تولى السلطان برقوق بن أنس، الحكم فى مصر، والذى يعد مؤسس دولة المماليك الثانية، في مثل هذه الأيام من شهر نوفمبر من عام 1382، وهو السلطان الملك الظاهر سيف الدين برقوق بن أنس بن عبد الله الشركسى.
لقد ولد برقوق بن أنس فى القفقاس عام "1340 م ـ 740 هـ"، وقد جاء إلى القاهرة وهو في عمر الـ 20 عاما ليلتحق بالجيش المصرى، حيث أتقن فنون الحرب والفروسية، وترقى فى المناصب العسكرية ورتب الإمارة حيث أصبح أمير طبلخانه، ثم أمير آخور ثم أتابكا عام 779 هـ.
فلس نحاسي عليه رنك الظاهر برقوق
عمل على جمع شمل الأمراء الشراكسة وتعزيز مواقعهم فلما نشب النزاع بينه وبين الأمير بركة هزمه وقبض عليه وحبسه، عين مشاركا فى تدبير أمور الدولة "أى وصيا على العرش" بعد وفاة السلطان على بن شعبان وتولية ابنه الطفل الصالح حاجى سلطانا عام 1381م، وبعد إلحاح من الأمراء لرغبتهم في تنصيبه سلطانا فعليا عليهم بدلا من السلطان الاسمي الصغير وافق على ذلك وبويع سلطانا على مصر في 19 رمضان 784 هـ، ولقب بالملك الظاهر سيف الدين برقوق فكان بذلك مؤسس دولة السلطنة الشركسية فى مصر "البرجيين أو المماليك البرجية" بمصر والتي استمرت حتى عام1517 م.
جرت عدة محاولات لعزله، واستطاع أعداؤه في عام 791هـ هزيمته، ونفيه وسجنه في قلعة الكرك في الأردن، لكنه استطاع بمساعدة أصدقائه تحرير نفسه والهرب من سجنه وهزيمة مناوئيه والعودة إلى عرش السلطنة ثانية في عام 792 هـ.
وكان برقوق بن أنس شجاعا ذكيا عارفا بالفروسية ماهرا بلعب الرمح، وقد كان من مآثره، إبطال الضرائب على الثمار والفواكه، وبناء مدرسة وخانقاه ومدفن الظاهر برقوق وجسر الشريعة على نهر الأردن، كانت الحرب على أشدها فى عصره بين تيمور لنك "المغولى" وبايزيد "العثمانى" وكان يسعى كلا الطرفين لإرضائه وأن يكسبه فى صفه، ومن أجل هذا احبه المصريون كثيرًا لدرجة أنه عندما رحل عن عالمنا في 15 شوال 801 هـ، بكى الشعب بشدة، لعدالته ورفقه برعيته، فكان يحب الفقراء ويتواضع لهم، قيل عنه أنه كان أعظم ملوك الشراكسة بلا منازع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة