سجل الذهب انخفاض خلال الأسبوع الماضي لينهي سلسلة من المكاسب استمرت لثلاثة أسابيع استطاع الذهب خلالها ربح 174 دولار للأونصة، حيث فشل الذهب خلال الأسبوع الماضي استغلال ضعف الدولار الأمريكي الذي تأثر سلباً باجتماع الفيدرالي وتقرير الوظائف الأمريكي.
وانخفض سعر الذهب الفوري خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.7% ليغلق تداولات الأسبوع عند المستوى 1992 دولار للأونصة وكان قد سجل أدنى مستوى خلال الأسبوع عند 1969 دولار للأونصة وأعلى مستوى عند 2007 دولار للأونصة.
خلال شهر أكتوبر ارتفع الذهب بنسبة 7.3% ليربح 135 دولار للأونصة وسجل أكبر ارتفاع شهري منذ مارس الماضي، ويمحو بذلك جميع الخسائر التي سجلها الذهب خلال الربع الثاني والثالث من العام مجتمعين، حيث كان المعدن النفيس قد شهد انخفاض خلال الربع الثاني بنسبة 2.5% وخلال الربع الثالث بنسبة 3.7%.
تثبيت الفائدة الأمريكية
قام البنك الاحتياطي الفيدرالي بتثبيت أسعار الفائدة عند منطقة 5.25% - 5.50% خلال اجتماعه الأسبوع الماضي ليستمر على التشديد النقدي حتى الوصول إلى مستهدف التضخم عند 2%، إلا أن نبرة البنك جاءت أقل تشدد من المعتاد الأمر الذي انعكس بالسلب على أداء الدولار.
ترك رئيس البنك جيروم باول الباب مفتوح أمام رفع جديد في أسعار الفائدة، ولكن الحذر الواضح في خطابه وبيان السياسة النقدية للبنك دفع الأسواق إلى توقع أن دورة رفع أسعار الفائدة قد انتهت لهذا العام وأن الخطوة القادمة ستكون استمرار الفائدة عند هذه المستويات لفترة من الوقت.
استطاع الذهب بعدها أن ينهي التصحيح الذي بدأه منذ بداية الأسبوع ويبدأ في الارتفاع مجدد بدعم من تراجع الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى صدور بيانات تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي عن شهر أكتوبر الذي شهد تعيين 150 ألف وظيفة مقارنة مع القراءة السابقة 297 ألف، بالإضافة إلى ارتفاع معدل البطالة بنسبة 3.9% من 3.8%.
توقعات المتداولين الآن على العقود المستقبلية للفائدة الأمريكية تشير إلى احتمال بنسبة 95% أن يترك البنك الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة دون تغيير خلال اجتماع شهر ديسمبر المقبل، بعد أن كان الاحتمال بنسبة 80% قبل صدور بيانات قطاع الوظائف الأمريكية.
الدولار الأمريكي شهد انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.5% وفقاً لمؤشر الدولار ليسجل أدنى مستوى منذ 6 أسابيع، حيث انخفض يوم أمس الجمعة بعد صدور بيانات الوظائف بنسبة 1%.
العائد على السندات الأمريكية
أما عن العائد على السندات الحكومية الأمريكي لأجل 10 سنوات فقد انخفض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 5.5% ليسجل أدنى مستوى منذ 5 أسابيع عند 4.484%.
على الرغم من تراجع مستويات الدولار وعوائد السندات إلا أن الذهب فشل في الحفاظ على تداول ثابت فوق المستوى 2000 دولار للأونصة، وذلك بسبب تراجع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية ليفقد الذهب الداعم الأساسي الذي ساعده على الارتفاع طوال الثلاثة أسابيع الماضية.
على الرغم من استمرار الصراع في قطاع غزة إلا أن فكرة عدم توسع نطاق الحرب وعدم دخول أطراف جديدة في الصراع ساعد على تخلي المستثمرين عن الحذر والابتعاد عن استثمارات الملاذ الآمن خلال الفترة الحالية.
اتضح هذا مع ارتفاع مؤشر الأسهم S&P500 خلال الأسبوع الماضي بنسبة 5.6% ليسجل أعلى مستوى منذ أسبوعين، بالإضافة إلى انخفاض حاد في مؤشر VIX والذي يعد مؤشر الخوف أو مؤشر التقلبات الاقتصادية، حيث انخفض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 30% وسجل أدنى مستوى في 6 أسابيع.
من جهة أخرى نجد أن عمليات البيع على الذهب لم تسيطر بعد على أداء المعدن النفيس، وذلك بسبب الانخفاض الحالي في مستويات الدولار وعوائد السندات، وبالتالي لا يوجد دافع قوي لدفع أسعار الذهب إلى الهبوط.
ينتظر الذهب أسبوع هادئ بعض الشيء ويخلوا من الأحداث والبيانات الهامة وذلك بعد أسبوع مليء بقرارات البنوك المركزية والبيانات الاقتصادية الهامة. هدوء الأحداث خلال هذا الأسبوع سيعمل على تقييم المستثمرين لسوق الذهب ولمستقبل السياسة النقدية للبنك الفيدرالي، وبالتالي قد نشهد تحركات عرضية للذهب قبل تحديد اتجاه واضح.
مجلس الذهب العالمي
خلال الأسبوع الماضي أعلن مجلس الذهب العالمي عن تقرير اتجاهات الذهب خلال الربع الثالث، حيث أظهر ارتفاع الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية بمقدار 337 طن وهو ثالث أكبر مستوى شراء خلال ربع سنوي في بيانات مجلس الذهب العالمي، ولكنه أقل من مشتريات البنوك في الربع الثالث من عام 2022 عندما كان بقيمة 459 طن.
بينما منذ بداية العام ارتفع الطلب من البنوك المركزية بنسبة تفوق 14% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي ليصل مستوى قياسي جديد بلغ 800 طن من الذهب.
وانخفض الاستثمار في السبائك والعملات المعدنية بنسبة 14% على أساس سنوي إلى 296 طن بقيادة انخفاض حاد في الطلب من المنطقة الأوروبية. بينما تراجع استهلاك المجوهرات والمشغولات الذهبية بشكل طفيف بانخفاض 2% على أساس سنوي إلى 516 طن بسبب قوة أسعار الذهب.
احتياطيات الذهب المعلن عنها من قبل البنوك المركزية العالمية قد ارتفع بصافي 77 طن ذهب خلال شهر سبتمبر، حيث بلغ إجمالية مبيعات البنوك 1 طن فقط مقابل شراء 78 طن الأمر الذي يدل على قوة عمليات شراء البنوك المركزية من الذهب.
وأظهرت البيانات أن جميع المشترين من البنوك المركزية في شهر سبتمبر كان من الأسواق الناشئة، حيث اشترى البنك المركزي الصيني أكبر كمية من الذهب بمقدار 26 طن يليه البنك المركزي البولندي والبنك الأوزبكي.