ما زالت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حتى يومنا هذا وستظل مدافعة عن القضية الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلى ومؤمنة بالحق الكامل للشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحيه واختلاف طوائفه فى العيش بحرية وسلام لا في حروب ودمار، فقد أوضح قداسة البابا تواضروس الثانى فى إحدى عظاته الأسبوعية أنحياة الإنسان أغلى ما يملك فحينما يقوم الإنسان بتدمير الحياة بنفسه يعتبر شر عظيم وسيسقط من رحمة الله.
وأعلن قداسة البابا تأييده التام لموقف القيادة السياسة والرئيس عبدالفتاح السيسى قائلا "نؤيد بكل قلوبنا ما أعلنه الرئيس بأن إزاحة الوجود الفلسطيني من غزة إلى أراضي سيناء المصرية، هو تفريغ للقضية الفلسطينية، أمر مرفوض جملةً وتفصيلًا".، موضحا أن هذا لو حدث فسيتكرر سيناريو 1948، منذ 75 عاما، حينما أبعدوا الفلسطينيين عن بيوتهم وممتلكاتهم.
ولعل تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية زاخراً بالكثير من المواقف والبطولات العديدة للبطاركة على مر العصور في دعم القضية الفلسطينة ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي بتكذيب أفكاره ومعتقداته التي يستخدمها لصالحه طوال الوقت بمصطلحات شعب الله المختار وأرض الميعاد وغيرها، وكذلك محاولات الوقيعة بينهموبين الدولة المصرية والذى ظهر فى عهد البابا كيرلس السادس مع الرئيس جمال عبدالناصر، وكذلك مواقف البابا شنودة الثالث والبابا تواضروس الثانى والذىسيظل موقف الكنيسة طول الوقت.
الخطاب المزور للبابا كيرلس السادس
"إنهم يحاولون الوقيعة بيني وبين بابا الأقباط كيرلس".. كان هذا تعليق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على قضية شغلت الرأى العام حول خطاب قيل إن"البابا كيرلس"، بطريرك الكنيسة المرقسية، أرسله إلى بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل في يوم 1 يوليو 1960.
وكان من الممكن أن تحدث فتنة بين المسيحيين والمسلمين بسبب هذا الخطاب المزعوم الذي دارت قصته بين القاهرة والقدس وبيروت وبغداد.
وفى كتابه عبد الناصر والبابا كيرلس، يذكر الكاتب الصحفي محمود فوزي القصة كاملة، قائلا إن الخطاب المزور حمل توقيع البابا وسكرتيره ، ووكيل عام البطريركية وخاتم الكنيسة، وكان الكلام مكتوبا على ورق تم تزويره ليبدو أنه خاص بالكنيسة.
نص الخطاب المزور
"وجاء نصر الخطاب المزور كالآتى: من كيرلس السادس المدعو بنعمة الله بابا بطريرك الاسكندرية والنوبة والحبشة والخمس مدن الغربية وجنوب أفريقيا والسودان والشرق الأدنى وسائر الكرازة المرقسية إلى السيد بن جوريون رئيس حكومة إسرائيل المؤيدة بنعمة الرب".
وإننا لا يسعدنا إلا أن نرفع قلوبنا وأيدينا إلى الله جل وعلا أن يكلأ رجال حكومتكم بعنايته ويحرسكم بقوة واقتدار وعظمة مجده وأن يشتت شمل من يقف فيطريقكم، وأن يكون مصيرهم الغرق في البحر الأحمر، وذلك لأنه بعبادة موسى النبى خلص بنو إسرائيل من عبودية فرعون قديما وشق لهم في البحر طريقا ونحن ندعو لكم بالنصر على مراوغة القرن العشرين.
وبهذه المناسبة السعيدة لسفر ابننا القمص "مكارى السريانى"، السكرتير الروحي الأول، لحضور مؤتمر الكنائس العالمى فى أمريكا، نبعث لسيادتكم بتحياتنابشموله بصالح الدعوات، ونأمل أن تكون هذه الرسالة فاتحة خير وبركة للشعب الإسرائيلى كله، كما يسعدنا جدا أن نعتبر هذه الرسالة بمثابة استعطاف سيادتكم بأن تسمحوا للدكتور الأنبا باسيليوس مطران القدس والشرق الأدنى بتحصيل ما يخص الأقباط من إيرادات شهرية تحت رعايتكم، وهذا كل ما طلبعلى حسب تعليمات سيادتكم ونعمة الرب تشملكم.