تحول قطاع غزة بعد بدء الحرب السابعة الأكثر دموية الي تشنها اسرائيل لـ "مقبرة أطفال" حيث تواجه العائلات خيارات مؤلمة أثناء بحثها عن الأمان وسط تكثيف قوات الاحتلال من الغارات الجوية.
قالت صحيفة واشنطن بوست أن الغارات الإسرائيلية على مخيم اللاجئين في خان يونس بالقطاع تقدم لمحة عن الدمار الذي خلفته الحرب، وقالت لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة يو الماضي في بيان دعا إلى وقف إطلاق النار إنه لا يوجد منتصر في حرب يقتل فيها آلاف الأطفال.
روي رجل فلسطيني يدعى يوسف شرف، 38 عاما، مأساته لواشنطن بوست حيث فقد الكثير من أفراد عائلته من بينهم ابناءه الأربعة وزوجته ووالديه وأشقائه الثلاثة وشقيقتيه وأعمامه وزوجاتهم والعديد من أطفال العائلة.
قال يوسف شرف أنه يحاول منذ أكثر من أسبوع انتشال جثث أطفاله الأربعة المدفونين تحت منزله المدمر في مدينة غزة، وقال عبر الهاتف مع واشنطن بوست: "كانت جميع العائلات هناك من المدنيين الذين كانوا يبحثون عن حياة بسيطة..كنا نظن أننا نعيش في مكان آمن".
ويشكل الأطفال 2 من كل 5 وفيات بين المدنيين في غزة، وذلك فقا لجيسون لي، مدير منظمة إنقاذ الطفولة في الأراضي الفلسطينية. ولا يشمل ذلك نحو 1000 طفل، بحسب تقديرات المجموعة، ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض.
وقال لي :"نحن الآن في وضع يقتل فيه طفل كل 10 دقائق".
وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم اليونيسف،: "لقد أصبحت غزة مقبرة للأطفال، وأضاف: "إنه جحيم حي للجميع".
وأشارت نيويورك تايمز الى ان معظم أطفال غزة عاشوا بالفعل حروبا متعددة، ما يقرب من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون شخص – وهي واحدة من أكثر المناطق الحضرية كثافة في العالم – تقل أعمارهم عن 18 عاما ومعظم الذين ولدوا منذ عام 2007، لم يغادروا غزة قط بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض في العام نفسه.
ووفقا للأمم المتحدة، نشأ الأغلبية في فقر ولم يتمكن سوى عدد قليل منهم من الحصول بشكل منتظم على الرعاية الطبية الكافية أو التعليم أو المياه النظيفة، وأضافت أن بعض الأطفال النازحين يعيشون في الشوارع أو في خيام في مخيمات مؤقتة. وفي كل مكان في غزة، هناك نقص حاد في المياه والغذاء والدواء.
كما أشار التقرير إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية، والتي هي بالآلاف ومستمرة ليلا ونهارا، من الشمال إلى الجنوب، التي يقول الجيش الإسرائيلي أنها تستهدف المقاومة فقط، تسقط أيضا على المنازل والمدارس ودور العبادة.
خلال ثلاثة أسابيع فقط من الحرب، تجاوز عدد الأطفال الذين قتلوا في غزة العدد الإجمالي للقتلى في جميع مناطق النزاع في العالم في أى عام منذ عام 2019، حسبما ذكرت منظمة إنقاذ الطفولة الخيرية العالمية يوم الأحد الماضي حيث استشهد أكثر من 3600 طفل فلسطينى فى غزة وفقا لوزارة الصحة فيه.
وتم ضربهم فى غارات جوية وسجقهم بصواريخ وحرقهم بانفجارات وتحطيهم تحت أنقاض المبانى. وكان من بين مواليد جديد وصغار ومن كان يحب القراءة أو يطمح لأن يكون صحفيا، وأطفال ظنوا أنهم سيكونون فى أمان داخل كنيسة.
وأشار التقرير إلى أن حوالى نصف سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أقل من 18 عاما، ويمثل الأطفال 40% من الشهداء فى هذه الحرب. وأظهر تحليل أجرته أسوشيتدبرس لبيانات وزارة الصحة فى غزة الصادرة الأسبوع الماضى أنه حنى 26 أكتوبر الماضى، استشهد 2001 طفلا تحت سن الثانية عشر، بينهم 615 كانوا فى عمر ثلاث سنوات أو أقل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة