تظل المؤامرات الإسرائيلية مستمرة فى محاولة لتهجير سكان القطاع منه إلى سيناء، زاعمة أن هذا النقل سيكون بشكل مؤقت، وهو ما لا يقبل به أحد، وعلى الرغم من الموقف المصرى الواضح منذ اليوم الأول لعدوان إسرائيل على قطاع غزة، من رفض تام لإخراج الفلسطينيين من أراضيهم إلا أن مازالت الحكومة الإسرائيلية تقوم باستفزازت فى هذا الشأن، وتعمل على تجميع ضغوط دولية على مصر للقيام بهذا الأمر إلا أنها لم تنجح.
وفى مشهد يوضح مدى كذب وافتراء رأس الحكومة الإسرائيلية، فبعد أن سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى التنصل من ادعاء وزير التراث، الذى صرح، بأن إسقاط قنبلة نووية على قطاع غزة هو أمر وارد، وقام بتجميد حضور الوزير فى اجتماعات الحكومة إلا أنه الوزيرالإسرائيلى قام بحضور الاجتماعات متحديا نتنياهو، حسبما ذكرت مراسلة القناة 12 الإسرائيلية.
وزعم نتنياهو كاذبا في بيان، إن "كلام الوزير عميحاى إلياهو منفصل عن الواقع، وإن إسرائيل والجيش الإسرائيلي يتصرفان وفقا لأعلى معايير القانون الدولي، من أجل منع إلحاق الأذى بالأشخاص غير المتورطين، وسنواصل القيام بذلك حتى النصر".
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز عن أن إسرائيل حاولت سرا بناء دعم دولى فى الأسابيع الأخيرة لنقل عدة مئات من الآلاف من المدنيين من غزة إلى مصر خلال فترة حربها على القطاع، وفقا لما أفاد به ستة دبلوماسيين أجانب رفيعى المستوى.
وأوضحت الصحيفة أن القادة والدبلوماسيين الإسرائيليين اقترحوا سرا الفكرة لعدد من الحكومات الأجنبية، ووضعوها فى إطار "مبادرة إنسانية" للسماح للمدنيين بالهروب بشكل مؤقت من المخاطر فى غزة إلى مخيمات لاجئين فى صحراء سيناء عبر الحدود فى مصر.
وتم رفض الاقتراح من قبل أغلب من استمعوا إلى الإسرائيليين، ومنهم الولايات المتحدة وبريطانيا، بحسب الصحيفة، بسبب مخاطر أن يصبح هذا النزوح الهائل دائما، وذكر التقرير أن هذه الدول تخشى أن يؤدى هذا التطور إلى تقويض استقرار مصر وغياب أعداد كبيرة من الفلسطينيين عن أراضيهم، بحسب الدبلوماسيين الذين رفضوا الكشف عن هويتهم.
كما تم رفض الفكرة بشدة من قبل الفلسطينيين، الذين يخشون أن تستغل إسرائيل الحرب، لنقل أكثر من مليونى شخص يعيشون فى قطاع غزة بشكل دائم.
وقالت نيويورك تايمز أن أكثر من 700 ألف فلسطينى تم تهجيرهم أو طردهم من منازلهم فى حرب عام 1948. ويحذر العديد من أحفادهم من أن الحرب الدائرة حاليا ستنتهى بنكبة أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصر رفضت فكرة النزوح المؤقت، ناهيك عن الدائم.
وكان الرئيس السيسى قد قال أن مصر أكدت وكررت رفضها التام للنزوح القسرى للفلسطينيين وتهجيرهم إلى الأراضى المصرية فى سيناء، مشيرا إلى أن هذا لن يؤدى إلا إلى تصفية القضية الفلسطينية.
ولفتت نيويورك تايمز إلى أن بعض حلفاء نتنياهو السياسيين قد أيدوا علنا فكرة النقل المؤقت لأعداد كبيرة من الغزاويين إلى مصر ودول أخرى فى المنطقة والغرب.
بدوره، دعا عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق، الجامعة العربية لتسجيل تصريح الوزير الإسرائيلى الذى هدد بقصف قطاع غزة بقنبلة نووية، وإبلاغه حرفيا ورسميا إلى أمين عام الأمم المتحدة وإلى رئيس مجلس الامن تمهيدا لاتخاذ الاجراءات اللازمة ازاء هذا التطور الخطير لدى الاجهزة المختصة بمنع الانتشار النووى ونزع السلاح، وفي مواجهة احتمالات تفجر نووى تقدم عليه حكومة اإسرائيل المتطرفة .
وكتب عمرو موسى على موقع "إكس" للتغريدات " "ادعو الجامعة العربية لتسجيل التصريح وابلاغه حرفيا ورسميا الي امين عام الامم المتحدة والي رئيس مجلس الامن تمهيدا لاتخاذ الاجراءات اللازمة ازاء هذا التطور الخطير لدي الاجهزة المختصة بمنع الانتشار النووى ونزع السلاح، وفي مواجهة احتمالات تفجر نووي تقدم عليه حكومة اسرائيل المتطرفة.
أدان رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، السفير محمد العرابى، اليوم /الأحد/، بأشد العبارات، التصريحات العنصرية والتحريضية الصادرة عن وزير التراث الإسرائيلى عميحاى إلياهو، بشأن دعوته إلى ضرب قطاع غزة بقنبلة نووية وإبادتها.
وأكد العرابى، في بيان له اليوم، أن تلك التصريحات الاستفزازية تمثل خرقًا جديدًا من قبل دولة الاحتلال للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، كما تعد تصعيدًا خطيرًا يضاف إلى جرائم الحرب التي تُرتكب ضد أهالي قطاع غزة العزل الأبرياء.
ودعا رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية المجتمع الدولي إلى إدانة تلك التصريحات والتصدي لها بقوة لما تمثله من خطورة على تشجيع خطاب الكراهية بالعالم، وتهديد السلم والأمن الدوليين، بجانب ضرورة إلزام إسرائيل على وقف العدوان وسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها ضد الشعب الفلسطيني.
وشدد وزير الخارجية الأسبق على حتمية التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، ووضع حد للكارثة الإنسانية الذي يعيشها أهل غزة، وعدم عرقلة المساعدات الإغاثية واستهداف سيارات الإسعاف؛ للتخفيف من وطأة المعاناة والمحنة داخل القطاع.
بدوره، قال روحي فتوح، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، إن تصريح الوزير الإسرائيلي العنصري إلياهو بإلقاء قنبلة نووية على غزة تعبر عن عقل المحتل القائم على الإبادة والمجازر بحق الإنسانية، وفقا لخبر عاجل بثته قناة القاهرة الإخبارية.
وقال وزير من حزب "عوتسما يهوديت" المتطرف، إن أحد خيارات إسرائيل في الحرب في غزة هو إسقاط قنبلة نووية على القطاع، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وردا على سؤال في مقابلة مع راديو كول بيراما عما إذا كان ينبغي إسقاط قنبلة ذرية على القطاع، قال وزير التراث عميحاي إلياهو "هذا أحد الاحتمالات".
وقالت الصحيفة إن إلياهو، من حزب إيتامار بن غفير اليميني المتطرف. وأعرب إلياهو أيضًا عن اعتراضه خلال المقابلة على السماح بأي مساعدات إنسانية بدخول غزة، قائلاً: "لن نسلم المساعدات الإنسانية للنازيين"، متهمًا أنه "لا يوجد شيء اسمه مدنيين غير متورطين في غزة".
كما أيد سرقة أراضي القطاع وبناء المستوطنات هناك. وعندما سُئل عن مصير السكان الفلسطينيين، قال: "يمكنهم الذهاب إلى أيرلندا أو الصحاري، ويجب على الوحوش في غزة أن تجد الحل بنفسها".
وقال إن شمال القطاع ليس له الحق في الوجود، مضيفًا أن أي شخص يلوح بعلم فلسطين أو علم الفصائل "لا ينبغي أن يستمر في العيش على وجه الأرض."