أثبتت العديد من الأبحاث والدراسات أن متوسط عدد ساعات نوم الإنسان يوميا لا يجب أن تقل عن 7 ساعات متواصلة ويفضل أن تكون خلال الليل، وفقا لعلماء جامعة كامبريدج البريطانية.
وعلى الرغم من هذه الدراسات إلا ان هناك أشخاص لا يناموا سوى 5 أيام فقط في الأسبوع، ولا يتمكنوا من النوم يوما الثلاثاء والجمعة، فما هي تفاصيل ذه القصة الغريبة.
في منطقة ألتيبلانو التى تمتد فى وسط جبال الإنديز في غرب دولة بوليفيا بيعيش شعب "الإيمارا"، الذى تعود أصوله للهنود الحمر ، ويقال إنهم السكان الأصليين لبوليفيا فى قارة أمريكا الجنوبية ، ويبلغ تعدادهم نحو مليون شخص ، ويعيشوا في جماعات فى دول بيرو وبوليفيا وتشيلى
وفى هذه المنطقة عاش أسلاف وأجداد شعب الإيمارا فى هذه المنطقة لقرون عديدة قبل أن يتعرضوا لهجمات شعوب الإنكا من الهنود الحمر فى أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر.
ومع حروب الاستقلال الإسبانية الأمريكية (1810-1825)، أصبح الإيمارا رعايا لدول جديدة فى بوليفيا والبيرو، وبعد حرب المحيط الهادئ عام (1879) استحوذت تشيلى على أراضى الأيمارا
ولدى شعب الإيمارا تقاليد غريبة من عدة قرون ولازالوا مستمرين فى اتباعها حتى الأن، ومن بين أغرب عادات هذا الشعب عدم نومهم يوما الثلاثاء والجمعة ، حيث يفضلوا البقاء طوال الليل في تدخين التبغ حتى الفجر اعتقادا منهم أن هذه العادة تطرد الأرواح الشريرة وفقا لما ذكره موقع "ديلى ميل" البريطانى
ويعتقد شعب الإيمارا بشدة فى أن البشر معرضين لأذى الأرواح الشريرة، و"العين الحاسدة"، خاصة يوم الثلاثاء والجمعة من كل أسبوع، ولذلك يقوموا ببمارسة هذه الطقوس من أجل الحماية والتحصين من الشرور، وذلك عن طريق عدم النوم والتجمع لتبادل الأحاديث ، والمسامرة وتدخين التبغ حتى الفجر اعتقادا منهم إن التدخين يُمَكِّن الشخص من التصدى للهواء المحمل بالشرور
وتشمل الطقوس، أيضا عبادة الآلهة والطبيعة بجانب إيمانهم بالمسيحية الكاثوليكية ،بجانب عاداتهم الدينية القديمة ، وفقا لموقع ديلى ميل
ورغم كل هذه المعتقدات، تمكن شعب الإيمارا من أن يكون الصوت القوى في أمريكا الجنوبية، وقدموا للعالم إيفو موراليس أول رئيس لبوليفيا من شعب الإيمارا، فى الفترة من 22 يناير 2006 لحد 10 نوفمبر 2019، كما أعلن نيته الترشح لانتخابات الرئاسة فى عام 2025
ويعد شعب الإيمارا واحد من الشعوب القليلة حول العالم الذين تمكنوا من الاحتفاظ بعاداتهم وتقاليدهم القديمة، من غير تطوير هذه الأفكار والمعتقدات، والسؤال هل سيتمكنوا من الاستمرار في الحفاظ على هذه العادات والتقاليد والطقوس أما أن الأجيال الجديدة ستغير الوضع الحالى ويتمكنوا من النوم طوال أيام الأسبوع؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة