يقيم منتدى الشعر المصرى ندوة لمناقشة ديوان "أنا جائع يارب" للكاتب الصحفى والشاعر كريم عبد السلام ويناقش الديوان النقاد عيد عبد الحليم وهويدا صالح وأحمد إبراهيم الشريف، ويدير الندوة الكاتب الصحفى على عطا.
ديوان "أنا جائع يا رب" هو الديوان السابع عشر فى مسيرة الشاعر الكبير كريم عبد السلام ، الذى يعتبر أحد الأصوات البارزة فى قصيدة النثر المصرية والعربية الجديدة ، ويأتى بعد مسيرة حافلة ومتنوعة بالأعمال الشعرية شديدة الخصوصية والتى تمثل مسارا مختلفا يبدأ بالجماعة الإنسانية وهمومها ومعاناتها وتطلعاتها وينتهى بفتح المجال أمام الوعى الجمالى بقصيدة النثر العربية ، منها : "الأب وقصائد المطر"1993 ـ " بين رجفة وأخرى" 1996 ـ "باتجاه ليلنا الأصلى" 1997 ـ "فتاة وصبى فى المدافن" 1999 ـ "مريم المرحة" 2004 ـ "نائم فى الجوراسيك بارك" 2006 ـ " قصائد حب إلى ذئبة" 2010 ـ "كتاب الخبز" 2011 ـ "قنابل مسيلة للدموع" 2011 ـ "أكان لازما يا سوزى أن تعتلى صهوة أبى الهول" 2014 ـ "مراثى الملاكة من حلب" 2015ـ "وكان رأسي طافياً على النيل " 2017- " الوفاة السابعة لصانع الأحلام" 2018- " ألف ليل وليل "2019 -" شاى مع الموت" 2020- "محاولة لإنقاذ جيفارا" 2021.
يتضمن ديوان "أنا جائع يا رب" عشرين قصيدة ، وتقع فى نحو 96 صفحة من القطع المتوسط ، وتبدأ بالقصيدة الافتتاحية " أيها البعوض المحترم" وتنتهى بقصيدة ختامية بعنوان " مدينة الحدائق المعلقة" ، وما بين القصيدة الافتتاحية والقصيدة الختامية سبع عشرة قصيدة قصيرة بالإضافة إلى نص طويل ، يمكن اعتباره العمود الفقرى للديوان أو المتن الرئيسى الذى يقوم عليه الديوان ويحمل عنوان الديوان فى الوقت نفسه " أنا جائع يارب"، وهو مونولوج طويل أو مناجاة على غرار خطابات ومواقف المتصوفة مع الذات العلية بما تحمله من بث وشكوى ودعاء وتساؤلات ومحبة وصلاة وابتهال وإسرار ولجوء وعبور على كل الوسطاء بين العبد وربه.
والديوان بقصائده العشرين وضمنها بالطبع القصيدة الرئيسية، مفاجئ فى التقاطاته وقصائده والتفاتاته ، وبعيد عن التيارات والسياقات المألوفة فى القصيدة العربية ، فهو تنويعات على حال الجوع ، بما يشير إلى هزيمة روحية وعجز عن الرؤية ونقص فى ما تقوم عليه النفس حتى تقدر على مكابدة الحياة ومشاقها وتجاربها ، يقول الشاعر فى قصيدة " أنا جائع يا رب" : " ها أنا أواصل التجوال / عسى أن تلقى بشيئ من الطعام على رأسى/ ولكنك لا تنظر إلى/ أنا لا أقصد أن أرفع صوتى /ولكن ضجيج السيارات عال من حولى / يتشاحنون ويقهقهون ويهافون / زحام وأنا متعب/ زحام والغربان تنهش رأسى/زحام ولا أجد علامة/ وأنا أمشى وأنظر إليك"
يذكر أن الشاعر كريم عبد السلام صدر له عام 2011 ديوان بعنوان "كتاب الخبز" وفيه يستعرض المكابدة اليومية للبسطاء فى سبيل الحصول على رغيف العيش ، وما يمثله الخبز فى الذاكرة الشعبية للمصريين ، وكيف أنه معادل للحياة ورابط أساسى فى العلاقات الإنسانية وقيمة يتم الاستناد إليها فى الحكم على الأشخاص ، ومن هنا يعتبر ديوان " أنا جائع يا رب" قطعة بازل فى جدارية الشاعر كريم عبد السلام المعنية بقضايا المهمومين والمحرومين والمهمشين والضعفاء ورصد أحوالهم ومعاناتهم ولحظاتهم القصوى فى الفرح والحزن والأمل والألم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة