبير هو أبو الحسن محمد بن أحمد بن جبير الكناني المعروف باسم ابن جبير الأندلسي ولد في بلنسية سنة 540 هـ، 1145م، وهو جغرافي، رحالة، كاتب وشاعر أندلسي عربي.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة