نشأ الكاتب الفرنسي أندريه مالرو الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده حيث ولد في 3 نوفمبر عام 1903 عصاميًا مغامرًا فغادر إلى الهند الصينية حيث شارك في تأسيس صحيفة ذات توجهات مضادة للاستعمار الفرنسي ثم قبض عليه بعد ذلك بقليل حيث وجهت له تهمة تهريب الآثار وسجن في سنتي 1923م و 1924م.
عاد بعد ذلك إلى فرنسا وألف أولى رواياته «الطريق الملكي» والتي نشرت سنة 1930 لكن شهرته الحقيقية بدأت في 1933 حين نشر رواية «الشرط الإنساني» المتأثرة بالثقافة الصينية وفاز عنها بجائزة جونكور.
وبمتابعة هذا الخط من الحياة يمكن فهم تقلبات الحياة بوجه عام لكن يمكن الحكم على طبيعة شخصية أندريه مالرو بأنه مغامر وعموما فإن شخصية المغامر تنسى ما جرى وتبدأ في الخطوة الجديدة وهذا أهم ما يميزه فلو أن كاتبا مثله اتهم بالإتجار في الآثار في بلد غير بلده لانتهى مستقبله.
بالعودة إلى قضية إتجاره في الآثار فإن العريضة التي أطلقتها زوجته، والتي حملت توقيعات أشهر رجالات الفكر والفن الفرنسيين مثل أندريه جيد وأندريه برتون وفرانسوا مورياك ولويس أراجون وإدمون جالو وعشرات آخرين، حالت دون تنفيذ الحكم.
ظهرت أول أعمال مالرو المنشورة، بمقال بعنوان «أصول الشعر التكعيبي»، في مجلة الحدث في عام 1920 ومنذ ذلك الحين تردد مالرو أيضًا على الوسط الفني والأدبي الباريسي في تلك الفترة، حيث قابل شخصيات مثل: ديمتريوس غالانيس وماكس جاكوب وفرنسوا مورياك وجاي دي بورتاليز وأندريه سلمون وجان كوكتو ورايموند راديجيه وفلورنت فيلس وباسكال بيا ومارسيل أرلند وإدموند جالو وبيير ماك أورلان.
وفى عهد شارل ديجول الذى حكم فرنسا بين عامى 1958و 1969 استدعى ديجول صديقه مالرو وزيرا مفوضا لدى رئاسة مجلس الوزراء، وأصبح فما بعد ملحقاً للإعلام، وأخيراً وزير دولة لشؤون الثقافة.
أُعجب مالرو بشكل خاص بنظرية نيتشه عن العالم الذى يعيش في حالة من الاضطراب المستمر وبيانه «أن الفرد نفسه لا يزال أحدث مخلوق» وهو المسؤول تمامًا عن جميع أفعاله كما اعتنق مالرو نظرية نيتشه عن الإنسان الأعلى وهو الرجل البطولي والممجد الذي سيخلق أعمالًا فنية رائعة والتي ستسمح له بالانتصار على أي شيء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة