فى جولة إخبارية جديدة من خارج الحدود، نقل الزميل محمد جمال تغطية إخبارية حول آخر تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، وعلاقتها بحرب أوكرانيا، وكيف ستتعامل الإدارة الأمريكية على توفير دعم إلى أوكرانيا وإسرائيل فى وقت واحد فى ظل حالة الارتباك التى يعيشها الداخل الأمريكى بسبب الدعم الأمريكى اللا محدود إلى إسرائيل وأوكرانيا.
استعرضت التغطية تقرير كشف عنه موقع " NBCNEWS"الأمريكى، وهو عن مباحثات سرية يقوم بها عدد من المسئولين الأمريكيين والأوروبيين للضغط على الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلنسكى لقبول مفاوضات سلام مع روسيا، وذلك بالتخلى عن جزء من أوكرانيا لصالح الروس، مقابل السلام، وذلك بعد أن طالت أمد الحرب الروسية الأوكرانية، والخسارة التى يتكبدها الجميع ماديًا وصعوبة الاستمرار فى تقديم المساعدات لأوكرانيا.
ويظهر تقرير " NBCNEWS" أن المجتمع الغربى يعانى من الإنهاك واستنفاد طاقته المادية والعسكرية نتيجة الحروب، وخاصة بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث قال مسئول أمريكي: "نشعر بالقلق إزاء نفاد القوات الأوكرانية فى حين يبدو أن روسيا لديها إمدادات لا نهائية".
المباحثات السرية التى يجريها الأمريكان والأوروبيون مع الرئيس الأوكراني، لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، أظهرت خشية المسؤولين أمريكان من توقف التعاطف مع أوكرانيا، فى ظل تصاعد الحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة، ما يجعل تأمين مساعدات إضافية لكييف أكثر صعوبة.
وذكر موقع " NBCNEWS" فى تقريره، أن المسؤولين الأوكرانيين لم يعد لديها خيار إلا شهرين للتفكير فى بدء مفاوضات السلام مع الروس.
كما ذكر تقرير " NBCNEWS" أن بعض المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين يطرحون موضوع مفاوضات السلام مع أوكرانيا، وتضمنت المحادثات الخطوط العريضة لما قد تحتاج أوكرانيا التخلى عنه للتوصل إلى اتفاق مع روسيا.
ويشير موقع " NBCNEWS" إلى بدء المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين فى القيام بمباحثات سرية مع الحكومة الأوكرانية، حول عمل مفاوضات سلام محتملة مع روسيا لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وفقًا لمسؤول أمريكى كبير حالى و مسؤول أمريكى كبير سابق مطلع على المباحثات السرية، وذلك بسبب إنهاك المجتمع الغربى فى الحرب.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن "المحادثات تضمنت الخطوط العريضة للغاية لما قد يمكن لأوكرانيا التخلى عنه للتوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا".
ووصف المسؤولون المحادثات، التى وصفت بالـ حساسة، أنها جرت الشهر الماضى خلال اجتماع لممثلى أكثر من 50 دولة تدعم أوكرانيا، بما فى ذلك أعضاء الناتو، وعُرفت المباحثات بأنها تمثل اعترافًا بالإنهاك العسكرى على الأرض فى أوكرانيا، والديناميكيات العسكرية والسياسية فى الولايات المتحدة وأوروبا.
التحول إلى عملية الإنهاك فى الحروب وخاصة الحرب الروسية الأوكرانية، عبر عنها المسؤولون بإن هذه المحادثات بدأت وسط مخاوف من المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين بأن الحرب وصلت إلى طريق مسدود، وبشأن القدرة على مواصلة تقديم المساعدات لأوكرانيا.
وقال المسؤولون الأمريكيون أن مسؤولى إدارة الرئيس الأمريكى بايدن يشعرون بالقلق من نفاد القوات فى أوكرانيا، فى حين أن لدى روسيا إمدادات لا نهاية لها على ما يبدو، وتكافح أوكرانيا أيضًا من أجل التجنيد، وشهدت مؤخرًا احتجاجات عامة حول بعض متطلبات التجنيد المفتوحة التى فرضها الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي.
وذكر المسؤولون الأمريكيون أن هناك "عدم ارتياح فى الحكومة الأمريكية إزاء قلة الاهتمام العام الذى حظيت به الحرب فى أوكرانيا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة قبل شهر تقريبًا". ويخشى الأمريكيون من هذا التحول، الذى قد يجعل تأمين مساعدات إضافية لكييف أكثر صعوبة.
وفى تطور لافت، بدأ بعض المسؤولين العسكريين الأمريكيين فى استخدام مصطلح "الجمود" لوصف المعركة الحالية فى أوكرانيا، حيث يقول البعض إن الأمر قد يقتصر على الجانب الذى يمكنه الاحتفاظ بقوة عسكرية لأطول فترة.
ولم يحرز أى من الجانبين خطوات كبيرة فى ساحة المعركة، التى يصفها بعض المسؤولين الأميركيين الآن بأنها حرب "البوصات"، ويقول الأمريكيون، فى أحاديث خاصة، "إن أوكرانيا ليس لديها على الأرجح سوى مهلة حتى نهاية العام أو بعد ذلك بوقت قصير قبل بدء مناقشات أكثر إلحاحًا، حول مفاوضات السلام".
وذكر الأمريكيون أنهم تبادلوا وجهات النظر بشأن ذلك الجدول الزمنى مع الحلفاء الأوروبيين.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومى الأمريكي، أدريان واتسون، فى بيان لها: "أى قرارات بشأن المفاوضات تعود إلى أوكرانيا، ونحن نركز على مواصلة الوقوف بقوة لدعم أوكرانيا فى دفاعها عن حريتها واستقلالها ضد العدوان الروسي".
فى الوقت الذى أشار فيه مسؤول فى الإدارة الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة شاركت مع أوكرانيا فى مباحثات حول إطار قمة السلام، لكنه تدارك الأمر قائلًا: "إن البيت الأبيض ليس على علم بأى محادثات أخرى مع أوكرانيا حول المفاوضات فى الوقت الحالي".
وركز الرئيس الأمريكى جو بايدن، بشكل مكثف، على القوات العسكرية الأوكرانية المستنزفة، وفقًا لتقرير " NBCNEWS".
وقال مسئول أمريكي: "إن القوى البشرية هى على رأس اهتمامات الإدارة فى الوقت الحالي، وإن الولايات المتحدة وحلفائها يمكنهم تزويد أوكرانيا بالأسلحة، لكن إذا لم يكن لديهم قوات مختصة لاستخدامها، فلن يكون لديهم القدرة على ذلك".
وقبل أن تبدأ الحرب الإسرائيلية على غزة، أعرب مسؤولو البيت الأبيض عن ثقتهم فى أن التمويل الإضافى لأوكرانيا سوف يمرر الكونجرس قبل نهاية هذا العام، فى حين اعترفوا سرًا بالمخاوف بشأن مدى صعوبة ذلك.
فى الوقت الذى أشار فيه المسئولين الأمريكيين إلى أن "إدارة بايدن ليس لديها أى مؤشر على أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مستعد للتفاوض مع أوكرانيا".
ويقول المسؤولون الغربيون: إن "بوتين لا يزال يعتقد أنه يستطيع "انتظار الغرب" أو الاستمرار فى القتال حتى تفقد الولايات المتحدة وحلفائها الدعم المحلى لتمويل أوكرانيا أو يصبح النضال من أجل تزويد كييف بالأسلحة والذخيرة مكلفًا للغاية."
يذكر أن إدارة بايدن أنفقت 43.9 مليار دولار على المساعدة الأمنية لأوكرانيا منذ الحرب الروسى فى فبراير 2022، وفقًا للبنتاجون.
ويقول مسؤول أمريكى إن الإدارة لديها حوالى 5 مليارات دولار لإرسالها إلى أوكرانيا قبل نفاد الأموال، ولن تكون هناك مساعدات لأوكرانيا إذا لم تقل الإدارة إنها وجدت خطأ محاسبيا بقيمة 6.2 مليار دولار نتيجة أشهر من المبالغة فى تقدير قيمة المعدات المرسلة إلى كييف.
وأكد المسئولون الأمريكيون أن التقدم فى الهجوم المضاد الذى شنته أوكرانيا بطيئًا للغاية، وتتلاشى الآمال فى أن تحقق أوكرانيا تقدمًا كبيرًا، بما فى ذلك الوصول إلى الساحل بالقرب من الخطوط الأمامية لروسيا، ما دفع المسؤولون الأمريكيون للقول إن "عدم إحراز تقدم كبير فى ساحة المعركة فى أوكرانيا لا يساعد فى محاولة عكس الاتجاه فى الدعم العام لإرسال المزيد من المساعدات". فلم يعد هناك دعم شعبى لتمويل أوكرانيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة