يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي مناوشاته في بعض المناطق شمال ووسط قطاع غزة، وذلك بإطلاق الرصاص على مستشفيات القدس والاندونيسي، في اليوم الثالث للهدنة الإنسانية المؤقتة داخل القطاع.
وأطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على مجموعة من المواطنين الفلسطينيين كانوا يتفقدون منازلهم في محيط المستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة منهم.
استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر القناصة عددا من المواطنين الفلسطينيين أثناء تفقدهم منازلهم وممتلكاتهم في محيط مستشفى القدس في تل الهوى غرب مدينة غزة، ما أدى إلى إصابة أربعة منهم.
وخلال أيام الهدنة الإنسانية، تمنع قوات الاحتلال الاسرائيلي 1.7 مليون نازح إلى جنوب قطاع غزة، من العودة لتفقد منازلهم وممتلكاتهم التي طال غالبيتها القصف ولحق بها الدمار في وسط وشمال القطاع، أو حتى البحث عن أفراد عائلاتهم المفقودين، بعد أن هددت باستهدافهم.
ودخل العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الـ 51 تواليًا، تزامنًا مع ثالث أيام التهدئة الإنسانية المؤقتة مع توقف الغارات الجوية، واستمرار تجاوزات الاحتلال الاسرائيلي بإطلاق النار في الأطراف الشرقية، وتحليق لطائرات الاستطلاع، مع ترقب الإفراج عن الدفعة الثالثة من الأسرى في إطار صفقة التبادل الجزئية.
أطلقت الدبابات الإسرائيلية النار عدة مرات تجاه المواطنين الفلسطينيين بمناطق شمال غرب غزة وشرق المحافظة الوسطى التي سمع في سماءها تحليقا لطائرات الاحتلال الاسرائيلي صباح الأحد.
أمضى أهالي قطاع غزة ليلة ثانية دون قصف جوي ومدفعي ودون تحليق واضح للطيران الحربي الإسرائيلي، بعد أن عاشوا مساء السبت لحظات ترقب وقلق من احتمال انهيار التهدئة نتيجة تجاوزات الاحتلال الإسرائيلي التي أدت لتأخير إطلاق الدفعة الثانية من الأسرى.
أمضى غالبية المواطنين الفلسطينيين النازحين من سكان محافظات جنوب وادي غزة إلى منازلهم ، وقضوا ليلتهم فيها أو قرب منازلهم المدمرة، فيما بقي في مراكز الإيواء مئات آلاف النازحين من محافظتي غزة وشمالها.
وأكدت مؤسسات حقوقية فلسطينية، أنه مع التهدئة المؤقتة تكشف جزء من الدمار الهائل الذي خلفته الآلة الحربية الإسرائيلية في المنازل والأعيان المدنية والبنى التحتية، في وقت تستمر التداعيات الإنسانية الكارثية للعدوان والحصار المشدد المفروض منذ بداية العدوان الاسرائيلي.
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق، في بيان لهم: إن المشاهد الأولية للأماكن التي تمكنت طواقمهم من زيارتها للأحياء المستهدفة في جنوب وادي غزة، إلى جانب ما أمكن الاطلاع عليه من صور ومقاطع فيديو لجانب من التدمير في محافظة غزة وشمالها، يعكس مستوى غير مسبوق في عمليات التدمير الممنهج التي طالت أيضًا العديد من المعالم التاريخية والتراثية في غزة إلى جانب المؤسسات التعليمية.
وأشارت إلى أن مشاهدات في بلدة خزاعة شرق خانيونس على سبيل المثال أظهرت عمليات تدمير واسعة للمنازل والمساجد والشوارع، وتكرر ذلك في العديد من المناطق حيث اختفت تجمعات سكنية كاملة.
كما أظهرت مقاطع فيديو وثقها مواطنون وصحفيون فلسطينيون في مدينة غزة وبلدات محافظة الشمال، بما في ذلك المناطق التي توغلت فيها قوات الاحتلال الاسرائيلي ولا تزال تتمركز فيها حتى الآن عمليات تدمير واسعة جدًا كان من الواضح أن هدفها التدمير ولم تعبر عن ضرورة متعلقة بالعمليات العسكرية وفق قاعدة الضرورة والتناسب، بحسب البيان.
فيما انتشلت الطواقم الطبية الفلسطينية، السبت، العديد من جثامين الشهداء وبعضها متحلل في عدة مناطق بقطاع غزة في اليوم الثاني من الهدنة الإنسانية المؤقتة.
وانتشلت طواقم الإسعاف الفلسطينية، عددا من جثامين الشهداء من تحت أنقاض المنازل المدمرة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن جزءا كبيرا من الجثث التي عثر عليها متحللة، وذلك جراء بقائها أياما في العراء دون دفن، جراء العدوان الإسرائيلي.
في الضفة الغربية، استشهد خمسة مواطنين فلسطينيين، وأصيب 14 آخرون، واعتقل 11 بينهم جريحان، خلال عدوان الاحتلال الإسرائيلي، على مدينة جنين ومخيمها، والذي تواصل لأكثر من 14 ساعة متواصلة.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية في جنين، فجرا، عن استشهاد الشاب الفلسطيني أسعد الدمج "33 عاما" جراء قصف مسيرة للاحتلال الاسرائيلي، منزلا في حارة الدمج في مخيم جنين.
كما استشهد عدد من الشبان الفلسطينيين وهم عمار محمد أبو الوفا "21 عاما"، وأحمد أبو الهيجا "20 عاما"، محمد فريحات "27 عاما"، الطفل محمود أبو الهيجا "17 عاما" من اليامون، برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي، خلال مواجهات في أماكن متفرقة من جنين ومخيمها.
وأشارت المصادر الفلسطينية إلى أن 14 مواطنا فلسطينيا - بينهم ثلاث نساء - أصيبوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي وجراء قصف المنزل في حارة الدمج، وصفت حالة ثلاثة منهم بالخطيرة.
كانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الاسرائيلي ترافقها جرافة عسكرية، قد اقتحمت مدينة جنين ومخيمها من عدة محاور وسط إطلاق الأعيرة النارية، وحاصرت المستشفى الحكومي ومقر جمعية الهلال الأحمر، ومستشفى ابن سينا، ودمرت الأكشاك أمام المستشفى، ونشرت قناصتها على أسطح بعض البنايات المرتفعة.
من جهته، أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تل أبيب تلقت قائمة المحتجزين المتوقع إطلاقهم اليوم الأحد ضمن صفقة تبادل الأسرى بين تل أبيب وحماس.
وقال مكتب نتنياهو في وقت مبكر، الأحد، إن إسرائيل تلقت القائمة وتم نقل المعلومات إلى عائلاتهم، وفق ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية.
فيما أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، وجود غياب كلي للمؤسسات الدولية عن معاناة قطاع غزة الذي يواجه عدوانا إسرائيليا همجيا منذ نحو شهرين، مشيرا إلى أن هذه المؤسسات لم تقم بواجبها أيضا في أيام التهدئة الجارية.
وأشار إلى أنه عاين حجم الدمار الذي حل بمدينة غزة بسبب العدوان المستمر، مشيرًا إلى أن أيام التهدئة كشفت حجم المجزرة الكبيرة التي ارتكبها الاحتلال بعيدا عن أعين الكاميرات، موضحا أن جهود توثيق جرائم الاحتلال الاسرائيلي تبقى قاصرة أمام هول المجازر، كما يصعب إيصال ما يوثق للعالم بسبب قطع الاتصالات والإنترنت.
وكشف "معروف" عن إلقاء جيش الاحتلال الإسرائيلي 40 ألف طن من المتفجرات على القطاع، واستخدمت أنواعا مختلفة من الأسلحة لم يسبق استخدامها في الحروب السابقة، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال الاسرائيلي لا زالت تتعنت في ادخال المساعدات والمستلزمات الطبية لمدينة غزة وشمالها ضمن بنود التهدئة الجارية.
وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن 800 ألف مواطن فلسطيني لا زالوا في غزة والشمال لم يحصلوا على احتياجهم من المساعدات الأساسية، مشيرا إلى احتياج غزة لمستشفى ميداني كبير، مؤكدا أن مستشفى الشفاء يفتقر لجميع الإمكانيات وبات غير صالح للاستخدام بعد تدمير أجزاء واسعة منه من قوات الاحتلال بعدما فشلت في إيجاد دليل على كذبها وتلفيقها حوله.
فيما نعت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس عدد من قادتها وهم الشهيد أحمد الغندور (أبو أنس)، عضو المجلس العسكري، وقائد لواء الشمال.
وأعلنت الكتائب في بيان مقتضب استشهاد عدد من القادة الميدانيين وهم وائل رجب، رأفت سلمان، أيمن صيام، موضحة أنهم "ارتقوا في مواقع البطولة والشرف في معركة طوفان الأقصى."