يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لاستئناف عملياته العسكرية في قطاع غزة حال عدم التوصل لتمديد الهدنة الإنسانية لأيام إضافية، فيما أكدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن تل أبيب أبلغت الوسطاء بأنها غير معنية باستعادة جثث في المرحلة الحالية من الهدنة، مشيرة إلى رفض حكومة الاحتلال للإفراج عن أسرى فلسطينيين أحياء مقابل تسلم جثامين.
في المقابل، أعلنت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة حالة الاستنفار الكامل في صفوف المقاتلين، استعدادا لاستئناف القتال مع جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يتعاطى بشكل إيجابي مع أي جهود لتمديد الهدنة في القطاع خلال الفترة المقبلة.
وتتواصل الجهود المصرية والقطرية بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية لتمديد الهدنة الإنسانية والتوصل لاتفاق جديد بين حركة حماس والجانب الإسرائيلي، وذلك رغم التحديات والصعوبات التي تواجه الوسطاء في الدفع نحو تمديد الهدنة الإنسانية لأيام إضافية في غزة.
كان ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات قد قرح بأنه تم تمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة بجهود مصرية قطرية مكثفة، لمدة يوم واحد اليوم الخميس، موضحا أن الهدنة تتضمن حتى الآن، الاتفاق على الإفراج عن عدد 10 من المحتجزين الإسرائيليين، والإفراج عن 30 فلسطينياً، مع استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى شمال وجنوب قطاع غزة بنفس الكميات المتفق عليها في أيام الهدنة الستة السابقة.
وأشار رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إلى أن هناك اتصالات مصرية قطرية مستمرة لتمديد الهدنة الإنسانية لمدة يومين إضافيين، سعيا لوقف إطلاق النار والإفراج عن من مزيد الأسري والمحتجزين وإدخال مساعدات إنسانية وإغاثية أكثر لقطاع غزة، موضحا أن الجهود المصرية القطرية المكثفة، أسفرت عن تجاوز العديد من العقبات التي كانت تواجه تنفيذ اتفاق الهدنة اليوم.
وأكد ضياء رشوان أن مصر تتابع عن كثب تنفيذ اتفاق الهدنة الانسانية اليوم، معلنا أن القاهرة تحث الطرفين على الالتزام بما تم الاتفاق عليه، وأنها ستواصل بذل أقصى جهودها لضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى شمال وجنوب قطاع غزة.
وتنتهي الهدنة الإنسانية في قطاع غزة على تمام الساعة السابعة صباح يوم غد الجمعة، وهو ما يخشاه عدد كبير من المواطنين الفلسطينيين الذين يطالبون بوقف كامل وشامل لوقف إطلاق النار والعودة إلى حياتهم الطبيعية، وذلك في ظل المعاناة الكبيرة التي يعيشها سكان القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي.
في القدس، قتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين، وأصيب 6 آخرون بجروح بينهم 3 في حالة خطيرة في عملية إطلاق نار في مستوطنة راموت في القدس المحتلة، نفذها فدائيان شقيقان مقدسيان قبل استشهادهما.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن جهات طبية مقتل 3 مستوطنين أحدهم الحاخام إليمالك واسرمان كبير الحاخامات في أشدود، وإصابة ستة آخرين بجروح بينهم حالات خطيرة في العملية.
وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بمقتل مستوطنة ومستوطنين بعد إصابتهما في عملية إطلاق النار بالقدس، إلى جانب إصابة 6 مستوطنين آخرين منهم 3 حالتهم خطيرة.
وذكر جيش الاحتلال في بيان لها أن شخصين وصلا إلى مدخل القدس المحتلة وأطلقا النار على مستوطنين في محطة للحافلات، قبل إطلاق النار عليهما وقتلهما على يد الجنود الإسرائيليين ومستوطن كانوا بالقرب من المكان.
بحسب الإعلام الإسرائيلي، ترجل شخصان فلسطينيان من سيارة أحدهما كان يحمل مسدسًا والآخر بندقية، وأطلقا النار تجاه مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين في محطة للحافلات في مستوطنة راموت في القدس المحتلة، وقتلا ثلاثة منهم وأصابوا 6 آخرين بجروح منهم 3 حالتهم خطيرة.
وأظهر مقطع فيديو فلسطينيا يطلق النار تجاه المستوطنين قبل أن يطلق جنود الاحتلال النار تجاهه عند مدخل المستوطنة.
بدورها، تبنت حركة حماس في بيان رسمي لها عملية القدس الشرقية، مؤكدة أن المنفذين ينتمون لكتائب عز الدين القسام وهما مراد محمد النمر "38 عاما"، إبراهيم محمد نمر "30 عاما"، من بلدة صور باهر، وهما أسيران محرران سابقًا.
ولاحقًا داهمت قوات الاحتلال الاسرائيلي منزلي الشهيدين الفلسطينيين واعتقلت عددًا منهم.
في الضفة الغربية، استشهد شاب فلسطيني وأصيب أربعة أخرون برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات، فجر الخميس، أمام سجن عوفر العسكري في بلدة بيتونيا غربي رام الله.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد الشاب فادي مؤيد بدران "21 عاما" غرب رام الله، متأثرا بإصابته بالرصاص الحي في الصدر، كما أصيب 4 فلسطينيين بالرصاص الحي بالأطراف، وإصابتين بعد السقوط أمام سجن عوفر العسكري.
وقالت مصادر فلسطينية إن مواجهات اندلعت بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي التي اقتحمت البلدة بأعداد كبيرة، وشرعت بتفريق المواطنين الذين احتشدوا أمام سجن عوفر العسكري حيث كانوا بانتظار الإفراج عن أسرى فلسطينيين ضمن الدفعة السادسة من اتفاق الهدنة.
على جانب آخر، أحيت الأمم المتحدة، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي يتم تنظيمه سنويا، ضمن فعاليات يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة قراراها رقم 181 (II) المعروف بقرار تقسيم فلسطين، وفي أحلك الأوقات ظلمة على القضية الفلسطينية.
وبدأت فعاليات هذا اليوم العالمي الذي تنظمه اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف بالتعاون والتنسيق مع البعثة المراقبة الدائمة لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، باجتماع خاص، ألقى فيه المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التي عبر فيها عن الشكر والامتنان لشعوب العالم التي هبت في كل أصقاع الأرض تضامنا مع الشعب الفلسطيني ومع نضاله وحقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال والعودة، ولقادة الدول الذين استجابوا لأصوات شعوبهم ومواقفها، ولأولئك الذين يؤمنون بعدالة القضية الفلسطينية وحق شعبنا غير القابل للتصرف في الحياة والحرية وتقرير المصير.
ونوه إلى أن يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني يأتي هذا العام في وقت عصيب يتعرض فيه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لتهديد وجودي واستهداف متعمد ومنهجي للمدنيين، في حين يتعرض شعبنا في الضفة الغربية، بما فيها القدس، لاعتداءات واسعة النطاق وخطيرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي ومليشيات المستعمرين الإرهابيين، بهدف الاستيلاء على أرض الشعب الفلسطيني ومقدراته.
وشدد على أن السبب الرئيس لهذا التصعيد الخطير مرده غياب الحقوق وتجاهلها، وغياب المساءلة، مؤكدا أنه يتوجب على العالم ألا يقف متفرجا على كل ما تقوم به إسرائيل من قتل ودمار واعتقال وتهجير للشعب الفلسطيني، والبحث عن حل جذري للاحتلال ووجوده على أرض دولة فلسطين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة