أسابيع قليلة تفصلنا عن الاستحقاق الانتخابى الأهم فى تاريخ مصر وهو الانتخابات الرئاسية، حيث يشارك جميع أبناء الوطن فى اختيار رئيس لبلادهم، ولأن الكنيسة جزء أصيل من مكونات المجتمع المصرى، فإنها تحث أبنائها على المشاركة وبقوة فى هذا العرس الانتخابى من أجل مستقبل مشرق لبلدنا.
البابا تواضروس
تحدث قداسة البابا تواضروس الثاني، فى بدء عظة الأربعاء الأسبوعى ، فى كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بدير الملاك البحرى، عن الانتخابات الرئاسية التى تجرى بعد أيام، وشجع المصريين فى الخارج وفى الداخل على المشاركة فى الانتخابات والتعبير عن رأيهم بالمشاركة، حيث قال قداسته: "أذكركم بأن المشاركة فى الانتخابات الرئاسية أمر وطنى بالدرجة الأولى، الانتخابات ستبدأ يوم 1 ديسمبر للمصريين فى الخارج وتستمر لثلاثة أيام، وأشجع كل المصريين على التوجه إلى أماكن الاقتراع والسفارات والقنصليات والتعبير عن الرأى بالمشاركة".
وأكد قداسة البابا أن المشاركة فى الانتخابات الرئاسية من أشكال تأكيد المواطنة، "فمن علامات كونك مواطنًا مصريًّا مرتبطًا بوطنك أن يكون لك صوت وتعبر عن اختيارك، وأنت صاحب الاختيار".
وعن المرشحين الرئاسيين المشاركين فى الانتخابات قال قداسته: "المرشحون الرئاسيون الأربعة كانت لهم لجان تنسق أعمالهم، ولقد استقبلنا اللجان الأربعة فى المقر البابوى، وتحدثنا معهم واطلعنا على ما لديهم من محتوى ورؤية يريدون تقديمها، ويبقى الاختيار لكل مواطن مصرى".
وأضاف قداسته: "بسبب وجود مواطنين خارج مصر لأهداف كثيرة، إتاحة الانتخاب فى الخارج فرصة مناسبة وقوية، والدولة خصصت لهذا الأيام الثلاثة الأولى من شهر ديسمبر قبل الإجازات ليعبر المصريون عن مشاركتهم، ورغم أن الوصول للجنتك قد يكون متعبًا، يكفى شعورك بأن لك مسؤولية ودور ومشاركة فى العملية".
ونبه قداسة البابا مستمعيه قائلًا: "لا تصدق ما يُقال من كلام بأن أحد المرشحين الرئاسيين "ناجح ناجح"، فيصيبك الكسل أو التهاون عن المشاركة، هذا خطأ! عبِّر عن رأيك وكن أمينًا وشارك واختر من تريد".
ووجه قداسته حديثه للمواطنين فى الداخل فقال: "نشجع المواطنين المصريين فى الداخل على المشاركة فى الانتخابات أيام 10 و11 و12 ديسمبر، وشجعوا بعضكم بعضًا، هذا ليس وقتًا للكسل، لكى يكون ضميرك مستريحًا أنك مارست حقك الدستورى كمواطن فى هذا الاستحقاق الذى لا يتكرر إلا كل بضعة سنوات، خاصةً مع التسهيلات التى تقدمها الدولة فى عملية الاقتراع من أعداد وأماكن اللجان وسهولة العملية ذاتها".
الطائفة الإنجيلية
ورحب الدكتور أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية بالمرشح الرئاسى، فريد زهران معربًا عن تقديره الكبير بالزيارة، وأشار خلال حواره مع فريد زهران على أهمية تشجيع المصريين على المشاركة الفعالة الإيجابية والتحلى بالمسؤولية، كأساس لبناء مجتمع قوى ومترابط، وقال: "مشاركة المواطن الإيجابية جزء من قضايا الوطن الهامة، وطرف فاعل ومؤثر فى تقرير مصير البلاد".
وذكر أندرية زكى رئيس الطائفة الإنجيلية أن المتابع الجيد للظروف الإقليمية والدولية يمكنه أن يدرك بسهولة عِظَم حجم التحديات والصراعات والنزاعات الجيوسياسية، التي تحيط ببلادنا، وبالإضافة إلى هذا، فقد أكدت التحدِّيات والظروف الراهنة أيضًا على أهمية الوعي المجتمعي لدى المواطنين، مما يعزز بدوره التكاتف والتعاون بين المواطنين، ويدعم قيمة الحوار وتعزيز الثقة بين الأفراد والمؤسسات، ويشجع على المشاركة الإيجابية المبنية على إدراك قوي لحجم المسؤوليات الفردية والمجتمعية.
وأضاف: إن الحديث عن المشاركة الإيجابية للمواطن يتطلب أولًا معرفةً جيدةً وشاملة لمفهوم المواطنة؛ فلا يمكن حصر المواطنة في معنًى سياسيٍّ فقط؛ لذا يمكننا تعريفُ المواطنة باعتبارها "عمليةً شاملةً تتجاوزُ المساواةَ لتصلَ إلى العدالةِ بواسطةِ ربطِ الحقوقِ السياسيةِ بالحقوقِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ والثقافيةِ". وبأنها تفاعلٌ بينَ الناس والجغرافيا، تتعلقُ بحقوق المواطنين وتتصلُ بالمكانِ المقيمين عليه، وتعززُ من شرعيَّةِ كلٍّ من المفهومِ الإقليميِّ والوطنيِّ.
بطريرك الكاثوليك
وأوضح الأنبا إبراهيم إسحاق بطريرك الأقباط الكاثوليك خلال لقاؤه مع حملة المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسى إن الكنيسة لديها دور في العمل الاجتماعي للتكوين والتوعية والتنشئة وضمنها أن يهتم المواطن بدوره الوطني، وأن يدلي بصوته في الانتخابات، وهذا ما ينصحوا به الشباب دائما في كل مناسبة، مشيرا إلى أنه رغم التحديات التي تواجهها مصر إلا أن القيادة السياسية مازالت تقود عجلة التنمية، مؤكدًا أنهم يحرصون على تنمية روح الولاء للطلاب في المدارس.
وأصدر بطريرك الأقباط الكاثوليك بيانا رسميا حث فيه أبناء الكنيسة الكاثوليكية بمصر والخارج على المشاركة في الانتخابات الرئاسية.
وطالبت الكنيسة أبناءها بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة، التزاما بالواجب الوطني، لما فيه خير المواطن المصري ورفعة وأمن الوطن الحبيب مصر.
نص البيان
الآباء المطارنة الاجلاء الكهنة والرهبان والراهبات كل أبناء شعبنا الحبيب سلام ومحبة في يسوع خلال ألفي عام من التاريخ، انخرطت الكنيسة الكاثوليكية في العالم بعدة طرق. إحدى هذه الطرق كانت العمل السياسي والاجتماعى.
وتكرم الكنيسة من بين قديسيها العديد من الرجال والنساء الذين خدموا الله من خلال مساهمتهم السخية في الأنشطة السياسية والإدارية. (من رسالة مجمع عقيدة الايمان للأمور السياسية 2002).
واليوم من الضروري أن نواصل هذا الواجب الكنسي. ومن ثم، نحت أبناءنا وبناتنا في مصر وبلاد الانتشار (المهجر) على المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة، التزاما بالواجب الوطني، لما فيه خير المواطن المصري ورفعة وأمن الوطن الحبيب مصر.
وأود أن تتكاتف كافة المؤسسات الكنسية والأنشطة الرعوية لرفع وعي الشعب بأهمية المشاركة الفعالة ودعم المبادرات التي تشجع وتمكّن المواطنين من أداء واجب التصويت. متحدين في الصلاة من أجل خير وسلامة بلدنا مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة