تحولت الرياح ضد رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو بسبب الحرب على غزة وحتى بعد التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة برعاية مصرية قطرية أمريكية، وأشارت استطلاعات الرأي المتعددة إلى أن التأييد الوطني لنتنياهو وائتلافه الحاكم ينهار.
وقالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إنه في بداية الحرب، احتشدت أحزاب المعارضة الإسرائيلية لدعم المجهود الحربي الإسرائيلي، مع انضمام زعيم حزب الوحدة الوطنية بيني جانتس إلى الحكومة في زمن الحرب - لكن الشقوق بدأت في الظهور.
وقال زعيم المعارضة في البلاد، يائير لابيد، إن الوقت قد حان لاستقالة رئيس الوزراء الذي تولى ست فترات، ودعا حزب الليكود بزعامة نتنياهو إلى الإطاحة به. لكن لابيد لم يذهب إلى حد الدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة، قائلا بدلا من ذلك إن على الليكود أن يقدم زعيما بديلا.
وقال لابيد للقناة 12 الإسرائيلية: "لا يمكننا أن نسمح برئيس وزراء فقد ثقة الجمهور، سواء من الناحية الاجتماعية أو الأمنية."
وعلى الصعيد الشعبى، خسر نتنياهو الدعم مع تركيزه على العملية العسكرية وتجاهله للرهائن الذين احتجزتهم الفصائل منذ هجوم 7 أكتوبر ، وألقت عائلات الرهائن باللوم على نتنياهو لفشله في توقع الهجوم وفشله فى إطلاق سراحهم رغم استمرار العملية العسكرية لـ48 يوما قبل التوصل إلى هدنة سمحت بالإفراج على بعض الرهائن على مدار 4 أيام.
ونقلت "سى إن إن" عن أوفير دغان قولها إن "نتنياهو يتحمل المسئولية الأكبر" واتهمته بالفشل فى الاستعداد للهجوم بسبب انشغاله بالإصلاح القضائي. وقالت إنها تعرف يهوديت فايس، التي عثر عليها ميتة هذا الأسبوع في غزة بحسب الجيش الإسرائيلي.
ويعتبر الكثيرون هجوم 7 أكتوبر بمثابة انتهاك للعقد الأمني الذي أبرمه نتنياهو مع الناخبين الإسرائيليين، بعد أن أمضى سنوات في تصوير نفسه على أنه الشخص الوحيد الذي يمكنه حماية الدولة.
ويقول مراقبو إسرائيل إنه قضى وقتًا أطول في التقاط الصور مع القوات بالقرب من غزة بدلاً من الاعتذار عن إخفاقات الماضي.
وفي الشهر الماضي، تعرض نتنياهو لانتقادات حادة لاتهامه قادة الأمن بالفشل في تحذيره بشأن الهجوم الوشيك، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي ثم تراجع عنه وحذفه. في ذلك الوقت، أصدر نتنياهو اعتذارا نادرا وقال إن رؤساء الأمن الإسرائيليين ما زالوا يتمتعون "بدعمه الكامل". ورفض الرد على شبكة سي إن إن عندما سئل عما إذا كان سيتحمل مسئولية الإخفاقات الأمنية التي حدثت في 7 أكتوبر.
ويعتقد الكثير من الإسرائيليين إن نتنياهو ليس مرتبطا بالشعب، وأنه عندما تنتهي الحرب، ويعود الرهائن، ستكون هناك حكومة جديدة.
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى تحليل لسيمون تسيدال تحت عنوان "الضغط على نتنياهو بدأ في الظهور الهدنة تظهر أن شيئاً ما قد تغير"، إن الاتفاق مع الفصائل لإطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين الذين تم احتجازهم في 7 أكتوبر مقابل وقف القتال في غزة يعكس تغييراً في مسار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تبنى موقفاً متشدداً منذ بداية أسوأ حالة أمنية في إسرائيل منذ 50 عاما.
وقال الكاتب إن نتنياهو وحكومته الحربية، التي تضم وزير الدفاع المتشدد يوآف جالانت، يتعرضان لضغوط شديدة من جانب عائلات الرهائن لبذل المزيد من الجهد ، ونظموا مسيرة ضخمة استمرت خمسة أيام إلى القدس المحتلة الأسبوع الماضي. ويتهم بعض الأقارب نتنياهو بالتعامل مع أحبائهم كمسألة ثانوية.
ويعزو المعلقون الإسرائيليون التغير الواضح في موقف القيادات إلى هذه الضغوط الفعّالة التي يمارسها الأقارب، ولكن أيضاً إلى الإدراك المتأخر بأن قوات الدفاع الإسرائيلية والمؤسسة الأمنية تتحملان واجباً تجاه مواطني إسرائيل يتجاوز تدمير حركة حماس.
وأضاف الكاتب "لقد حدث تغيير على الجانب الإسرائيلي، كما كتب كاتب العمود في صحيفة هآرتس عاموس هاريل. يبدو أن هذا ينبع بشكل رئيسي من إدراك جالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتزل هاليفي أنه من المستحيل التركيز فقط على الهجوم العسكري في شمال غزة.
وكتب هاريل قائلا "إن مؤسسة الدفاع، باعتبارها المسئولة عن الفشل الذريع الذي أدى إلى وقوع هجوم 7 أكتوبر، يجب أن تبدأ في تصحيحه. والتصحيح لا ينتهي باحتلال الأراضي وقتل المسلحين. أولاً وقبل كل شيء، يتطلب الأمر بذل جهد لإعادة الأمهات والأطفال بين الرهائن إلى ديارهم على الأقل."
وبحسب ما ورد، فإن مجلس الوزراء الحربي منقسم حول هذه القضية منذ أسابيع، مع اقتناع المتشددين، بما في ذلك نتنياهو، بأن الضغط العسكري المستمر هو أفضل وسيلة لإضعاف الفصائل وإطلاق سراح الرهائن. ويرى آخرون أن إسرائيل يجب أن تحصل على ما تستطيع الحصول عليه الآن، مهما كان غير مرض، قبل أن تصبح الضغوط الدولية للتراجع في غزة غير قابلة للمقاومة.
وأضاف الكاتب إن تحول نتنياهو ربما يكون لتأثره بلقائه الشخصي مع عائلات الرهائن، بعد أسابيع رفض خلالها مقابلتهم. وأكد أن نتنياهو وحزبه الليكود فقدا ثقة معظم الناخبين. وتشير استطلاعات الرأي إلى أنهم سيخسرون الانتخابات إذا أجريت الآن.