عندما يتهم شخص وقت بكائه بأن "دموعه كدموع التماسيح "، فإن هذا يشير إلى أن الشخص يظهر حزنًا مزيفًا أو غير صادق، ولكن كيف جاءت هذه العبارة إلى الوجود؟ وتأتى الإجابة عبر أسطورة غريبة من العصور الوسطى انتشرت وعززت نفسها لاحقًا في التاريخ الأدبى من خلال أعمال ويليام شكسبير.
تصوير يوليسيس س جرانت
وفى الحقيقة أن قدماء المصريين وفقا لموقع "history extra" كانوا يقدسون الحيوانات بوجه عام لذا كان احترام التماسيح هو ما يمثله ظهور هذا الحيوان، وهو ما يظهر بجلاء في رسومات أحد الآلهة المصرية القديمة "سوبك" وفي هذه الثقافة ولدت العبارة المعروفة حاليا والتي تعنى البكاء المزيف من أجل الحصول على التعاطف الكاذب وهي عبارة "دموع التماسيح".
وحسب موقع ancient orgnins. تعود بنا جذور هذه العبارة إلى القرن الرابع عشر، وهي ترتكز على السرد الشعبي الذي تم تأريخه في "رحلات السير جون ماندفيل"، كانت قصة رحلة مليئة بمغامرات الفارس الشجاع في آسيا، وأثناء رحلته قام بوصف تفصيلي للتماسيح، التي توصف بأن التماسيح تذرف دموع الحزن عندما تنقض على فرائسها وتأكلهم بلا رحمة، وهو تصوير يضيف طبقة من الندم إلى طبيعة المفترس، وقد لاحظ ماندفيل بخيال حي: "هذه التماسيح تقتل الرجال وتأكلهم وهم يبكون".
هذا التصوير، على الرغم من كونه رائعًا، إلا أنه غير دقيق من الناحية العلمية؛ لان التماسيح لديها بالفعل ألسنة، وبينما يمكن للتماسيح أن تذرف الدموع، إلا أن ذلك لا يرتبط بالعاطفة، وتمكنت هذه الرواية من نسج نفسها في نسيج التاريخ الأدبي، حيث أسرت القراء بمزيج غريب من الرعب والتعاطف الذي أثارته التماسيح الباكية.
سافرت أسطورة التمساح الباكي عبر الزمن ولم تجد بصمتها الراسخة إلا في أعمال المايسترو الأدبي ويليام شكسبير، ومن خلال نصوصه الرائعة في القرن السادس عشر، فقد تطورت "دموع التماسيح" من أسطورة من العصور الوسطى إلى لغة معترف بها على نطاق واسع تصور الحزن المصطنع في مسرحيته الشهيرة "عطيل"، وعلى مر القرون، أصبح هذا المصطلح جزءًا راسخًا من اللغة الإنجليزية، ويستخدم لوصف التعبيرات غير الصادقة عن المشاعر.