مع بداية الهدنة فى غزة، بدأت عملية إدخال المساعدات الإنسانية وسيارات الإسعاف، وشاحنات الوقود والغاز، إلى القطاع، ودخول عدد من الفلسطينيين العالقين إلى غزة، وتتواصل الجهود لمضاعفة أعداد وكميات المساعدات خلال فترة الهدنة، بما يكفى احتياجات القطاع، مع استمرار بذل جهود سياسية ودبلوماسية وأمنية لوقف العدوان بشكل نهائى.
وبالطبع فإن نجاح الهدنة جاء بجهد كبير لمصر والأطراف المختلفة، ويمنح فرصة لتبادل المحتجزين، قد تكون مقدمة لصفقات أخرى قد تقود لهدنة أطول أو نهائية، وهو أمر قد يكون قريبا، وهناك اتصالات للتوصل إلى وقف العدوان بناء على قناعات أطراف دولية وإقليمية، بأن استمرار العدوان لن يحقق لدولة الاحتلال أى نتائج إضافية، بل ربما يضاعف من احتمالات توسع النزاع وتهديد الأمن الإقليمى. صحيح أن بعض الوزراء فى إسرائيل يهددون بالاستقالة حال وقف إطلاق النار، لكن سوابق المواجهات تشير إلى أن هذه التصريحات سياسية، لكنها لا تعكس رغبة أو قدرة على استمرار العدوان أكثر من ذلك، مع تضاعف الأعباء الاقتصادية والتسليحية على حكومة الاحتلال.
منذ بداية العدوان الذى تشنه قوات الاحتلال على غزة، تمسكت الدولة المصرية بثوابت واضحة تجاه القضية الفلسطينية، ووضعت خطوطًا حمراء للأمن القومى المصرى، غير مسموح بتجاوزها، وتمسك الرئيس عبدالفتاح السيسى بخطاب يجمع بين حسم الخطوط الحمراء للأمن القومى، وتأكيد امتلاك الدولة قوة ردع شاملة، مع حرص على تأكيد أن القوة الشاملة، كانت - وستظل - قوة رشيدة تحمى ولا تهدد أو تعتدى، لكنها قادرة على الحسم وجاهزة للتعامل، انطلاقا من امتلاك مصر لمفاتيح القضية الفلسطينية وخبرات متراكمة فى التعامل مع ملف شديد التعقيد والتداخل.
أكدت مصر رفض تصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير الفلسطينيين إلى خارج أراضيهم، وتمسكت بطرح يقدم السلام ويحسم ضرورة حل أساس القضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية، وقد حرص الرئيس خلال المؤتمر الصحفى الذى جمعه مع رئيسىّ وزراء إسبانيا وبلجيكا، على تأكيد هذا المعنى وموقف الدولة منه، واستمرار دعم القضية الفلسطينية باتجاه الدولة.
وحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى، على تأكيد هذه الرسائل بحسم خلال مؤتمر «تحيا مصر» لدعم الشعب الفلسطينى فى ستاد القاهرة، وأن الدولة المصرية لم ولن تغلق معبر رفح أبدًا، وأن ما يقال عكس ذلك هو مغالطات تنطلق من منصات اعتادت هذا النوع من المغالطات سيئة النية، بينما الواقع أن الدور المصرى واضح ويتناسب مع حجم ودور الدولة المصرية، وجدد التأكيد على أن تهجير الفلسطينيين بالنسبة لمصر خط أحمر «لن نقبل به ولن نسمح به، قابضون على أمننا القومى المقدس، نبذل من أجل ذلك الجهد والدم متحلـين بقــوة الحكمة، وحكمة القوة».
الرئيس استعرض الدور الكبير الذى قام به المجتمع الأهلى متمثلا فى كل المصريين «جمعيات - منظمات - حياة كريمة - تحيا مصر»، بالرغم من الظروف الصعبة، فقد بلغ حجم المساعدات المصرية 75% من كل المساعدات القادمة من العالم.
كانت الدولة المصرية - طوال الوقت، ومنذ بداية العدوان - حاضرة بكل مؤسساتها، وجهودها، تتعامل بحسم، وهو ما أنتج توافقا دوليا تجاه رفض التهجير القسرى، وتصفية القضية الفلسطينية، وحتى الاستعداد لما بعد الحرب، وإحياء مسار الدولة الفلسطينية التى تمثل الهدف الأهم، وهو ما أكده الرئيس أمس: «نحتاج إلى التحرك بشكل مختلف وهو الاعتراف بدولة فلسطينية ودخولها الأمم المتحدة، وهو ما يعكس مسؤولية وجدية من المجتمع الدولى ودفع السلام».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة