بالتزامن مع إطلاق منظمة الصحة العالمية أسبوع لرفع التوعية بأضرار تناول المضادات الحيوية، حاور" تليفزيون اليوم السابع" الدكتورة أمل السيد نائب المدير التنفيذي لمستشفيات قصر العينى بجامعة القاهرة ، عن أضرار تناول المضادات الحيوية وأهمية عدم الافراط فى تناولها وتوعية الجمهور والأطباء بأضرارها وسر تحذيرات تناول المضادات الحيوية ،فى ظل توقعات بارتفاع نسبة الوفيات بسبب تناول المضادات الحيوية إلى 10 ملايين مواطن على مستوى العالم بحلولـ عام 2050 .
وقالت الدكتورة أمل السيد فى تصريحات لـ" اليوم السابع" إن نعيش أزمة حقيقية لسوء استخدام المضادات الحيوية وهناك إفراط فى استخدامها وأيضا سوء استخدام ، ونجد بعض الحالات تستخدم المضادات الحيوية بطريقة زيادة عن المحدد والمطلوب بدون داعى ونجد حالات أيضا تستخدمها بطريقة خاطئة، واصبحنا فى أزمة مقاومة المضادات للميكروبات الحيوية وهذا يتضح من قيام منظمة الصحة العالمية بوضعها ضمن أكبر 10 مشاكل عالمية ، وأصبحت سبب رئيسى لزيادة عدد الموتى، والآن أصبح هناك 700 ألف حالة وفاة بسبب مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، وسط توقعات ارتفاع الاعداد إلى 10 مليون حالة وفاة فى عام 2050 على مستوى العالم وهذا العدد يزيد عن حالات الوفاة بسبب الأورام وأصبحنا فى كارثة تتطلب إيجاد حل .
وتابعت نائب مدير مستشفات قصر العينى، أن أكبر حل وأسرع حل يتمثل فى رفع الوعى لمقدمى الخدمة الذى يقدم وصف للأدوية بحيث يكون على علم متى يحتاج المريض لمضاد حيوى من عدمه، بالإضافة إلى ضرورة رفع الوعى لدى الجمهور فى ظل استخدام البعض المضادات الحيوية دون استشارة طبيب وهذه أخطاء تسببت فى الأزمة الراهنة لأنه فى حالة عدم إيجاد حل الآن لن نجد علاج مستقبلا .
وأشارت الدكتورة أمل السيد، أن هناك إفراط فى تناول المضادات الحيوية من الجمهور والأطباء معا، بعض الأطباء تكتب المضادات الحيوية للمرضى فى حالات لا تستدعى ذلك، وعلى سبيل المثال حالات ارتفاع الحرارة أمر لا يوجد تناول مضاد حيوى ولكن خافض للحرارة لأن المضاد الحيوى يعالج ميكروب وليس فيروسى، فضلا عن سوء الاستخدام تتمثل فى أن بعض الحالات تعانى من عدوى بكتيرية وذهبت للطبيب ومنحها العلاج ولكن هناك عدم وعى بخطة العلاج مع تحسن الحالة يتم وقف تناوله وهذا خطأ.
وتابعت نائب مدير قصر العينى، أن كل مضاد حيوى لكل ميكروب له جرعة حسب الصغار والكبار هناك حالات تستدعى تناول المضاد الحيوى 7 أيام وآخرى أسبوعين وهذا وفقا للطبيب المعالج وكل ذلك يتطلب وعى وترتيب كمؤسسة طبية نزيد وعى مقدمى الخدمة عند وصف تناول المضاد الحيوى.
وأكدت أن نزلات البرد معظمها فيروسية خاصة مع دخول الشتاء والمضاد الحيوى لا يؤثر على الفيروسات ولكنه يؤثر على الميكروبات وهناك بروتوكول آخر لعلاج البرد وارتفاع الحرارة ويجب التوجه للطبيب المعالج، بدلا من اللجوء لوصفات الجيران والأصدقاء وتناول مضاد حيوى وهذه عادات خاطئة يجب التوقف عنها والذهاب للأطباء خاصة فى ظل توافر لمؤسسات الطبية التي تقدم الخدمات مجانية.
وتابعت ، هناك إجراءات مناعية مثل الاهتمام بالنظافة العامة والالتزام بالتطعيمات المقررة وأى تحديث لها يمنع العدوى ويمنع استخدام المضاد الحيوى، موضحة أن الافراط فى تناول قد يعرضنا لجائحة بسبب سوء الاستخدام وأزمة مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية ويجب استخدامه بالعقل والعلم ، مشيرة إلى ان قصر العينى نظم دورات لرفع الوعى لدى الأطباء والصيادلة وأيضا أطباء الاسنان والتمريض من خلال برامج تدريبية لمقدمى الخدمات الطبية والاشراف على صرف المضادات الحيوية مشيرة إلى تنظيم أيام توعية بقصر العينى تزامنا مع أسبوع التوعية لمنظمة الصحة العالمية وذلك تحت رعاية الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة والدكتور حسام صلاح عميد كلية طب قصر العينى .
وقدمت الدكتورة أمل السيد عدد من النصائح والتحذيرات لتناول المضادات الحيوية، ومنها منع وجود عدوى من خلال النظافة العام والاهتمام بغسيل اليدين لمنع استخدام المضادات الحيوية، والرجوع للطبيب فى حالة الإصابة بعدوى لوضع جدول الجرعات المحددة والنوع والمدة المحددة، والالتزام بالتطعيمات وفق لأحدث تحديث لها.
جانب من الحوار
جانب من اللقاء
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة