جعل الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب من دعم إسرائيل حجر أساسيا فى سياسته الخارجية خلال ولايته، لكنه خلال الأسابيع الماضية قدم رسائل مختلطة حول كيفية تعامله مع حرب غزة اذا كان رئيسا للولايات المتحدة.
فى البداية انتقد ترامب القيادة الإسرائيلية بسبب الفشل الاستخباراتى الذى نتج عنه هجوم فصائل المقاومة المباغت على قوات الاحتلال فى السابع من أكتوبر الماضى، واكد منذ ذلك الحين دعمه لتل ابيب مشيرا إلى أن الصراع بين إسرائيل وفصائل المقاومة يجب أن يستمر.
وفقا لصحيفة ذا هيل، قدمت تعليقات ترامب ومواقفه السياسية أدلة حول كيفية تعامله مع الموقف، وقدمت لمحة عن كيفية اختلافه هو والرئيس بايدن وهما لرجلان الأكثر احتمالا أن يكونا على البطاقات الانتخابية فى نوفمبر 2024 حول قضية رئيسية فى السياسة الخارجية.
الرهائن
وانضم ترامب إلى الجمهوريين الذين ينتقدون إدارة بايدن بسبب تعاملاته مع الرهائن، ومن بينهم إسرائيليون وأمريكيون ومواطنون أجانب آخرون، احتجزتهم فصائل المقاومة خلال عطلة نهاية الأسبوع، فى اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة، وافقت إسرائيل وحماس على وقف القتال للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح موجة من الرهائن الإسرائيليين لكن الموجتين الأوليين لم تشملا أى أمريكيين.
وكتب ترامب يوم السبت على حسابه فى منصة تروث سوشيال: "هل لاحظ أحد أن حماس اعادت اشخاص من دول أخرى لكنها لم تعيد حتى الآن اسير رهينة أمريكيا واحد؟.. هناك سبب واحد فقط لذلك وهو عدم احترام بلدنا أو قيادتنا"، ولكن سرعان ما تغير ذلك، عندما كانت أبيجيل إيدان، البالغة من العمر 4 سنوات، وهى مواطنة أمريكية إسرائيلية، من بين الرهائن الثلاثة عشر الذين تم إطلاق سراحهم كجزء من فترة التهدئة يوم الأحد.
وقال مستشارون سابقون أنه لو كان ترامب رئيسا، لكان من المحتمل أن يرسل روبرت أوبراين، مستشاره السابق للأمن القومى وكبير مفاوضى الرهائن السابقين، إلى الشرق الأوسط للعمل على تأمين إطلاق سراح الأمريكيين الذين احتجزتهم حماس دفعة واحدة.
الوضع الإنسانى فى غزة
وبحسب التقرير، كان أحد العناصر الرئيسية فى نهج إدارة بايدن تجاه الحرب هو دعمها المتزايد لوقف المساعدات الإنسانية الذى يسمح جزئيًا أيضًا للمدنيين بمغادرة غزة إلى أماكن أكثر أمانًا.
وقال ترامب إنه سيرفض دخول اللاجئين من غزة إلى الولايات المتحدة، ودعا إلى إجراء فحص أيديولوجى لأولئك الذين يدخلون البلاد.
كانت علاقة الرئيس الأمريكى السابق شائكة مع القادة الفلسطينيين أثناء وجوده فى منصبه، فى عام 2018، قالت إدارة ترامب إنها لن تنفق ما يقرب من 200 مليون دولار من التمويل المخصص لمساعدة الفلسطينيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة.
لكن من غير الواضح كيف كان سيتعامل ترامب مع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة خلال الصراع المستمر، الذى استشهد فيه عشرات الآلاف من الفلسطينيين فى الغارات الجوية الإسرائيلية وكذلك الهجوم البري. ولم يتحدث ترامب عن هذا الجزء علنًا، ولم تستجب حملته لطلبات التعليق.
وقال الجنرال كيث كيلوج، الذى عمل فى مجلس الأمن القومى خلال إدارة ترامب، فى مقابلة أنه كان سينصح باتباع ما وصفه بـ" نهج أصعب بكثير" من الذى تتبعه إدارة بايدن فيما يتعلق بالمساعدات لغزة، وقال: "أعتقد أنه يتعين عليك النظر إلى الأمر بشكل كلى، ومن ثم كان الرئيس سينظر إليه بشكل كلي".
الحد من الخسائر فى صفوف المدنيين
ترامب لم يدعو إسرائيل علنا إلى ضبط النفس أو محاولة الحد من الخسائر فى صفوف المدنيين أو عدم استهداف المنشئات الإنسانية الامنة، والقيام بذلك سيكون متعارضًا مع خطابه العدوانى فى كثير من الأحيان أثناء وجوده فى منصبه، عندما كان يعادى دولًا مثل كوريا الشمالية والصين فى كثير من الأحيان.
وبدلًا من ذلك، أشار ترامب إلى أن القتال المطول بين إسرائيل وفصائل المقاومة قد يكون أمرًا لا مفر منه بسبب العداء الطويل الأمد بين الجانبين.
وقال ترامب فى مقابلة: "لدينا حرب مستمرة ومن الأفضل أن نسمح لها بالمضى قدما.. ربما يجب ترك الامر يستمر لان الكثير من الناس يموتون".
وتابع: "لا توجد كراهية مثل كراهية الفلسطينيين لإسرائيل والشعب اليهودى وربما العكس أيضا.. لا اعرف الامر ليس واضحا ولكن ربما تكون هذه هى الحقيقة"، وأضاف: "لذلك فى بعض الأحيان علينا أن نترك الأمور تسير كما هى ونرى ما سيحدث فى النهاية"، ووصف ما يحدث فى غزة بانه "لا يصدق".
واقترح ترامب فى المقابلة أن على إسرائيل أن تقوم بعمل أفضل فى العلاقات العامة، وقال: "بصراحة، لأن الجانب الآخر يتفوق عليها على جبهة العلاقات العامة. هذه جبهة مهمة جدًا فى جميع أنحاء العالم.. لذا عليهم أن يقوموا بعمل أفضل".
احتجاجات فى الداخل
أحد المجالات التى تحدث فيها ترامب صراحة هو الرد على موجة من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التى اندلعت فى جميع أنحاء الولايات المتحدة فى الأسابيع التى تلت بدء الحرب، حيث ادانها الرئيس الأمريكى السابق مشيرا إلى أن تلك الاحتجاجات لا تنتمى لأمريكا.
وقال: "عندما تنظر إلى المظاهرات الجارية فى الولايات المتحدة، يتفاجأ الناس للغاية عندما يرون، كما تعلمون، 50 و100 ألف شخص يتظاهرون، ويقولون: أيها الفلسطينيون، نحن إلى جانب" "الفلسطينيون"،.. أود أن أقول: انتظر لحظة، ما الذى يحدث هنا؟".