أجواء من البهجة والفرحة تعيشها مئات الأسر الفلسطينية، بعد عودة الأسرى الفلسطينيين، والذين كانوا محتجزين فى سجون الاحتلال الإسرائيلى، حيث يمكن رؤية الفرحة تقفز من عيون العائدين، كما تقفز من عيون منتظريهم، بعد سنوات قضاها الأسرى فى سجون الاحتلال ظلما.
وبقدر الألم الذى سببته همجية الاحتلال فى التعامل مع المدنيين والأطفال والنساء فى قطاع غزة، ما نتج عنها استشهاد أكثر من 20 ألف فلسطينى، إلا أن مشاهد عودة الأسرى إلى منازلهم بعد تلك السنوات، أعادت إلى أهل فلسطين نفحات من النصر.
الأسيرة المحررة إسراء جعابيص، باتت واحدة من أشهر العائدات من سجون الاحتلال الإسرائيلى، بعد 8 سنوات قضتها معتقلة بسبب جريمة لم ترتكبها، حتى تحولت إلى أيقونة المعتقلات الفلسطينيات فى سجون الاحتلال.
إسراء تركت طفلها معتصم وعمره 8 سنوات لتخرج فى صفقة تبادل الأسرى لتجده شاباً ناضجا، حيث انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعى، صورا وفيديوهات مؤثرة أثناء استقبال ابنها لها.
اسراء الملقبة بملكة جمال الحرية
الاحتلال الإسرائيلى لم يكتف بذلك، فحتى بعد تحريرها، اعتدت قوات الاحتلال على مذيعة إحدى قنوات التلفزيون العربية التي تغطي لحظة وصول الأسيرة الفلسطينية المحررة إسراء جعابيص إلى منزلها بالقدس المحتلة، وداهمت قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلى منزل جعابيص، وذلك لمنع أى احتفالات بتحريرها وعودتها لمنزلها فى القدس المحتل.
IDF Soldiers Forcibly Remove Journalists Attempting to Cover the Homecoming of Palestinian Prisoner Israa Jaabis pic.twitter.com/DwvXcK5Cru
— المعتصم بالله 𓋔 (@MoatAwesome_) November 26, 2023
ما حول إسراء إلى أيقونة هو المأساة التى تعرضت لها قبل 8 سنوات، وتحديدا فى 11 أكتوبر 2015 حيث كانت إسراء فى طريقها من مدينة أريحا إلى مدينة القدس، فقد كانت تعمل فى مدينة القدس يوميّاً وكانت تنقل بعض أغراض بيتها إلى سكنها الجديد بالقرب من مكان عملها، وفى ذلك اليوم كانت تحمل معها أنبوبة غاز فارغة وجهاز تِلفاز، وحسب ما ذكرت إسراء للمحققين كانت تشغل المكيف ومسجل السيارة.
عندما وصلت إسراء قبل حاجز الزعيم بأكثر من 1500 متر تعطلت السيارة قربَ مستوطنة معاليه أدوميم، وحدث ماس كهربائى وانفجرت الوسادة الهوائية فى السيارة الموجود بجانب المِقوَد، وهو موجود أصلًا للتقليل من مضاعفات حوادث السير، واشتعلت النيران داخل السيارة فخرجت إسراء من السيارة وطلبت الإسعاف من رجال الشرطة الإسرائيليين القريبين من مكان الحادث إلا أن أفراد الشرطة لم يقدِّموا لها الإسعاف واستنفروا وأحضروا المزيد من رجال الشرطة والأمن.
إسراء قبل الحادث وبعده
وأعلنت الشرطة فى البداية أنه حادثُ سير عادى، ثم ما لبثت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن عدَّ ما حصل عمليةً لاستهداف الجنود الإسرائيليين، واكتشفَ المحققون التلفازَ مع أنبوبة الغاز الفارغة، وانفجارَ الوسادة الهوائية فى السيارة وليس أنبوبة الغاز، وعلموا أن تشغيل المكيف منعَ انفجار زجاج السيارة، لكنَّ المخابرات الإسرائيلية ادَّعَت أن إسراء كانت فى طريقها لتنفيذ عملية.
محاكمة إسراء جعابيص
اعتقلت الشرطةُ الإسرائيلية إسراء، وعقدت لها السُّلطات الإسرائيلية عددًا من الجلسات داخل المستشفى، لصعوبة نقلها إلى المحكمة بسبب حالتها الصحِّية الحرجة، ووجَّهَت لها لائحة اتهام بمحاولة تنفيذ عملية وقتل يهود بتفجير أنبوبة غاز، مع العلم أن الأنبوبة كانت فارغة والانفجار حدث في مقدِّمة السيارة، واستدلت النيابةُ ببعض العبارات المنشورة على صفحتها على فيسبوك.
وبعد مداولات ونقاشات داخل المحاكم الإسرائيلية حُكم عليها بالسَّجن مدَّة 11 عامًا، وغرامة مالية مقدارها 50 ألف شيكل، وكانت المداولات قبل الحُكم قد استمرَّت عامًا، وصدر الحكم فى 7 أكتوبر 2016، وسحبت السلطات الإسرائيلية بطاقة التأمين الصحِّي منها، ومنع عنها زيارة ذويها عدَّة مرات، وفي إحداها منع ابنها من زيارتها، للتحول إلى أسيرة فلسطينية في معتقلات الاحتلال الإسرائيلى، تعانى من الحروق، وبتر أصابعها، ولا تجد علاجا مناسبا بسبب تعسف قوات الاحتلال.