يعتبر مسجد أحمد بن طولون بالقاهرة واحدا من المعالم الإسلامية المهمة وقد جسده الفنان الفرنسي جوزيف فيليبرت جيرولت دي برانجى عام 1843 في عمل فنى اعتمد أسلوب الطباعة الحجرية.
ويعتبر "جوزيف فيليبرت جيرولت دي برانجي" من أوائل المستخدمين للكاميرا الداجيرية التي اخترعها لويس داجير في بدايات اختراع الفوتوغرافيا، ولقد اكتسب شهرته بعد قرن ونصف من رحلته في الشرق لأنه كان رائدا في مجال التصوير.
شغل الولع بعلم الآثار وبالفن المعماري العربي الإسلامي الفنان الفرنسي الذى عاش في القرن التاسع عشر بين عام 1804 و1892 ودفعه ذلك إلى القيام برحلة إلى الشرق في ربيع سنة 1842 حاملا معه كاميرا الداجيرية، وذلك بعد أن ألف كتابين تطرق فيهما إلى المعالم العربية في إسبانيا وصقلية وفقا للمكتبة الوطنية الفرنسية.
اهتم بتصوير الرحلات وتمثل 800 صورة داجيرية (لوحات فوتوغرافية فريدة وهشة وغير قابلة للاستنساخ) وهى وثائق مرئية فريدة من نوعها خاصة وأنها تمكن من اكتشاف الكثير من المواقع الأثرية التي تغيرت وربما دمرت فيما بعد.
وبعد إقامته في "الفيلا ميديسيس" بروما، قام "جيرولت دي برانجي" بزيارة اليونان ثم القاهرة والإسكندرية وتجول في المواقع الأثرية الموجودة بآسيا الوسطى "متجنبا في معظم الأحيان اتباع المسالك التقليدية"وتواصلت جولته لثلاث سنوات لتشمل الأرض المقدسة وبعلبك ودمشق وحلب.
ولم يكن التصوير يمثل بالنسبة للفنان "جيرولت دي برانجي" سوى أداة سخرها في فن الرسم إذ إنها مكنته من الحصول على محاكاة دقيقة لمعالم وتفاصيل معمارية واعتنى بترتيب الصور التي لا تعد ولا تحصى فدون مكان وزمان التقاطها ولكنه لم يفكر أبدا في عرضها وعندما أصدر "معالم عربية في مصر و سوريا و آسيا الوسطى" و "معالم و مناظر طبيعية من المشرق"، لم يشر أبدا إلى أنه اعتمد على الصور التي التقطها لرسم مطبوعاته الحجرية.
واصل استعمال الطريقة الداجيرية في التصوير إلى حدود سنة 1850، ويتجلى ذلك في الصور التي التقطها في سويسرا و في بيته الرائع المشيد حسب النمط المشرقي وسخر بقية حياته لزراعة الورود والفواكه الاستوائية في الدفيئات الزراعية مما جعله يظهر للناس كشخص غريب الأطوار.
لوحة الفنان الفرنسى
