فى مدينة أسوان تجد المناظر الخلابة وسحر الطبيعة ومياه النيل الصافية، فوقها السماء الزرقاء ورمال الجبال الصفراء وأفرع الأشجار الخضراء تنبت وسط الصخور الصماء ذات الألوان الجرانيتية المختلفة.
ووسط هذه الطبيعة الربانية، يقف هذا الرجل محدقًا ببصره نحو السماء تارة ونحو الأشجار تارة أخرى ليرصد أسراب الطيور بأنواعها وأشكالها المختلفة، بعد أن أصبح مولعًا بمراقبة الطيور فى الحياة البرية، أنه "إسماعيل خليفة" مراقب الطيور ومصور الحياة البرية فى أسوان.
وطوال الوقت يقف إسماعيل خليفة فى هذه الطبيعة، الخلابة بمدينة أسوان، ليرصد الطيور المهاجرة من خلال عدسة المنظار ويحرص على التقاط صور لها بواسطة كاميرا له ويدون ملاحظاته فى ورقة خارجية، دون أن يشعر بملل من متابعة الأنواع الفريدة من الطيور المختلفة وهو يرتدى قبعته للحماية من أشعة الشمس، ويردد قائلًا: "سبحان الخالق".
قال مراقب الطيور إسماعيل خليفة، لـ"اليوم السابع"، إن رحلتى مع الطيور بدأت عندما كنا أطفال صغار نشأنا فى قرية صغيرة جنوب الصعيد وكانت الحيوانات عمومًا تلعب دورًا مهمًا فى حياتنا، بداية من الذئب الرابض فى حقول القصب وانتهاءً بصغار الخراف والحيوانات المنزلية التى كنا نلعب معها.
وتابع أن الطيور كانت جزء أساسى من الروتين اليومى، كصياح الديوك وقت الفجر، وزقزقة العصافير إيذانًا ببداية يوم جديد، ونعيق الغراب المتربص بصغار الدجاج المنزلى وصوت اليمامة أو القمرية المميز الذى يقطع صمت منتصف النهار، وكان أشهر طائر هو العصفور الدورى، والذى كنا نسميه "الزرزور"، وكنا أحيانًا نهشه من على العيش الشمسى "الروغفان" وكان يعشش فى كل بيت من بيوت القرية تقريبًا، والطائر الثانى كان اليمامة الضاحكة والتى كنا نسميها "القمرية" وكان صوتها الجميل هو أبرز ما يميزها.
وأشار إلى أنه بعد أكتر من 30 سنة عرف أن "الزرزور" اسمه العصفور الدورى أو الـhouse sparrow، وعرف أيضًا أن اليمامة الضاحكة lauphing dove ليست هى طائر القمرى أو الـturtledove، رغم التشابه وصلة القرابة الكبيرة بينهما، موضحًا أن الطيور كانت حاضرة فى كل مراحل حياته وفى كل الأماكن التى عاش وعمل فيها، ما بين محافظات الأقصر وجنوب سيناء وأسوان.
وأضاف مراقب الطيور، أنه فى عام 2019 بدأ يقرأ أكتر عن الطيور وزاد اهتمامه بها، وأنشأ حساب على موقع eBird الشهير، لتسجيل مشاهدته من الطيور، وكان يصور طيورًا لا يعرف أسمائها، ولكنه كان ينشر الصور على جروب Birding Egypt التى ساعدته كثيرًا فى التعرف على عشرات الأنواع من الطيور البرية، حتى أتيحت له الفرصة فى عام 2021 للحصول على تدريب نظرى وعملى لتنمية المهارات الأساسية لمراقبة وتعريف الطيور برعاية منظمة طيور الشرق الأوسط OSME والجمعية المصرية لحماية الطبيعة NCE ومحميات نهر النيل بأسوان وتنفيذ سوبيك بلانيت للخدمات البيئية، معلقًا: "كانت فرصة عظيمة أدخلتنى إلى عالم الطيور من أوسع أبوابه".
وكشف، عن أن مراقبة الطيور هواية عالمية يمارسها ملايين الأشخاص حول العالم، وأمريكا وحدها بها 45 مليون شخص يراقبون الطيور، سواء داخل حدائق منازلهم أو مراقب طيور نشط يتجول لمشاهدة الطيور، لافتًا إلى أن مراقبة الطيور ليست مجرد هواية فقط ولكن مشاهدة الطيور مفيدة لأنها تساعد فى الصعيد الفردى على تحسين الحالة المزاجية وتقليل الضغوط الحياتية، ومشاهدة الطيور تعلمنا الصبر وتساعدنا على اكتشاف ذاتنا من جديد ونتعلم سلوكيات جديدة زى الصمت والتأمل وكمان تساعد على الإبداع من خلال الإلهام لمجرد رؤية الطيور فى بيئتها الطبيعية، وفوق هذا فإن مشاهدة الطيور تساعد على النشاط وفيها قدر من الرياضة لأنك تضطر تمشى مسافات كبيرة فى بيئات مختلفة حتى ترى طيور جديدة، وعلى الصعيد الجماعى، فإن مراقبى الطيور يلعبون دورًا مهمًا فى مساعدة العلماء والباحثين فى دراسة انتشار وتوزيع الطيور حول العالم وهجراتها وتتبع أعدادها واختلاف سلوكيات هجرتها ومدى تأثير بعض الظواهر مثل التغيرات المناخية عليها، والعلماء يسجلون هذه البيانات ويحللونها ويجرون دراسات على الطيور من خلالها وهذا متعارف عليه علميًا باسم "علوم المواطنين".
وأكد "خليفة"، أنه التقط مئات الصور للطيور المهاجرة والمقيمة بأنواعها المختلفة، وكان له شرف المشاركة فى أكبر معرض لمصورى الطيور فى مصر، موضحًا أن مصر بها أكثر من 400 نوع من الطيور المقيمة والمهاجرة، ويتم تصنيف الطيور من خلال الصفات الشكلية زى الحجم وشكل المنقار واللون وغيرها، لافتًا إلى أن أسوان تعد ثانى أكبر محطة للطيور البرية بعد البحر الأحمر، وبحسب موقع eBird المتخصص فى رصد الطيور حول العالم، فإن أسوان وحدها تضم 300 نوع من الطيور ما بين طيور مقيمة بشكل دائم فى أسوان وبين طيور مهاجرة تمر بأسوان أثناء هجرتها لأفريقيا.
وأوضح، أن الطيور البرية المقيمة فى أسوان، منها اليمامة الضاحكة والعصفور المنزلى والغراب الأبقع والزقزاق البلدى والإوزة المصرية ودجاجة الماء والفرخة السلطانية والبط الحديدى والبلشون الأبيض الصغير وأبو القردان والكروان السنغالى والوروار الأخضر الصغير وصياد السمك الأبقع والهدهد والسنونو والبلبل وتمير وادى النيل وغيرهم، أما الأنواع المهاجرة فهى بط الكيش والبلبول الشمالى والشرشير وأبو معلقة والبجع والفلامنجو والحجوالة والزقزاق المطوق والطيطوى وأبو فصادة والوروار الأوروبى والغاق وغيرها.
إسماعيل خليفة مراقب الطيور
إسماعيل خليفة
البلشون الرمادى
الطيور البرية فى أسوان
الكروان
الوروار الأزرق
بقويقة سلطانية
بلشون أرجوانى
رصد رحلة الطيور المهاجرة
صحفى اليوم السابع مع مراقب الطيور
طيور النورس
طيور برية فى السماء
مراقب الطيور
مراقبة الطيور
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة