أزمة طاقة تطفو على السطح من جديد يشهدها العالم عامة وأوروبا بشكل خاص وخاصة مع دخول فصل الشتاء، حيث يهدد الصراع فى الشرق الأوسط والحرب الإسرائيلة بقطاع غزة أسواق الطاقة من سلاسل الإمداد وهو ما بات واضحا خلال الفترة ارتفاعا واضحا في أسعار الطاقة والتى من المتوقع أن شهد ارتفاعات جديدة الفترة المقبلة مع استمرار الصراع فى منطقة الشرق الأوسط .
وفى هذا الإطار نجد أن الدول الأوربية تستعد لاستقبال فصل الشتاء وذلك وسط المخاوف على إمدادات الغاز فى ظل ما يحدث فى منطقة الشرق الأوسط حيث أن منطقة الشرق الأوسط بديل لامدادات الغاز لأوروبا ووصل سعر الغاز في أوروبا منذ بداية الحرب فى غزة إلى 55.3 يورو لكل ميجاوات/ساعة وارتفع سعر برميل النفط برنت بنسبة 7.7% في الأسبوع الماضى إلى 91 دولار للبرميل، وهو ما أدى بطبيعة الحال الى اترافع أسعار الكهرباء في القارة العجوز 42%.ووفقا صحيفة البيريوديكو الإسبانية.ويعد الغاز الطبيعي عنصرًا أساسيًا في "المزيج" الكهربائي الإسباني، لأنه يمثل حوالي 30٪ من مصادر الطاقة المستخدمة في إسبانيا لتوليد الكهرباء بين محطات الدورة المركبة والتوليد المشترك للطاقة، حيث تُستخدم أيضًا الكتلة الحيوية ومصادر الطاقة الأخرى. ريد إلكتريكا دي إسبانيا (REE).
ويأتي ارتفاع سعر الغاز في وقت أمرت فيه إسرائيل بإغلاق حقل للغاز الطبيعي تديره شركة شيفرون الامريكية على سواحل البلاد لأسباب أمنية. بالإضافة إلى ذلك، يضيف الخبراء أن تمزق خط أنابيب الغاز في فنلندا، والذي قد لا يعمل حتى أوائل عام 2024، كان من شأنه أن يغذي مثل هذا الانتعاش بعد أسبوعين من الانخفاضات.
وأشارت صحيفة لا بوث دى جاليسيا الإسبانية، في تقرير لها إلى أن البنك الدولي حذر من أن أسعار النفط قد ترتفع إلى أكثر من 150 دولارا للبرميل إذا تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، ومن الممكن أن تؤدي الحرب الطويلة الأمد في المنطقة إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار الطاقة والأغذية، بعد عام واحد فقط من ارتفاع الأسعار بسبب حرب أوكرانيا.
ومن جانبه قال مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، إن الأسواق العالمية تشهد استمرار ارتفاع أسعار الغاز والبترول والسولار، وذلك نتيجة الحظر الأوروبى على الغاز الروسي، وكذلك استمرار العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والتوترات بمنطقة الشرق الأوسط.
وأضاف "يوسف"، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن أسعار الغاز فى أوروبا خاصة مع دخول فصل الشتاء ستشهد ارتفاعا الفترة القادمة من الممكن أن يصل إلى حدود الـ20 دولار، وكذلك أسعار النفط سيتم تداولها ما بين 85 إلى 90 دولار للبرميل، وذلك نتيجة للأحداث التى تشهدها المنطقة والقلق حيال الإمدادات النفطية وسلاسل الإمداد.
قال الدكتور عطية عطية عميد كلية هندسة الطاقة والبيئة بالجامعة البريطانية، إن الحروب بصفة عامة لها تأثيرات كبيرة على قطاعات الطاقة بمصادرها المختلفة، موضحا أن الحرب الروسية الأوكرانية لها تأثير على آمن الطاقة، وكذلك على الأمن الغذائي العالمى ، قائلا: "أمن الطاقة على مستوى العالم اهتز، لأن أمن الطاقة يعنى توافر مصادر الطاقة بأسعار فى متناول المستورد، ومفهوم أمن الطاقة يختلف من دولة مصدرة إلى أخرى مستوردة، وكذلك على تنوع الموردين.
وأضاف عطية فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الحرب الإسرائيلية فى غزة سيكون لها تأثير كبير أيضا على أمن الطاقة العالمى إذا استمر وامتد الصراع على الصعيد الإقليمى وذلك نظرا إلى أن المنطقة تتمتع بأكثر من 50% من احتياطيات العالم النفطية المؤكدة من النفط والاكتشافات الكبيرة فى الغاز فالتأثير سيكون محدود فى أماكن الصراع ومصر شأنها شأن باقى دول المنطقة، أما إذا امتد الصراع بدخول دول آخرى فسيكون التأثير كبير جدا ليس على أمن الطاقة فى المنطقة فحسب بل على أمن الطاقة فى العالم كله وعلى رأسها أوروبا.
وفى السياق نفسه ، تواجه الدول الأوروبية أول شتاء لها بدون إمدادات خطوط أنابيب الغاز الروسى، مع أن وصول ناقلات الغاز الطبيعي المسال مستمر عبر ثلاث طرق ولكن فى نفس الوقت يدرس الاتحاد الأوروبي إمكانية تمديد العمل بسقف الأسعار الطارئ على الغاز الطبيعي والذي دخل حيز التنفيذ في فبراير الماضي، وذلك خشية أن يؤدي التوتر بالشرق الأوسط إلى رفع الأسعار مجددا خلال فصل الشتاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة