لا زالت القصص الإنسانية التى تخرج من رحم معاناة الحرب على الأراضى الفلسطينية تتصدر عناوين الصحف والمواقع العربية، فما يتعرض له أهل غزة يوميًا رجال ونساء وأطفال وكبار السن، من عذاب وقهر يصنف كجرائم حرب، يُدمى القلوب قبل أن تذرف له الدموع، ولعل الأكثر قسوة بين مشاهد القتل والإبادة ما يعانيه أطفال غزة من ويلات الحرب والشعور بالخوف والرعب الدائم من أصوات القذائف وهدير الطائرات.
الطفة الفلسطينية مرح موسي
ووسط هذه الحرب غير العادلة هناك صحفيون ومصورون يضعون أروحهم علي كفوفهم من أجل أن يري العالم الحقيقة ويعرف ما يحدث للمدنيين في غزة عن كثب، ومن بين هؤلاء المصور الصحفي عمرو طبش، الذي ينشر من خلال حسابه علي موقع إنستجرام الأحداث اليومية للحرب على قطاع غزة، ومن بينهم قصة الطفلة مرح موسى "13 عاما"، والتي ظهرت وهي تروي تفاصيل موجعة عن لحظات انتشالها من تحت الركام.
مرح موسي برفقة المصور الفلسطيني عمرو طبش
مرح موسى، عرفها المتابعين لأحداث الحرب على غزة من مشاهد مأساوية ظهرت فيها مغطاة بالركام بعد قصف منزلها في القطاع، وبينما الدماء تغطي وجهها والحجارة والتراب يكسو كامل جسدها، كانت "مرح" تتلو الشهادتين في لحظات صعبة أبكت كل من شاهدها حتى تمكن المسعفون والجيران من انتشالها ونقلها للمستشفى لتلقى الإسعافات اللازمة.
رغم قسوة المشهد وصعوبته على طفلة صغيرة فى مثل هذا العمر، إلا أن الطفلة مرح، خرجت من تحت حطام المنزل قوية وصلبة بفضل إيمانها بالله وعزيمتها التى اكتسبتها من روح القضية الفلسطينية العادلة لأصحاب الأرض المتمسكين بوطنهم في وجه العدوان والاحتلال الغاشم.
تروى مرح في فيديو جديد بعد مثولها للشفاء، نشره المصور عمرو طبش تفاصيل اللحظات الصعبة التى عاشتها بعد القصف وانتشالها من أسفل حطام المنزل، وتقول: "أنا اسمي مرح عمري 13 سنة طلعت من تحت الركام والحمد الله بقيت بصحة جيدة.. اللى حصل كنت بلعب مع بنات من عمري، وفجأة لقيت نفسي تحت شيء أسود مش شايفة حاجة، وقعدت اصرخ عشان حد يطلعني من تحت الركام.. يا جماعة طلعوني طلعوني".
وأضافت مرح باكية: "شالوا عني الحجر وقالولي اتشاهدي بس الحمد الله إيمانى بالله قوي وأنا بصحة جيدة.. بس حسيت إنى خوفت كنت مع أهلي وفجأة لقيتهم مش قدامي مش عارفة وينهم.. كيف؟"، وتابعت: "لما اتشاهدت حسيت حالي قوية والله معى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة