تسطر مصر يوما بعد يوم، ملحمة وطنية على أرض العريش لصالح الأشقاء الفلسطينيين ودعمهم منذ اندلاع الأزمة الأخيرة في 7 أكتوبر، وجاء نجاح الدبلوماسية المصرية فى إنهاء أزمة تبادل المحتجزين والأسرى الفلسطينيين، بعد تعثرها، حيث قامت القاهرة بجهود كبيرة ليتم استكمال تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، كما كان مقرر لها والتي تمت عبر معبر رفح.
وأكد سياسيون ونواب، أن الدور المصري القيادي، استراتيچياً وسياسياً وإنسانياً، على امتداد الأزمة منذ اندلاعها يوم 7 أكتوبر الماضي، كُلل من خلال الوساطة المشتركة بالتوصل إلى تلك الهدنة وتبادل الإفراج عبر معبر رفح، بالإضافة إلى دور مصر المُقدَّر كذلك في إجلاء الرعايا الأجانب من القطاع.
وصرح النائب محمود القط عضو مجلس الشيوخ، عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بأن مصر تقوم بمتابعة تنفيذ اتفاق الهدنة بين الجانبين على مدار الساعة و بمنتهى الدقة في جميع التفاصيل فهى الضامن المؤتمن لنجاح تنفيذ جميع بنود الاتفاق و على رأسها تبادل الاسرى و الرهائن و تبذل المؤسسات و الجهات المصرية المعنية جهدا كبيرا و دقيقا جدا لكي يتم التنفيذ بما يمهد لتمديد الهدنة حتى نصل إلى وقف كامل لإطلاق النار.
وأشار في تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى أن هناك حالة من الحذر الشديد وعدم الثقة بين الجانبينن لكنهما يثقان في نزاهة وشرف الضامن لهذا الاتفاق وهو الجانب المصري، وبالتبعية الجهات المصرية المعنية التى تبذل جهدا كبيرا، فالأمر لا يقتصر على خروج أعداد محددة من الجانبين ولكن هناك تفاصيل تخص الأسماء والمراحل العمرية أي خلل بها من الممكن أن يؤثر على مصداقية ونجاح الاتفاق مما يجعل الجانب المصري يقوم بالتدقيق بالكامل في جميع التفاصيل فهناك دائما محاولات للتلاعب بالتفاصيل من الممكن أن تؤثر على نجاح تنفيذ الاتفاق.
وأكد أن المفاوض المصري لديه من الخبرات ما تجعله دائما قادر على احتواء الأمور ليضعها في نصابها الصحيح ، وأدى ذلك إلى دخول مئات الشاحنات والمساعدات إلى الأشقاء في فلسطين، وهو هدف رئيسي لمصر لأنها تضع تقليل المعاناه للفلسطينيين في المقام الأول وكل خطوة نحو وقف إطلاق النار هى في مصلحتهم ، لذلك نجد المؤسسات و الجهات المصرية المعنية تعمل على مدار الساعة و بمنتهى اليقظة و الحذر لتظل حالة الهدوء مستمرة بين الجانبين.
فيما يقول عماد فؤاد مساعد رئيس حزب التجمع، إن جهود مصر الملموسة في التعامل مع أحداث الحرب الإسرائيلية على غزة، أكدت ثقلها الدولي ودورها الإقليمي الفاعل في المنطقة ، لافتا إلى أن سريان اتفاق الهدنة في غزة بين إسرائيل وحركة حماس، كشف عن أهمية وعمق الرؤية المصرية بأن الحل الدبلوماسي للصراع الحالي، هو الطريق الوحيد لتجنيب المنطقة الإنزلاق في حرب شاملة واسعة النطاق.
وأشار مساعد رئيس " التجمع " في تصريحات لـ"اليوم السابع"، إلى أن مشهد الافراج عن المحتجزين الاسرائيليين وتحرير الاسرى الفلسطينيين من السجون ، عزز دور مصر كطرف أصيل في إدارة الصراعات في الشرق الأوسط سواء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أو غيرها من القضايا .
وأضاف أن مصر تتمسك مصر شعبًا وقيادة بضرورة العودة إلى المفاوضات لحسم الصراع على أساس حل الدولتين، وأنه لا بديل عن التوصل لاتفاق شامل ودائم بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، لضمان إحلال السلام لصالح كافة الأطراف .
وأشار فؤاد " إلى أن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في استاد القاهرة الدولي ، خلال مؤتمر «تحيا مصر وفلسطين» ، جاءت في وقتها المناسب تمامًا لقطع الطريق على كل المزايدين على الدور المصري الداعم للشعب الفلسطيني في غزة .
وأوضح مساعد رئيس " التجمع " إلى أنّ مصر نجحت في فرض إرادتها لضمان النفاذ الآمن والسريع، والمستدام، للمساعدات الإنسانية ، رغم رفض إسرائيل وتعنتها ، و وصول المساعدات المصرية لأكثر من 75 % من حجم المساعدات الدولية مجتمعة سواء من الدول - عربية و أجنبية - أو المنظمات ،وهو مأشاد به أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، مثمنًا الجهود المصرية ، ودورها المقدر لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وثمن فؤاد حرص الرئيس السيسي على تأكيد استمرار مصر في القيام بدورها الإنساني والقومي ، في تقديم المساعدات صورة مستمرة عبر معبر رفح إلى الأشقاء في الفلسطينيين في غزة ، رغم الوضع الاقتصادي الصعب .
فيما ثمن الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، الجهود المصرية المبذولة من أجل الحفاظ على استمرار الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، موضحا أن الدبلوماسية المصرية نجحت في إحتواء الأزمة بين إسرائيل وحماس والتى أدت إلى تأخير الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، حيث أعلنت "القسام" تأخير إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى حتى يلتزم الاحتلال ببنود الاتفاق المتعلقة بإدخال الشاحنات الإغاثية لشمال القطاع وفقا لما نصت عليه بنود الاتفاقية.
وقال محسب، إن إسرائيل خرجت أمس تهدد باستئناف القصف الجوى للقطاع حال عدم الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسري، لكن الجهود المصرية نجحت في احتواء الأزمة، لضمان استمرار اتفاق الهدنة المؤقتة بعد الضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي للإلتزام بكافة الشروط التي نص عليها الاتفاق، لافتا إلى أن مصر أجرت اتصالات مكثفة مع طرفي الأزمة من أجل إطلاق سراح المحتجزين، حيث تم 39 أسيرا فلسطينيا مقابل 13 محتجزا إسرائيليا.
وأضاف عضو مجلس النواب، أن الدولة المصرية تقوم بدور تاريخي من أجل إنهاء هذه الحرب تماما، كذلك في دعم القضية الفلسطينية وحماية حقوق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة، بالإضافة إلى مضاعفة الجهود المبذولة من أجل إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى داخل قطاع غزة، لتخفيف معاناة الأهالي الذي يواجهون الحصار ونفاذ السلع الغذائية والأدوية والوقود ويعيشون أوضاعا إنسانية غاية في الصعوبة والتدنى.
وأكد النائب أيمن محسب، أن مصر تعمل بكل جد وإخلاص من أجل تمديد فترة الهدنة وصولا إلى وقف نهائي لإطلاق النار، وهو ما ينعكس في اللقاءات المستمرة التى تعقدها القيادة المصرية والاتصالات المكثفة مع زعماء ورؤساء العالم، من أجل خلق رأي عام عالمي مؤيد لوقف الحرب، مشيرا إلى أن مصر لعبت دورا دبلوماسيا تاريخيا في كشف حقيقة ما يحدث داخل القطاع نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم.
واعتبر الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن نجاح مصر في استكمال تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، في إطار اتفاق الهدنة المؤقتة التي تتم برعاية مصرية قطرية أمريكية، يكشف جهودها الدبلوماسية الرائدة والتي لا غنى عنها في الشرق الأوسط لإحلال السلام والاستقرار، مشيرًا إلى أن الدور المصري القيادي، استراتيچياً وسياسياً وإنسانياً، على امتداد الأزمة منذ اندلاعها يوم 7 أكتوبر الماضي، كُلل من خلال الوساطة المشتركة بالتوصل إلى تلك الهدنة وتبادل الإفراج عبر معبر رفح، بالإضافة إلى دور مصر المُقدَّر كذلك في إجلاء الرعايا الأجانب من القطاع.
وأشار أبوالفتوح، إلى أن كل ذلك يبرز ثقل مصر الاستراتيجي إقليميا ودوليا، والتقدير العالمي لها كعنصر فاعل ومؤثر في عملية السلام بالمنطقة، لاسيما وأن إتمام تلك التسوية في تبادل الأسرى جاءت بفضل الاتصالات الفاعلة بين قطر ومصر مع الجانبين، ومن المتوقع أن تمثل هذه الخطوة تقدمًا حاسمًا في مسار التفاوض المتواصل، مشددًا أن مصر تحرص على استمرار جهودها الدؤوبة لتثبيت الهدنة، والبناء عليها للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وذلك إيمانًا منها بقوة المنطق لا منطق القوة، وبأن العالم يتسع للجميع.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن قطاع غزة يستقبل بموجب الهدنة حوالي 200 شاحنة مساعدات يوميا خلال الهدنة، وذلك في إطار ما تعمل عليه الدولة المصرية من بذل جهود واسعة لتقديم الدعم الفوري والفعال لجهود الإغاثة الإنسانية للقطاع، على النحو الكافي لإعاشة أهالي غزة الذين تعرضت سُبُل عيشهم وأمنهم للتدمير، مشيرًا إلى أن الدولة كانت في صدارة مانحي المساعدات للأشقاء بغزة بنسبة وصلت لـ 80% بما يؤكد أنها دائما في مقدمة من يقدمون السند والعون للفلسطينيين وأنها ستظل بجوارهم حتى الحصول على حقوقهم المشروعة وفق مرجعيات الشرعية الدولية.
وأكد أبو الفتوح، أن القاهرة نجحت في حشد الرأي العام الدولي والإقليمي نحو نبذ فكرة "التهجير القسري" للفلسطينيين ليصبح مرفوض عربيا ودوليا، باعتباره يمثل جريمة دولية ومخالفة صريحة للقانون الدولي والإنساني"، ولما له من مخاطر على الأمن القومي المصري ودول الجوار الفلسطيني، وخطورة اتساع رقعة الصراع اقليميا، لافتا إلى أن القيادة السياسية ستظل تقف حائط صد أمام أي مؤامرات تسعى لتنفيذ تلك المخططات لمنع تصفية القضية الفلسطينية وحماية أمن مصر القومي باعتباره خط أحمر لا مجال للمساس به أو التهاون فيه.